العملية السياسية في العراق ( العربة تقود الحصان )!!

الفخر كل الفخر لأبناء العراق الغيارى المتظاهرين الذي يتحملون آلام حر الصيف اللاهب وقسوة برد الشتاء وآلام سوء الخدمات من ماء وكهرباء وصحة وتعليم وبطالة وفساد وتزير يأكل كافة مؤسسات الدولة من قمة هرمها وحتى فرّاشي مؤسساتها وابتداء من منطقتها الغبراء وحتى اطراف الاهوار والقرى والارياف يسري فيها كالنار في الهشيم, وبعد خيباب الامل هذه ولازال الكثير من بسطاء الشعب لا بل وحتى بعض من يدعي الثقافة والاعلام من ينفخ في قربة المرجعية المخرومة ولو سأت احدهم ماذا قدّمت المرجعية بعد كل هذ اكثر من اشارت متواضعة ما كانت إلاّ استحياء من الجماهير التي تضغط عليهم من اجل اتخاذ موقف حازم قوي اتجاه الفساد المستشري وتردي الخدمات وهي لا تفعل سوى النصح في الهواء الطلق في صلوات الجمعة , هل يصعب عليهم التحرك ميدانيا كما يفعل السيد مقتدى مثلا (مع عدم تأييدي له كونه اسلاميا) ؟ هل يصعب على ممثلي المرجعية ان يتواصلوا مع باقي الاطراف العراقية من باقي الاديان والمذاهب من اجل اتخاذ موقف موحد وقوي لاسناد مطالب شعبهم وصيانة بلدهم, أنا اشك في مصداقية كل هذه المراجع بدليل انهم يسيروا خلف عربة الشعب ويتستروا بغطاء مطاليبه وشرعيتها فالشعب هو الذي يقودهم وليس العكس كما هو مطلوب فلا فضل لهم بل هم مقصرون في تقديم الكثير لشعبهم وبلدهم وبامكانهم فعل ذلك وأكثر, فضلا عن مثالب كثيرة تؤخذ عليهم كما في سيرة السيد احمد الصافي ومهدي كربلائي حسبما تنشره مواقع التواصل بالصوت والصورة والوثائق فضلا عن دعم المرجع النجفي لعمار الحكيم صراحة وعلى الفضائيات عام 2014 , وبدلا من صرف الحقوق التي تصلهم لخدمة مستضعفي بلدهم العراق ( إن كانوا عراقيين فعلا) ارسلوها لدعم الريال الايراني كما نشرت وسائل الاعلام للاسف الشديد.
ليس هذا فحسب بل الامر هذا ينسحب على كافة الاطراف العراقية الاخرى في عربة العملية السياسية والادارية حكومة وبرلمانا واحزابا ونقابات واعلاما والناشطين في حقول الطاقة والنفط والصناعة والزراعة والتجارة والاقتصاد والسياحة والفنون والثقافة والصحة والتعليم وباقي القطاعات الاخرى نراها كلها قد تخلفت وتراجعت وسلمت زمام قيادتها للشعب المنتفض الثائر بدل ان يكونوا هم قادة ومنظّرين وطامحين لتحقيق احلام بسطاء شعبهم وامتهم بالتخطيط والدراسات الاستباقية والتوعية الفكرية والاعلامية سلّموا عجلة قيادتهم لبسطاء شعبهم وما عادوا سوى جارين وراء عجلته محللين مفسرين لمجريات الاحداث بعد وقوعها كل حسب اهوائه وميوله واتجاهه وتمنياته!
تحية لشعبنا القائد الواعي البطل الصابر الطيب المضحي ولتخسأ كل هذه الوجوه الكالحة التي لا تفكر إلاّ في مصالحها ومكاسبها الذاتية الذين سيخلدهم التأريخ نموذجا سيئا مخزيا للقيادة والثقافة والفكر والاخلاص للشعب والوطن والانسانية.
أحمد رامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here