الأمثال في القرآن..ومصير الأمة…. ؟

د.عبد الجبار العبيدي
بينت الامثال القرآنية التي تجسدت في القصص القرآنية المُحكمة ..جدلية الأنتقام الرباني ممن اساء وظلم الناس دون حق مبين..حين سخر لها رياح عاتية لا تقاوم..وامطار منهمرة بلا توقف .. تحولت الى فيضانات السونامي التي لا ُتصد..وجبال متحركة انهت ما حولها وحولتها الى رماد..وطيرُ ابابيل يرمي الظالمين بحجارة من سجيل فيجعلهم كعصفٍ مأكول.. وابو رغال خائن الوطن مع الأحباش في عام الفيل …ينتقم منه قومه بالسيف ودفنه بالمغمس لخيانته الوطن والكعبة معاً .. حتى بقي قبره يُرمى بالحجر الى يوم يبعثون..كما هي الحجيج اليوم ترميه كل سنة معتقدة خطئاً انه الشيطان (الازرقي ت 250 للهجرة ، اخبار مكة)…والنبي ابراهيم يرفض عبادة الاصنام فيحاول عبدة الاصنام حرقه بالنار..لكن الله ارادها له بردا وسلاما (الانبياء 69)..حتى كسُرت الاصنام وأنتهت عبادتها في ايامه .. ..كلها مؤيدة بآيات قرآنية لا يُداخلها الشك ..يقول الحق :”.. وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون،الحشر 21″.
وقد حذر القرآن ان من يخرج على الاستقامة لا يُقبل منه وسيُجابه عظائم الامور، كما في قول الحق :”أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانٍ خيرُ …أم من اسس بنيانه على شفا جرف هارٍ فأنهار به….والله لا يهدي القوم الظالمين..،التوبة 109″.
نعود لما حل بالكعبة المشرفة اليوم فنقول :خذوا العبرة يا طغاة الزمن من الحدث الأكبرأيها المتخاصمون على المنافع الزائلة..لا الوطن؟
نقول :هل ان رياح الكعبة وامطارها التي حدثت اليوم ..هي بداية النهاية لحُكام نسوا الله وقدرته وباعوا الاوطان والأنسان لكفرة اخرين ليريهم من اياته ما هو قادم عليهم من الزمان..؟ نحن لا نقصد حكام السعودية فقط ولكن كل حكام العرب ؟ نحن في زمن الخائن يخون وهو مسلم.. والاخر يقبل التجاوز والخيانة ويفتح حدوده لاحتلال الأجنبي لأرض المسلمين ،وهو مسلم.. والثالث يزور ويقبل التزوير.. وهو مسلم ..والرابع يأكل حقوق الناس .. وهو مسلم … كلهم همهم المال والخروج على ايات البرهان..فأين الله منهم اليوم..”ان الله لا يخلف الميعاد،آل عمران آية 9″.
لا شك انها دلالة غضب الرب على المسلمين الذين نسوا الله والحق والانسان،فأوغلوا في الحرام والفساد..فهل انكشاف استار الكعبة يعلم الظَلمة ما ورائها من احداث جسام للناس ،أم غضبا من رب العالمين.نعم..جاءت أمرا أنذارياً من اوامر الخالق العظيم لتكون جرس انذار لما حل بالعرب والمسلمين .هكذا كانت اوامر الله عضةً وعبرة حين أسقط الامطار على بلاد نوح حتى اغرقت الجميع .. لتبقى سفينته عائمة مع الحق دون الكافرين . وعندنا في العراق اليوم مثلها وما استساغه الظلمة في الوطن من ظلم المواطنين..ومن مرافقة الظالمين والمحتلين والانصياع لهم خشية ان لا يخسروا المال الحرام ومراتب الزنادقة والكافرين..فالرجفة بأنتظارهم بأذن الله ليريهم من اياته وهو اصدق الصادقين.لن تنفعهم اموالهم ولا اولادهم فهم من الخائنين المعتدين..والله لا يحب المعتدين.
نعم الكعبة كانت وما زالت مكانا للمعجزات وستبقى ..يوم انهارت فيها الاصنام هبل..اللاة والعزى ليحل محلها الصراط المستقيم..أنها ليست امطارا ولا رياحا بالمطلق..انها غضب الرحمن يرسل انذاره للذين آوغلوا في قتل البشر.. .وسرقت اموال الناس..والظلم الذي فرضوه عليهم بقوانين مفرقة بين المواطنين.فهل سيضرب الله المنطقة الخضراء غدا بزلزال لم يبقِ فيها ولم يذر..نعم ،هو القادر القدير..؟ ونأمل ان تتجسد المحنة عليهم اليوم لمن نسى الله والمصير..
