نَهج الإمام الباقر يتجسد بخُطى المُفكر الصرخي الحسني

كسائرِ الأئمةِ المعصومين -عليهم السلام- تَميّز الإمام الباقر بالعلم الوافر والخلق العظيم، ولا شكَ أنَّ الهدف الأسمى من حياتِهِم -سلام الله عليهم- هو العبودية والطاعة لله سبحانه وتعالى، لِذا فقد كانت الدعوة إلى الله وظيفةٌ شريفة عظيمة، لا يوفَّق إليها إلا مَنْ أراد الله به خيرًا، وأراد أنْ يجعلهُ من ورثةِ الأنبياء؛ إذ تُعتبر من مقومات نهوضِ المجتمع المسلم وصلاحِه، فالأمام الباقر هو الذي بَقَرَّ العلم بقرًا وفجَّره تفجيرًا، وهوَ مِنْ الذين جعَّل الله تعالى رسالته فيهم، قال تعالى: (والله أعلم حيث يجعل رسالته)، الأنعام: 124.

وكان له الدور البارز كأَب للأمة بل للإنسانية، يحتوي الجميع بقلبهِ الواسع، وخُلقه العجيب النافع، وعلمهِ الزاهر، ومجده الوافر.

وقد عايش الأمة معاناتها وآلامها وكان له دور كبير في تسيير أمور العباد والبلاد إلى درب الرشاد قدر الإمكان، على الرغم مِنْ كُل العقبات والتحديات التي لازمتْ حياته -سلام الله- عليه فهو كسائر الأئمة الذين سبقوه كان يتميز بالأسلوب والمنهج الاصلاحي المتفاوت تبعًا لتفاوت الظروف التي كانت تحيط به، وبالحكم القائم، وبالاُمة المُسلمة، واستطاع أنْ يملء الدُنيا عطاءً على المستوى الفكري والعلمي والثقافي وحتى السياسي. واستمر بالدعوة إلى الإسلام الحق وإلى ولاية أهل البيت -عليهم السلام- وإلى توحيد الصف، وتنمية الذات الانسانية، وبناء المجتمع.

حيث عُرف عهد الإمام الباقر بكثرةِ الحواراتِ والمحاججات والمناظرات المفتوحة لإن دولة بني أمية فتحت المجال لانتشار البدع والمذاهب المنحرفة والاتجاهات الضالة، وانتشرتْ ظاهرة الافتاء بالرأي، وراج القياس في الاحكام والتفسير بالرأي لآيات القرآن المجيد، كما انتشرت أفكار التصوّف والاعتزال عن الحياة، وأشغل الحكّام كثيرًا من الناس بالجدل في المسائل العقلية التي لا فائدة فيها، وشجّعوا على اقامة مجالس المناظرة والجدل العقيم في ذات الله تعالى وفي الملائكة، وفي قِدمِ القرآن أو حدوثه.

وهكذا كان للحكّام دورًا كبيرًا في خلق المذاهب المنحرفة والتشجيع عليها، لاسيّما بعض المذاهب التي كانت تحمل شعار الانتساب إلى أهل البيت -عليهم السلام- كالكيسانية لغرض شق صفوف أتباع أهل البيت -عليهم السلام- الذين كانوا يستهدفون الواقع السياسي المنحرف.

فجلس الإمام الباقر -عليه السلام- بكل جهاد أمام هذه التيارات المنحرفة ومن اعتنقها يعِظهم ويُرشدهم ويصحح افكارهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم، وأكد على اقامة المناظرات العلمية بينه وبين علماء وأتباع المذاهب والديانات الأخرى، ولعل مناظرته مع العالِم النصراني هي خير شاهد والتي كانت نتيجتها لصالح الإمام الباقر -عليه السلام- حيث انهزم العالم النصراني بقوله: “جئتموني بأعلم مني وأقعدتموني معكم حتى هتكني وفضحني؟” ، الكافي: 8 / 122، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية

فكان -سلام الله عليه- مدرسة علمية حقيقية لعلوم وفكر ونهج الرسول الكريم محمد -صلى الله عليه واله وسلم- وكان له التأثير الواضح والحقيقي لمن اقتدى وسار بنهجه -سلام الله عليه- من علمائنا الأعلام، وهكذا دأب المحقق الصرخي الحسني في محاربة

الشبهات والأفكار المنحرفة الضالة المضلة وردَّ على كل ما طرح من شبهات ودعوات باطلة في داخل المذهب وخارجه، وكان لبحثيه (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) و (الدولة المارقة..في عصر الظهور..منذ عهد الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم-) الدور البارز في كشف الكثير من أهل التدليس والكذب والافتراء، ناهيكم عن تصديه للدعاوى المهدوية الزائفة بمناظرات علمية تقوائية ، أضافة الى بحوثه القيمة الاخرى في التفسير والمنطق والصول والاخلاق وما الى ذلك ومن يريد ان يتزود من منهل علمه فليطالع موقعه الإليكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي أو ليبحث عن كتبه المطبوعة .
هيام الكناني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here