وقفة صراحة : الحقيقة الضائعة بين دعارة ” إسلامية ” ملموسة و خلاعة مدنية متخيلة

بقلم مهدي قاسم

بين وقت وآخر كنتُ قرأ مقالات لبعض كتّاب أو كتبة إسلاميين يتهجمون من خلالها على  منظمات مدنية و فنية و ثقافية ــ بما فيهم أعضاء اتحاد الكّتاب العراقيين ــ فضلا عن نواد اجتماعية تعد المتنفس الوحيد لعائلات بغدادية أصيلة  ــ ويتهمونهم بالانفتاح و الخلاعة و السكر التهتك والخ من مفردات قاموسهم المعروفة والمستهلكة ، و بأسلوب فج و ركيك كان يجعلني أتردد في الرد عليهم  ( طبعا ليس خوفا منهم إنما ترفعا و لعدم إعطاء لهم أهمية أو وزنا ما ) و لعلمي أيضا بعدم وجود أساس راسخ لمثل تلك التهم الباطلة من حيث كونها كانت ولازالت ذات  طابع تعميمي مطلق يشمل كل دعاة التمدن والتحضر في العراق ..

هذا في الوقت الذي كنا نعلم بوجود مكاتب ل”زواج المتعة ” ــ للشيعة ــ في العراق و إيران *و كذلك زواج المسيار في بلدان إسلامية أخرى ل”أهل السنة ” ** حيث سبق لي أن قرأتُ مقالات عديدة عن ” زواج المسيار ” هذا من قبل سواح خليجيين وعلى رأسهم سواح سعوديين في اندونيسيا تاركين خلفهم آلفا من أطفال و” زوجات مؤقتات ” بلا أصل ولا فصل وبدون أية إعانة مادية جارية باستثناء حفنة من دولارات حصرا  مدفوعة مسبقا مقابل هذا ” الزواج ” كمقدمة ومؤخرة في آن واحد ، كأكبر عملية استغلال وضيعة لظاهرة الفقر السائدة في تلك البلدان الإسلامية التي أنعم الله عليها ب” نعمة الإسلام ” !!.

فها أنا أقرأ اليوم ــ يعني البارحة بعد نشر هذا المقال ــ خبرا في موقع إيراني ــ الخبر أدناه ــ عن حالة مماثلة ولكن في هذه المرة تحت ذريعة ” زواج المتعة ” في إيران يقوم بها سواح عراقيون لمزاولة السياحة الجنسية الحرة على هواهم  ومزاجهم هناك وفقا للخبر أدناه * ــ سيما في مدينة المشهد حيث يُكثر زوار من شيعة عراقيين ــ و بشكل أصبح ملفتا للنظر للمهتمين بالشأن الاجتماعي و الذين أخذوا يدقون نواقيس التحذير و الخطر النذير لمعالجة المسألة قبل تفاقم وتزايد نتائجها الاجتماعية السلبية و الوخيمة..

و أخيرا : نريد أن نهمس في آذان بعض من هؤلاء الذين يتهجمون على الحركات المدنية والاجتماعية والثقافية في العراق في مناسبة و غير مناسبة أنه :

” من كان بيته من الزجاجة فلا يرم بيوت الناس بالحجارة ”

هذا كل ما في الأمر وفقط ..

مع نقطة !..

هوامش ذات صلة :

*(  موقع إيراني يسلط الضوء على إقبال العراقيين على السياحة الجنسية في مشهد

نشر موقع “خبر أونلاين” الإيراني التابع للإصلاحيين، تقريرا سلط فيه الضوء على إقبال زائرين عراقيين على السياحة الجنسية في مدينة مشهد ذات الطابع الديني بمحافظة خراسان شمال شرق البلاد.

وأوضح التقرير الذي نشر أمس الاثنين، 20 آب، ان نسبة ” الخدمات الجنسية” التي تقدم مقابل المال شهدت ارتفاعا في مدينة مشهد الإيرانية، ذات طابع ديني والتي يتواجد فيها مزار علي بن موسى الرضا “الإمام الثامن لدى الشيعة الاثني عشرية”، حيث يتوافد زوار أغلبهم عراقيون للإقبال بشكل متزايد على تلك الخدمات.

وأضاف أن معدلات دخول السياح من العراق ارتفع بنسبة 90 بالمائة إلى إيران، منذ تدهور العملة الإيرانية وارتفاع سعر الصرف، مما قلل من تكلفة الخدمات السياحية للأجانب والذين يسافر أغلبهم إلى مدينة مشهد، مبينا ان “الرجال العراقيين العزاب وغيرهم يأتون إلى مدينة مشهد بدون عائلاتهم لزواج المتعة”.