اقول ان ما جاءت به الامثال من صدقية القول والتحقيق ما هي الا قواعد لمعرفة الحاكم للاصول ..فليس تلك الاقوام التي ضربت اساءت للحق واهله أكثر مما اساء اليه قادة المنطقة الخضراء الظالمة اهلها للعراقيين..حين تنازلوا عن الاوطان ..وحقوق الناس..وقبلوا هتك الاعراض ..وقتل الاطفال ..وتحويل العامة الى عوز الحاجة في الأفاق..وصدوا وجوههم عن كل حق ..واولادم ومن ينتمون اليهم في رفاه المال وعز الاوطان..اقول للرب الواحد الذي اجبرنا ان نقرأ القرآن ليل نهار ونصوم رمضان ونصلي خمس مرات كلها قربانا له ..ان يعي الحال وينفذ ما قاله لنا لنؤمن بالامثال..ونؤمن بأن الله يمهل ولا يهمل عبر الأزمان..والا سوف ينتشر الالحاد الذي لا يقاوم بنصائح الاديان..؟؟
القادة العراقيون يطأطئون الرؤوس امام الظالمين ، ويوقعوا على تدمير الوطن..ونهب امواله وتسخيرها للاعداء.. الاخرين …وهم يحتلون المناصب والقصور… وهم واولادهم النزق في اوربا والعالم يعبثون ..والكل على الارصفة ينتظرون الفقر والفاقة وعوز الحاجة..فلندعهم الى جهنم وبئس المهاد مادامت المرجعيات المتحالفة معهم ومشرعنة الاحتلال صامتة صمت القبور..لا يفكرون في امرأة ولا طفل ولا رجل ولا حتى مستغيث بل خطب جوفاء يقولها الوكيل يوم الجمعة وهو فاسد ومشترك مع حرامية التغييروهو يحثهم على تكوين حكومة التزوير ….ولا عتب عليهم لانهم غرباء عن الوطن والمصير..وتلك الامثال نضربها للناس..فاين هي أمثالك يا رب العالمين..نريد ان نراها لتكون عبرة للعابثين ؟
قال الا تؤمن قال بلى.. ولكن ليطمنن قلبي والمسلم يصلي ويصوم ويعتقد بك وبآياتك الكريمة كبرهان على ما تقول يا رب العالمين .. يريدها ان تتحقق بكل من خان وَظلم عبر العصور مادام النص صالحا لكل زمان ومكان كما يقولون…والا اننا لسنا بحاجة الى دين كان وما زال سببا في بعثرة الأمة وهلاكها ..والا سيتكاثر بيننا الملحد وتارك الأيمان انا من أول واحد منهم ؟ مثل أهل الصين واليابان.. ليحترمنا العالم ..لا نكون في الخذلان..؟
أنهَم دمروا جيش العراق بآوامر من أيران ..وحولوه الى مليشيات لا ترحم الوطن والأنسان..واحزاب كلها كذب وخيانة من آكلة المال الحرام ..وضباط عسكريون يحملون اعلى الرتب ولا احد منهم درس يوما في مؤسسة عسكرية حتى اطلق الناس عليهم ..ضباط الدمج برتبهم واشارات الاركان الباطلة وهم يتباهون بها ولا يستحون من الله والناس ..ومئات من الوزراء والنواب والمدراء والمسئولين الكبار قد زوروا شهاداتهم العلمية ووصلوا الى اعلى المناصب بعلم السلطة وبأعترافها.. وهم اليوم يتربعون على عروش القيادة في الارض وتحت السماء.وهل الجاهل يستحق قيادة أمة ووطن بعد ان آماتوا التعليم والصحة والأمن..فأين وعدك الحق يا رب العالمين؟
وغدا سيَحلُ عاشوراء لينصبوا سرادقات العزاء للمغفلين من العراقيين والعراقيات وليجلبوهم مشياً على الاقدام من البصرة المنكوبة بهم الى كربلاء.. ليقدموا لهم القيمة الصفراء ..يدعون فيها بدعوة نصرة الحسين(ع)..والحسين منهم براء ..فالامام جاء مدافعا عن الحق ضد ظلم الحاكم على الناس ..وليس صحيبا للأدنياء وحرامية الاكوان. فهل لا زال شعب العراقي يصدقهم.. الا اذا كان غبيا مثلهم..؟
يبقى السؤال المهم هو:هل يمكن ان يستمرالخونة وكل المارقين وحرامية التغيير في حكم البلاد..وغالبية الشعب خلف القضبان وتحت رهان الجوع والذل ومهانة الزمان ..واهله في المخيمات يعيشون بلا أمان ..وامواله تباع في سوق المزاد لتحول لحسابات الحاكمين الذين لا يشبعون من النيران ..وماذا بقي للانسان اذا استذلت كرامته ..والوطن تتحكم فيه الوليان والرعيان…ولا احد يستطيع ان يفعل ما يريد الله .. لان الاسد الشرقي رابضا يحمي الطغاة والطغيان..والآمر الناهي للوطن في عراق المظاليم يقف ذليلا امامه حتى بلا عَلمٍ ولا مكان..؟ نعم انه الثأر الذي ظل نائما في الصدور عبر الزمان..
فهل يتعض من يدعي انه ورثة حضارة الأكوان…لينتقم لعار الزمان..؟
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here