نص حوار سيادة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم مع فضائية (فرانس 24) الفرنسية

أجرت فضائية (فرانس 24) العربية، لقاء مع فخامة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم في 24/7/2018، في ما يأتي نصه:
* مقدمة البرنامج فايزة قارح: ضيفنا من بغداد في هذه الحلقة هو الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم.. اهلاً وسهلاً بك على فرانس24.
– سيادة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم، أهلاً وسهلاً بكم.
* السيد الرئيس فؤاد معصوم. رقعة الاحتجاجات تتسع في العراق، والمحتجون يطالبون بتحسين وضعهم المعيشي، أليس من المفارقة، سيادة الرئيس، ان تنطلق هذه الاحتجاجات من منطقة غنية جداً بالنفط؟!.. المواطنون هناك ليس لهم ماء ولا كهرباء؟
– الوضع الحالي هو نتيجة تراكمات سنوات طويلة. هذه التراكمات هي التي دفعت المواطنين الى ان يطالبوا بتوفير حاجاتهم الاساسية، لكن من ناحية اخرى، كانت الحكومة العراقية في حالة مواجهة مع الارهابيين وخاصة القاعدة ثم داعش. وفي نفس الوقت حدث هبوط في اسعار النفط. وهذه كلها أثرت في اعادة النظر في الوضع المعيشي للمواطنين و كذلك تحقيق، لا اقول الرفاهية، ولكن نوع من الرفاه للمواطنين، لذلك نجد انه في تلك المناطق لديهم مشكلة الكهرباء، الكهرباء مشكلة مزمنة وهي ليست نتيجة هذه السنة او السنة الماضية، وكذلك بالنسبة لتوفير المياه الصالحة للشرب والسقي وأمور كثيرة. ولكن المهم ان هذه التظاهرات ليست تظاهرات مبنية على اساس طائفي او على اساس عرقي او على اي اساس من هذه الاسس وانما هي لمواطنين، وهذه نقطة مهمة جداً لابد من مراعاتها، الان هذه التظاهرات وهذه المطالبات لكل العراقيين وفي كل مناطق العراق.
* هذه المظاهرات تحولت من مظاهرات مطالبة بتحسين الوضع الاجتماعي الى مظاهرات مطالبة بتغيير النظام السياسي برمته، سيادة الرئيس؟
– النظام السياسي من الصعب تغييره، بمعنى التغيير في الدستور. لان عملية تغيير النظام يعني مراجعة الدستور، ومسألة مراجعة الدستور لن تكون خلال ساعات او خلال عدة ايام، هذه مشكلة عويصة، لان آلية تعديلات الدستور آلية معقدة وضعت عند كتابة الدستور والمشكلة الآن ليست في النظام السياسي، المشكلة في اهتمام المسؤولين بالوضع المعيشي و الوضع الحياتي للمواطنين، هذا هو الاساس، العيب ليس في النظام وانما العيب في طبيعة او مواجهة هذه المشاكل.
* سيادة الرئيس، تتفق معي ان قلت بان العراقيين يؤرقهم الان انتشار الفساد، هم يقولون لانريد الفساد، سئمنا من هذا الفساد؟
– نعم هناك فساد، لكن معالجة الفساد لن تكون بمجرد قرارات تصدر هنا وهناك، وخاصة نحن على ابواب برلمان جديد، ونأمل، وهناك نوع من الاتفاق، انه يكون هناك مراجعة لممارسة العمل السياسي في العراق، مثلاً الحكومة لابد ان تكون حكومة منسجمة مع بعض، فليس من المعقول ان يكون وزير له كل الامتيازات وله كل الحقوق في الحكومة ولكن في نفس الوقت قدمه الثانية في المعارضة، اذن الان هذه الفكرة موجودة ان يكون هناك عدد من الاحزاب تتفق فيما بينها لتكون بالسلطة والاخرون الذين لايتفقون مع هذا البرنامج، ان يكونوا في المعارضة، آنذاك يكون هناك تكامل، هذه الفكرة موجودة الان وربما بعد اعلان نتائج الانتخابات بشكلها النهائي وتصديقها من المحكمة الاتحادية آنذاك هذه المسألة ستطرح للنقاش.
* هل لكم دور في مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية كرئاسة ؟
– كرئاسة كلا، الرئاسة ايضاً هي ضمن هذه المواضيع التي ستبحث، لان رئيس الجمهورية ايضاً عند كل دورة انتخابية، هو اذا لم يُعَد ترشيحه لدورة ثانية ليس له الحق، يمكن ان يأتوا بشخص آخر الى هذا المكان، ولكن الذي استطعت ان اقدمه خلال هذه الفترة، اي الاربع سنوات، هي انني لم أجامل طرفا على حساب طرف آخر ولم أشعر بأنني رئيس جمهورية لجهة وانما لكل العراق وحافظت على ان أراعي هذا التوازن.
