العراق؛ والقوى المتصارعة.

جواد الماجدي
لا يخفى على المتابع للمشهد السياسي العراقي، انه معقد ذو دهاليز مظلمة، ومتشعبة لا يوجد فيها أي بريق من الضوء، او الامل، وان كان اصطناعيا، وان وجد بصيص بعيد يكون مفتاحه خارجيا تتلاعب به اياد خفية، قد تكون معلومة، لكن لا أحد يستطيع الإشارة اليها، لتشعبها داخل أروقة تلك الدهاليز، التي لا يدخل فيها الا من تحب تلك القوى، لضمان التحكم، والسيطرة على جميع القرارات سيادية كانت ام غيرها.
انتخابات برلمانية وصفت بالتزوير (والمتهم برئ حتى تثبت ادانته) لأسباب قد تكون تسقيطية للعملية السياسية برمتها، او تكون صحيحة، امرنا وامرها الى عالم الغيب ليفضح المزورين، ويرد كيد الباغين في نحورهم، ان ثبت عدم صدق ادعائهم بالتزوير.
لاعبان اساسيان، يمثلان أحد اركان العوامل المؤثرة بالسياسة العراقية، يتحكمان علنا وبوضوح ضوء الشمس، وحقيقة وجودها هما؛ أمريكا، وإيران بالإضافة الى القوى الثانوية(الكومبارس) كالسعودية، وقطر، وتركيا، وغيرها من الدول الإقليمية، التي تتصارع بالخفاء، والعلن في بقاع العالم حتى البعيدة عن العراق، كي يلوي أحدهم ذراع الاخر، ليثبت بانه الأقوى بالتأثير على العراق، وسياسته.
بالمحصلة أمريكا تدفع بتحالف النصر، والعبادي ليتصدر المشهد السياسي للعراق، وان تطلب الامر الاتجاه نحو حكومة انقاذ وطني، يترأسها العبادي طبعا، وإيران تدفع بالفتح والقانون للأمر ذاته، وكلام هنا وكلام هناك لإعادة الشراكة الوطنية، والمحاصصة التي جرت الشعب العراقي للويلات، والدمار.
لكننا نبقى نطالب بحكومة اغلبية وطنية، بين الأحزاب الفائزة بالانتخابات، لكن تكون مبنية على القوة، لتنتج لنا معادلة قوية، ببرلمان قوي، ووزراء أقوياء، ورئيس للحكومة حازم، قوي، وان كان حزبيا، او مستقلا، تقابها معارضة قوية بنائه.
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here