شهادة وفاة لآخر انتخابات

———————— ضياء محسن الاسدي
(( أن أعلى سلطة في الدولة هي السلطة القضائية كلمتها هي الفصل في النزاعات لمفاصل الحياة والمرجعية العليا لحل كل المشاكل السياسية والاجتماعية وهي الظهر المتين الذي يستند علية المواطن والدولة ومؤسساتها حين انقطاع السبل بالآخرين وهي الضامن الحقيقي لحقوق المواطن والدولة من خلال نزاهة هذه الشريحة من القضاة المطلقة التي لا غبار عليها كل هذا مسلم به في دول العالم إلا في العراق فلم يعد القضاء السلطة المطلقة واليد الطولى في البلد بعد الاتهامات الكثيرة الموجهة ضده ومحاولة فرض إرادة الكثير لتحويل بوصلته نحو اتجاه الأحزاب والكتل السلطوية والأشخاص المنتفعين الذين تعكر صفو مزاجه السياسي وهذا ما لمسناه بعد العملية الانتخابية وما رافقها من شوائب واتهامات متبادلة في عملية العد والفرز الألكتروني واليدوي الخاص لمفوضية الانتخابات وجعلها في موضع التهم والتزوير وعدم الحيادية في عملها والتلاعب بالنتائج المزعومة لذا تم اللجوء للمحكمة الاتحادية لتفويضها الأمر لغرض قطع الطريق على المتصيدين بهذه الأنهار العكرة الموحلة من العملية السياسية في العراق والعرجاء المتعثرة تم تعيين القضاء للفصل في هذا الموضوع وقطع دابر هذه الشائعات من الشارع العراقي لبعض الخاسرين في هذه العملية وما شاب العملية من غموض ولغط في عملية العد والفرز والتأخير الغير مبرر والغير علمي وبعد عملية إعادة العد للصناديق المطعون بها من قبل السياسيين الذين شككوا في نزاهة المفوضية التي انتخبوها وفصلوها على مقاسات كياناتهم وأحزابهم وبالأسلوب الذي كان معول عليه لخدمة مصالحهم السياسية ووضعوا كراتهم في ملعب السادة القضاة المنتدبين للعد والفرز فكان القضاء هو الحل الوحيد للجوء إليه في إسكات هذه الأصوات التي تدعي التزوير ولكن بعد ظهور النتائج حاولوا التشكيك بالقضاء ثانية بفتح باب الطعون على قرارات القضاء السؤال على من يطعن الطاعن ألم يكن القاضي هو الحامي لحقوقه والمنقذ له من المفوضية المتهمة لديه حسب رأي الساسة الخاسرون حين تذهب سفينة مصالحهم إلى غير ما يشتهون ويشككون في ربانها ويطعنون في نزاهته ألم يكن القاضي في الأمس هو الحامي فقد حولوا السياسيون القضاة إلى متهمين بعدم النزاهة حين تم تقديم الطعون لها مرة ثانية وهذه تحسب على القضاء ونزاهته وخطأ فادح في التشكيك فقد وضعت نفسها في موضع التهمة وعدم الحيادية فكان لزاما عليها بتسليم كل الكتل والأحزاب والساسة أن يقبلوا بالهزيمة أمام شعبهم حين يتم هذا الصراع العقيم سوف يسدل السياسيون الستار على المسرحية الهزلية بعدما ضحكوا على ذقون الشعب العراقي الذي لا يعرف ماذا يريد ومن أين يأخذ ما يريد وإلى متى يبقى يطلب ما يريد وأن تصبح ثقافة تقبل الخسارة والهزيمة السياسية واردة وسائدة في العراق فليس من المعقول الكل يحكم والكل ينتقد ويعارض والخاسر الوحيد هو الشعب المسكين الذي وقعوا وأصدروا له سياسيه شهادة وفاة لآخر انتخابات له في المستقبل ………………………… ) ضياء محسن الاسدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here