في الأفق.. حكومة عراقية أم حكومة إرادات خارجية؟

مديحة الربيعي
إنجلت غبرة السباق الانتخابي وصراع الفيلة على وشك أن يبدأ, بين إقتسام الحصص وإغتنام الفرص, وعقد الصفقات للفوز بأكبر عدد من الوزرات والمناصب السيادية, هذا ما يطلق عليه الساسة إستحقاق الكتلة أو اقتسام الكعكة, أياً كانت المسميات فالضامين واحدة, كل يحظى بغنيمته.
على الجانب الآخر مظاهرات خارج أسوار الخضراء, والمرجعية تحذر من إنتفاضة شعبانية جديدة, لن تكون مظاهرة صيفية ككل مرة, والمشهد السياسي بعيد كل البعد عن ما يجري خارج الأسوار المحصنة, فالتعامل مع المظاهرات يحدث بطريقتين الاولى: تهيئة القصور وإستخدام الجوازات المزدوجة ونقل ما غلا ثمنه وخف وزنه استعداد لأي طارئ, أو الفوز بحصاد ما بعد الانتخابات أن بقيت الامور على ماهي عليه!
لاعين ترى ولا أذن تسمع كل حزب بما لديهم فرحون, أما الشعب فهو خارج حساباتهم الحزبية ببساطة, لأن كل من يدور في مستنقع السياسية الآسن يعزف على وتر واحد, ويردد العبارة ذاتها (لا يوجد فقر في العراق),لأن إيمانهم بقدرة الشعب العراقي على صناعة ثورة تكاد معدومة ببساطة لأن أغلب الساسة يجهلون مضامين الانتفاضة الشعابية الاولى, فهم كانوا يقيمون في بريطانيا وكندا, وغيرها من الدول الي قدموا فيها الخدمة الجهادية!, ولأنهم دخلوا العراق على دبابات أمريكية فزمن الثورات قد ولى بالنسبة لهم.
ما يميز هذه المظاهرات عن غيرها أنها متخمة بالدم, لم يبخل ابناء العراق بفلذات الاكباد منذ اللحظة الاولى لدخول الدواعش للبلاد, حتى آخر شهيد من الحشد الشعبي والقوات المسلحة.
لم يقدم الشعب القرابين ليعاقب بقطع الكهرباء والحرمان من التعيين وأنعدام الخدمات, لينعم كبار اللصوص بخيرات هذا البلد وعوائلهم وأبنائهم يتنعمون في الخارج, بينما تسكن الامهات الثكالى المقابر ويسكن الجرحى المستشفيات.
خياران لا ثالث لهما في عراق ما بعد التحرير, الأول تشكيل حكومة بعيداً عن المحاصصة الطائفية, تنتهج العدالة وتقديم الخدمات, والقضاء على تراكمات الفساد, والاطاحة بكبار الرؤوس التي دمرت التعليم والصحة وأستحوذت على حصص العراقيين بالتعيينات, وأشاعت البطالة والجهل حكومة تعيد الحقوق لأصحابها وتضع الأمور في نصابها.
اما الخيار الثاني تشكيل حكومة إرادات خارجية, تقوم على أسس طائفية ليبقى الوضع على ما هو عليه من فساد وبطالة, وتأخذ المظاهرات بعداً آخر ويحدث ما عبرت عنه المرجعية (لات حين مندم), فالذي قدم القرابين ليمرغ أنوف الدواعش وقوض نظام صدام من قبل ذلك قادر على استرداد ما سُلب منه, وأعادة أصحاب الجنسيات المزدوجة من حيث جاءوا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here