* لكن الكثيرين يتهمونكم بانكم تتعاملون مع هذا المنصب على اساس او على منهج حزبي، كيف تردون؟
– كلا، طبيعة الامور في العراق لايمكن ان تكون جهة واحدة، قومية واحدة، او مكون واحد، هو صاحب كل السلطة في العراق، حقيقة هناك تقسيم، هذا التقسيم انا لا استطيع القول انا ادافع عنه و انه شيء اساسي، ولكن وبمرور الوقت عندما نصل الى حالة تكون العلاقة فيما بيننا على اساس المواطنة، آنذاك ممكن أن يكون رئيس الجمهورية شيعيا و رئيس الوزراء يكون شيعيا و رئيس البرلمان شيعيا او بالعكس يكون سنيا، ولكن الان لابد من الحفاظ على هذا التوازن والعمل معا جميعاً من اجل بناء حالة من الاستقرار السياسي.
* اذن هل مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية ستخرق هذه القاعدة، قاعدة المنهج العرقي الطائفي في العراق، تعودنا على هذا في العراق؟
– نعم، لكن هناك فرق بين المحاصصة و بين الائتلاف، الحكومة الائتلافية، ليس هنا في العراق حزب واحد او جهة واحدة عندها نسبة (50+1) لتشكيل الحكومة، لابد من ان يكون هناك حوار ومفاوضات بين الاطراف التي يمكن ان يتفاهموا فيما بينهم، واما ان تكون جهة واحدة، فلا يمكن. ولكن الشيء الذي اؤكد عليه ان المحاصصة بمعنى ان الشخص الفلاني وزير، عندما يصل الى كرسي الوزارة يعتقد بانه هذه مملكته وبالتالي يزيح مجموعة و يأتي بمجموعة من اقاربه، او من حزبه، او من اي شيء… فهذا هو المرفوض. لكن الائتلاف داخل الحكومة وكذلك الانسجام فشيء آخر. مثلاً الكرد الذين ليس لهم منصب من هذه المناصب يشعرون بانهم مهملون ومهمشون، والسني يشعر بانه مهمش، وإذا تركت الشيعة يشعرون بانهم مهمشون، نحن في هذه المرحلة بحاجة الى مراعاة هذا التوازن، لكن هنا يقف عند حد ولاينزل الى ادنى.
* سيادة الرئيس وفق نظام المحاصصة، هل هناك صفقة بينكم وبين مسعود بارزاني؟
– لا، الان العلاقة جيدة، الاحزاب فيما بينها هناك تنافس وهناك نوع من الصراعات ولكن هناك ايضاً مصالح مشتركة، الان حدث اتفاق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني انهم يدخلون الحكومة كجبهة واحدة وكذلك مواقفهم السياسية كلها موحدة. نفس الشيء بالنسبة للاخرين، وكذلك لقاء هذه المجموعة الكردية المؤلفة من طرفين اعلونها وهي مفتوحة للاطراف الاخرى ليدخلوا في الحوار كطرف واحد، وكذلك بالنسبة للاخوة الشيعة والاخوة السنة وهكذا.
* سيادة الرئيس تعامل تحالف “سائرون” مع الاحتجاجات التي يشهدها العراق، كيف تقرأونها؟
– كل الاطراف السياسية لم تقف ضد هذه المظاهرات وتلك الطلبات، كلهم موافقون، لانه حق دستوري، لكن في نفس الوقت ان لايعتدي المتظاهرون على الاملاك العمومية والخاصة وكذلك العنف.
* هل هناك أطراف من مصلحتها تأجيج الاحتجاجات في العراق ؟
– انا لا استطيع ان اتهم أحدا.
* لماذا؟
– لكن كل هذه الاتهامات الموجودة، مثلاً مسأله المياه، مسألة الكهرباء، مسألة كذا وكذا، والبطالة الموجودة.. هذه حقوق المواطنين.
* هناك من يتهم ايران بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات؟
– هذه تفسيرات وانا لا أريد ان ادخل في التفسيرات الحزبية..
* لماذا؟ لكن نريد تفسيرات، مشاهدو فرانس 24 يريدون تفسيرات منكم، من سيادة رئيس الجمهورية العراقية حول هذا؟
– يمكن بعض الامور غير واضحة لهم، ومشكلة رئيس الجمهورية بالنسبة لي، لا عندي فضائية ولا طلبت من جهة ان تعمل لي فضائية ولاعندي جريدة تظهر كل يوم صباحاً، ليس لدي شيء، وبالتالي انا اعتمد على موقفي كانسان مسؤول وكذلك انظر الى الوضع بشكل عام وكذلك استشير الاخرين، مثلاً قبل أيام كان هنا في هذه القاعة اجتماعات بين مختلف الاطراف السياسية وخرجنا بمواقف موحدة واحدة، وكان شيئا جيدا، لذلك انا مع الجميع ولست مع طرف ضد طرف آخر.
* سيادة الرئيس، بين ما يحدث بين ايران والسعودية، أين يتموضع العراق؟
– العراق لن يكون مع هذا الطرف ضد الطرف الاخر، ليس من مصلحتنا ذلك. لن نكون مع ايران، رغم العلاقات الجيدة معها، ضد السعودية. وكذلك لن نكون مع السعودية ضد ايران، نحن نحاول قدر الامكان ان نوفق في ما بينهم ونحاول ان يكون هناك نوع من التقارب بين الطرفين لانه اذا، لاسمح الله، حدثت مشاكل كبيرة بين البلدين نحن نتأثر بها، ولكن لن نكون جزءا من هذا الصراع.
* الدكتور فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق، شكراً جزيلاً لك على هذا الحوار.
– اهلا وسهلاً
انتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here