تقرير أميركي: داعش يحافظ على عدد مسلّحيه رغم الخسائر في صفوفه

ترجمة: حامد أحمد

يبدو أن تنظيم داعش مايزال أكثر مرونة وقوة وخطورة مما كان يطمح مسؤولون أميركان بأن يكون عليه، فهو يتبجّح باحتفاظه بقوة قتالية في العراق وسوريا قد تقارب القوة التي كان فيها خلال أوج مراحله .
واستناداً إلى معلومات قدمها البنتاغون للمفتش العام لقيادة عمليات التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا فإنه بعد أربع سنوات من القصف الجوي وقتل قياديين رئيسين في تنظيم داعش، فضلاً عن جهود أخرى مدعومة من الولايات المتحدة والتحالف، فإنه مايزال هناك مابين 28.600 إلى 31.600 مسلح من تنظيم داعش متواجدين في مناطق غير محددة داخل العراق وسوريا .
وخلال العام 2015 وعند ذروة قوة التنظيم، قدر مسؤولون أمنيون أميركان تعداد قوة التنظيم بحدود 33000 مسلح في العراق وسوريا، قبل أن تتعزز قوته بتجنيد مقاتلين أجانب انضموا اليه بمعدل آلاف العناصر شهرياً قادمين من مختلف البلدان.
ورغم ذلك فإن التقديرات الجديدة تشير الى انه بعد إنفاق مايقارب 14.3 مليار دولار على أكثر من 24000 غارة جوية نفذتها طائرات التحالف ضد التنظيم في العراق وسوريا، فإن التحالف بقيادة الولايات المتحدة قد تمكّن من تحقيق نتائج مشوشة فقط. فبينما لم تعد هناك دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا، فإن جهود التحالف لم تفعل شيئاً لإزالة قوة التنظيم بشكل كامل.
وبدلاً من ذلك فإن تقرير المفتش العام الفصلي، مستشهداً بأرقام وزارة الدفاع الاميركية، أظهر بأن تنظيم داعش قد يكون الآن يحتفظ بقوة قوامها 17.000 مسلح في العراق .وأشار التقرير أيضا إلى وجود قوة أخرى من مسلحي داعش في سوريا تتراوح مابين 13000 الى 14000 مسلح. منهم 4000 الى 6000 مسلح مايزالون يتواجدون في مناطق العمليات شمال شرق سوريا .
وقال الباحث توماس جوسيلاين، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في حديث لموقع VOA الاخباري الاميركي إن “الإدارة الاميركية تقول الآن بأنّ تنظيم داعش له نفس العدد من المسلحين في العراق وسوريا عندما بدأت حملة القصف الجوي عليه. وهم يقولون إنّ التنظيم قادر على استبدال كامل بنيته القتالية رغم قتاله في مناطق مختلفة في كلا البلدين”.
وقال مصدر في البنتاغون لموقع VOA الأميركي إن تقديرات وزارة الدفاع الأميركية عن الأعداد التخمينية لمسلحي داعش في العراق وسوريا قد تشمل مسلحين برفقة أفراد عوائلهم أو عناصر أخرى ذات روابط قوية مع داعش قد لا يكونون بالضرورة قادرين على حمل سلاح أو تنفيذ هجمات إرهابية.
ويعزز تقديرات البنتاغون، تقرير صادر عن الأمم المتحدة، يوم الإثنين أشار فيه الى تواجد مابين 20000 الى 30000 مسلح من تنظيم داعش متوزعين بالتساوي تقريباً ما بين العراق وسوريا .
وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن هذه الأرقام تشمل أعداداً كبيرة من المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا إلى العراق وسوريا للانضمام الى صفوف داعش.
وجاء في تقرير الأمم المتحدة أيضاً: “رغم الدمار الذي طال الهيكل البيروقراطي لما يسمى بدولة الخلافة، فإن المنظومة التكتلية للتنظيم ماتزال باقية دون أن تتاثر، ورغم ورود تقارير تشير الى جرح أبو بكر البغدادي فإنه مايزال بالسلطة .”
كثير من المسؤولين الاميركان في الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب يرفضون تبادل المعلومات الاستخبارية التي تتحدث عن عدد مسلحي داعش، مشيرين الى أن مثل هكذا تقديرات تعتبر غير مجدية .
ورغم ذلك فإن قلة من المسؤولين ــ حتى الذين يشيرون الى تناقص أعداد مسلحي التنظيم في العراق وسوريا ــ يرفضون الميل الى تجاهل خطر التنظيم والتقليل من شأنه أو صعوبة إزالته بشكل كامل .
يقول الباحث الاميركي نيكولاس غالفن، من مركز دراسات الحروب غير التقليدية والمجاميع المسلحة في الكلية الحربية الاميركية إن “تنظيم داعش يمر الآن بعملية تحول ناجحة لتنظيم إرهابي شبكي، مع أنه يثير تحريضاً فكرياً عالمياً أكثر من تنظيم القاعدة. هذا يوضح التحدي الكبير الذي يواجهه الشركاء في العراق وسوريا في جهودهم الرامية لإلحاق هزيمة دائمية بتنظيم داعش .”
عن: موقع VOA الأخباري الأميركي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here