محمد شكري جميل يختار منقذ السينما العراقية

حسان محمد الانصاري

سار ببطءٍ، العيون تترقب، وتتسائل، اين سيذهب هذا الجبل، شق طريق المسرح بهدوء، الصمت عم المكان، بنظرات حائرة ينتظر الجميع ماذا سيفعل؟.

بخطوات تعتصر سنين قضاها بين اشرطة اعمال سينمائية رسمت في ذاكرة العراقيين حكايات وضعت بصمة في طرف كل مدينة او عملا سينمائي كانت انامله تقف خلف الكاميرا توجه وتتابع، انه المخرج الكبير محمد شكري جميل ذلك الفارس الذي قدم اعمال سينمائي ظلت عالقة في ذاكرة الزمن،بجرئته المعهودة وصدقه يتقدم بخطوات تحاكي الذاكرة ليمد يده المتعبة صوب فارسا جديد يمنحه راية الفن والسينما معولا على روحه الشبابية واندفاعه لخدمة الثقافة والدراما والسينما حاملا ارادة حقيقية لانتشال السينما من رماد الضياع الذي انقض عليها منذ سنين.

صرخ محمد شكري جميل بصوت احتج على حاجز الزمن الذي اهمل السينما العراقية واوصد ابوابها امام التقدم رافعا يد رئيس شبكة الاعلام العراقي مجاهد ابو الهيل قائلا ” هذا الرجل كما أنقذ الدراما سينقذ السينما”، وسط الصمت الذي اطبق على جميع المشاركين في مهرجان عيون السينمائي وتوقف زحمة الضجيج وقف الجميع مصفقا لهذا المشهد الذي حاكى قصة واقعية جسدت الصدق بكل تجلياته في واحدة من نوادر مشاهد الحقيقة التي نعيشها في زمن اصبح كل شيء فيه كذب، مشهدا لم يحتاج الى محمد شكري جميل مخرجا بل احتاجه انسانا واعيا ومدركا للحقيقية التي اختصرها في رؤياه العميقة بتحديد المنقذ، باعثا رسالة بمعان عديدة، فمجاهد ابو الهيل فعلا قادر على انقاذ السينما بارادته وادائه المهني في ادارة الشبكة.

فالرجل اول من بادر بمشروع النهوض بالدراما العراقية ووجه المنصات الاعلامية في الشبكة صوب دعم هذا الهدف وفق حملة اعلامية ممنهجة واطلق مبادرة دعم الدراما العراقية وتبنت الشبكة هذا التوجه والذي اختتم بتوقيع ثلاثة اعمال درامية جديدة، وهو ما جعل شبكة الاعلام العراقي تتحول الى صرح ثقافي مهم يتوافد عليه الفنانين والمخرجين والمثقفين للقاء ادارة الشبكة ومشاركتها في رسم استراتيجية النهوض بالدراما العراقية.

واليوم ترتقي الشبكة بمسؤولية مهنية ووطنية جديدة وهي النهوض بواقع السينما ودعمها للارتقاء ثانية باعمال سينمائية تجعل من قضايا الوطن العديد موضوعا تتناوله من زواياه الحقيقية، وهو ما دفع المخرج الكبير محمد شكري جميل بالاشادة برئيس الشبكة ووصفه بمنقذ السينما على الرغم من مجاهد ابو الهيل ليس ممثلا او مخرجا او حتى فنانا ولكنه شاعر واعلامي، فماذا رأت روح الاخراج لدى محمد شكري جميل في عمق ابو الهيل؟.

حتما ان الخطوات الكبيرة الناجحة والانجازات العديدة التي حققتها ادارة الشبكة بوقت قياسي ودعمها لشريحة المثقفين والفنانين ودعم الدراما هي ما دفعت هذا المخرج الكبير بمنح ابو الهيل لقب المنقذ.

الحكاية لم تنهي بعد وفصولها مازلت مشرعة وبطلها لن يتوقف، فشبكة الاعلام العراقي ومنذ تسنم مجاهد ابو الهيل المنصب اصبحت قصة نجاح يعطي دروسا للارادة والابداع وتحدي للظروف في زمن تعطل به كل شيء، حكاية خط فصولها هذا الشاب بارادة وقوة ولم يلتفت لاصوات النشاز والبيروقراطية ولم يجعل من منصبه غاية لتحقيق احلام طائشة تتحول فيما بعد الى كوابيس، بل انه عمل واجتهد وخطط وحيدا ليحول تلك الاحلام الى حقيقة نتحسسها ونشاهدها بعد ان اصبحت شبكة الاعلام العراقي افضل المؤسسات على مستوى الدولة وباتت تمثل القاعدة الاعلامية والثقافية والفنية التي تنطلق منها اعمال الابداع الدرامي والثقافي ولاحقا السينمائي، واعتقد ان هذه المفاهيم ادركها المخرج محمد شكري جميل بعقليته الفريدة واضعا مسؤولية اخلاقية ووطنية في عنق ادارة شبكة الاعلام العراقي التي بدأت فعليا بوضع خطة لانقاذ السينما.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here