الفتح يسعى للظفر، والقانون يبحث عن فرقة النصر

حسين نعمة الكرعاوي

تطايرت أوراق الخلافات في زمن البحث عن التحالفات، ومن كان بالأمس عدوا لا ضير في ان يكون اليوم صديقا اذا اقتضت المصالح السياسية ذلك، فمسيرة الكتلة الاكبر حافلة بالصراعات الاعلامية أكثر من الانجازات، والمعادلة السياسية اليوم تسعى لترسيخ النضج الديمقراطي لا الهيمنة الديكتاتورية.
بلورة التفاهمات ومنبر الحوارات انجبت لنا اليوم مشروعين مختلفين شكلًا ومضمونًا، فبين من يسعى للاغلبية السياسية بمبدأ الشراكة العددية لا المكوناتية، حتى وان كانت على حساب المشاريع غير المعلنة، وبين من يضع الوطن في أعلى الكفة والمناصب في أسفلها لانه يبصر بمنظور الوطنية لا الفئوية.
العامري أراد السيطرة على أدارة اللعبة جيدا في قربه من المحور السني الجديد، فالفيتو الأمريكي مؤثر في مساعي العامري لمنصب رئاسة الوزراء، وما ورقة زعيم المشروع العربي الذي انبثق من الأراضي الأردنية والسعودية الا “جوكر” يسعى للعبه وقتما تقتضي الامور ذلك، بالتالي لا داعي للتحدث في تلك الأطراف ومن يدعمها خارجيا.
أبناء الانبار كأنهم نسوا أو يحاولون تناسي غاية التظاهرات التي خرجت في زمن المالكي والمطالبة باسقاطه، وفي نفس الوقت تناسوا ايضا أنهم في الأمس كانوا يوجهون الاتهامات إلى الحشد الذي كان يدار من أغلب كتل الفتح وطالبوا بإخراجه من مدنهم، أو أن الفتح احق بالتذكير عن التصريحات الإعلامية التي كانت تهيج الشارع العام عاطفيا حين كانت كلمات التهديد توجه للخنجر.
أمور تستحق التذكير حتى وآن لاحها غبار النسيان أو أثرت بها سياسة العداء والحرمان، فالصدر كان اول من أطلق مبادرة الصلاة الجماعية بين الشيعة والسنة في الانبار لنبذ الطائفية وتحقيق الوحدة الوطنية، نذكرها انصافا لا دعما.
ماذا عن انبارنا الصامدة؟ الا تستحق التذكير أيها المطالبين بحقوق المكون السني! عشر نقاط كانت لتقدمنا لعشرات السنوات لا ارجاعنا المئات.
دولة القانون بدوره يبحث عن مداواة جراح الاستحقاق الانتخابي الذي اندثر لاقل من الثلث عن مخرجات انتخابات ٢٠١٤، ليظهر العداء للنصر في محاولة لاختراق مساراته وصفوفه، في الوقت الذي يجلس فيه العبادي على الطاولة الوطنية لينثر رماد الاتفاقية الدعوجية التي كان يروج لها اعلاميا على قبر المكانة السياسية للمالكي وأتباعه، فالعبادي يدرك جيدا ان رصاصة العملية السياسية ستستقر في قلبه اذا ما وقف في طرف غير مؤهل لإدارة نفسه قبل إدارة البلد، وطائرته كان لابد لها أن تستقر في الحنانة لحفظ المشروع والكرامة.
كثر الحديث وقلت التفسيرات، فافرازات الحاضر تترك لنا أكثر من واقع يستوجب التعامل معه، فالأول يمضي باتجاه الفتح الذي أطلق الرصاصة بقلب الخلافات، وانشغل بلغة التسقيطات التي في مقدمتها التصريحات الإعلامية التي تروج لفشل النواة في تحقيق معادلة الكتلة الاكبر،
اما الاطراف السنية فلا يوجد لديهم خلاف عمن يظفر بالكتلة الأكبر أو من هو رئيس الوزراء والاهم هو الالتحاق بالقافلة حتى وآن كانت تعود بهم للوراء في محاولة إرجاع حكومات المحاصصة.
ما النواة الوطنية الا مشروع جامع لا مانع، يبحث عن لملمة الأوراق لا بعثرة المكونات، فمن يتبع السياسة السليمة في هذه الاوقات الصعبة لا تخشى عليه من إدارة الحكومة القادمة، أما الأطراف البقية فنعتقد انها اخذت الكثير من حروف حديثنا ، كما اخذت محاولاتها الكثير في ترسيخ السياسة الخاطئة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here