أنقذوا مرضى التلاسيميا

جواد الماجدي
ما علمتنا الحياة ان لكل منظمة (شركة، دائرة، وزارة) سواء كانت ربحية او غير ربحية، حين يكون هدفها هو تسويق سلعتها سواء خدمية، ام تجارية، يجب ان يكون هناك تخطيط مسبق لعملها، ومتابعة انية لتلافي المشكلات، والتهديدات الداخلية، والخارجية التي تحصل اثناء تنفيذ الخطط الموضوعة، وصولا لهدفها المنشود، وكلا حسب استراتيجيته وأهدافه.
من المتعارف ان صاحب الأسواق، او أي عمل اخر حينما يريد ان يقدم خدماته لزبائنه يكون لديه رصيد مدور، حينما يقترب منه يجب عليه ان يعوضه كي لا يتوقف عمله، ويخسر زبائنه.
وزارة الصحة؛ واحدة من وزارات الدولة العراقية الاتحادية، التي تعمل تقريبا بدون تخطيط، او رؤى مستقبلية، بالرغم من وجود مراكز للتدريب، والتطوير، ودوائر عامة للتخطيط على جميع الأصعدة حالها حال اغلب بل جميع وزارات الدولة العراقية، ومؤسساتها بل حتى حكوماتها المتعاقبة.
مرض التلاسيميا (فقر دم البحر الأبيض المتوسط) يكون فيه نسب الحديد بالدم كبيرة جدا، مما يستوجب إعطاء المريض المصاب الدم شهريا، او أسبوعيا كلا حسب حاجته، ونسبة الحديد بجسمه والذي تكون حالته حرجه.
ازمة كبيرة، منذ ما يقرب الأربعة أشهر، او أكثر، ونقص حاد بتوفير أكياس الدم، بالتالي تجهيز المرضى بالدم المطلوب، سيما الدم المفلتر الذي يغني المريض، والمستشفى المسؤول عنه عناء كبير، ويقلل م الصرفيات لدى الطرفين.
عند لقائي مع أحد الاخوة العاملين، او المسؤولين عن تجهيز المرضى بالدم تحدث والغصة تكاد تخنقه حيث يقول عندما قابلت المسؤولين في الوزارة، كيماديا اخبروني بان أكياس الدم فيها شحة كبيرة ولايوجد بالمخازن نسبة كافية لتغطية احتياج المرضى، وان الوزارة تحاول سد النقص بالمستقبل، هذا الكلام منذ اكثر من ستة اشهر، وبقي الحال على وضعه لغاية الان.
طريقة جديدة، وخطة بديلة اتخذتها وزارة الصحة، متمثلة بمصرف الدم الرئيسي، الا وهي تجهيز كل مريض بنصف بطل دم غير مفلتر نظرا لكثرة المراجعين الذي يتراوح بين 140-160 مراجعا يوميا، مما يثقل كاهل المريض ماديا، ونفسيا، وكاهل المستشفى، حيث يكون المريض راقدا في المستشفى مرتين بالشهر بدلا من الرقود لمرة الواحدة، مما يترتب عليه زيادة في صرف العلاج المرافق لتجهيز المريض بالدم؛ كالأرمين، او الكورتيزون، او الديكاترون، بالإضافة الى الفلتر، والكانونة، وجهاز الاعطاء، والجهود الخدمية، والفندقية، والطبية، والعلاجية، والتمريضية، وغيرها الذي لو تم حسابه بصورة جيدة من المسؤولين لاشتروا بهذه المبالغ الزائدة أكياس دم ووفروها للمرضى بدل الصرف الزائد، او الحلول الترقيعية.
على وزارة الصحة المتمثلة بشركة كيماديا ان تخطط جيدا، وتجهز المستشفيات بالأدوية، والمستلزمات الطبية، وان يكون لها رصيد استراتيجي ثابت يكفي لمدة سنة على الأقل عند الطوارئ.
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here