ولفت إلى أن “الأمر وصل بالزائرين لمدينة مشهد في بعض الأحيان إلى اشتراط وجود امرأة لزواج المتعة داخل الإقامة السكنية ليوافق هؤلاء الزوار على حجزها، وتشكلت بعض الوظائف التي تختص فقط بهذا المجال”، في إشارة إلى مكاتب زواج المتعة بمدينة مشهد الإيرانية.

وبين الموقع الإيراني، انه “بهذا الواقع المؤلم يجب أن نقول إن هذه هي ظروفنا الاجتماعية المتدهورة التي خلقت تقديم الخدمات الجنسية بغطاء شرعي، أي عن طريق زواج المتعة”، وتابع قائلا “هم (الزوار العراقيون) ببساطة كشفوا لنا مشاكلنا الاجتماعية ووضعوها أمام أعيننا والمرض الاجتماعي الذي كان مختبئا أصبح ظاهرا”.

وأشار تقرير الموقع إلى أنه “في الوقت الذي تم فيه حظر الفنادق الرسمية وغير الرسمية من قبول استقبال الرجال الأجانب مع النساء الإيرانيات وحتى المتزوجين شرعيا (متعة)، ورفض استقبالهم، فقد استقر جزء من الزائرين الأجانب، وخاصة العراقيين في إقامات خاصة أصبحت منتشرة في أنحاء المدينة تحت عنوان (بيت المسافر) ولا توجد رخص لنشاط هذه الاقامات ولا توجد أيضا رقابة حكومية عليها”، ووفقا لإحصائية أعدها الموقع الإيراني، فإن عدد الاقامات السكينة أو ما يعرف باسم “بيت المسافر” بلغت أكثر من 6 آلاف وحدة سكنية.

وحذر الموقع في ختام تقريره من أن “الخدمات الجنسية في مدينة مشهد الإيرانية تهدد الأسر في العراق أيضا، فبعد مرور بعض الوقت، قد يمنع المسؤولون العراقيون زيارة إيران بشكل فردي للرجال العراقيين من أجل الدفاع عن كيان أسرهم، وسيطلبون من مواطنيهم أن يزوروا بلدنا بصورة عائلية”.

وطالب بأن “تعمل إيران أسوة بالسعودية، وتمنع دخول الرجال المسلمين الأجانب إلى مدينة مشهد، كما تفعل السعودية بعدم قبول سفر الفتيات الإيرانيات العازبات بصورة فردية إلى المملكة”، مبينا ان “وجود تشريعات قانونية تجيز للسائح الأجنبي المسلم (زواج المتعة) داخل إيران سيزيد من ارتفاع نسبة انتشار الخدمات الجنسية في إيران”.

وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية نشرت في وقت سابق، تحقيقا أجرته في مدينة مشهد الإيرانية، أشارت فيه إلى وجود أنشطة سرية لنساء يضطررن إلى التخفي والاعتماد على وسطاء لتقديم خدمات جنسية إلى سياح أجانب غالبيتهم من العراق ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

ر.إ

** ( الزواج العرفي جريمة في إندونيسيا

الزيجات العرفية أمر شائع في إندونيسيا

جاكرتا- تعكف إندونيسيا الان على إعداد مشروع قانون يشمل توقيع عقوبة السجن والغرامة على الازواج الذين عقدوا قرانهم تبعا للشريعة لكنهم تقاعسوا عن تسجيل عقود زواجهم رسميا.

وتعد هذه الزيجات العرفية التي يتم الاكتفاء فيها بحضور رجل دين وأفراد العائلة والشهود أمرا شائعا في إندونيسيا التي يتألف غالبية سكانها من المسلمين.

وذكرت صحيفة جاكرتا بوست أن سوريادهارما علي وزير الشئون الدينية صرح بأن مثل هذا الاسلوب في الزواج معترف به في الشريعة لكنه قد يحرم الاطفال من الميراث ويجعل الرجال يتصرفون بصورة تتسم بالاستهتار وعدم المسئولية.

ونقل عن علي قوله “لكن من منظور الحكومة هذا النوع من الزواج ينطوي على مخالفة إدارية لانه حسب القوانين السارية يجب تسجيل عقود الزواج في المحكمة”.

وطبقا لمشروع القانون المقترح يمكن معاقبة المتزوجين زواجا عرفيا بالسجن لمدة ستة شهور أو بغرامة تصل إلى 6 ملايين روبية “650 دولارا” بحسب وسائل الاعلام المحلية.

ويحظى مشروع القانون بتاييد مجلس علماء المسلمين الاندونيسيين الذي يعد أعلى جهة إسلامية في البلاد.

وقال مسئولون إن المشروع يهدف أيضا إلى الحد من عقود الزواج العرفية قصيرة الامد وتعدد الزوجات وهي من الامور التي لا تحظى بالقبول إلى حد كبير في المجتمع.

المصدر: “د ب أ”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here