بَيْنَ سُلطَتَينِ؛ الدَّولة والعِصابَةِ! [القِسْمُ الثَّاني]

لقناةِ [ANN] الفضائيَّة؛
نـــــــــــــــزار حيدر
٣/ وهي سُلطة الإِيثار، أَمَّا الثَّانية فهي سُلطة الإِستئثار والجشع حدَّ البهيميَّة!.
يَقُولُ تعالى في كتابهِ الكريم {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
إِنَّ سُلطة الدَّولة تؤثرُ أَمَّا سُلطة العِصابة فتستأثِر بكلِّ شَيْءٍ! خيرات البِلاد وأَسباب ووسائِل الرَّفاهيَّة وفُرص الخير بكلِّ أَشكالِها، كالصحَّة والتَّعليم والسَّفر والتِّجارة والإِمتيازات وفي كلِّ شَيْءٍ! فلم تُبقِ للنَّاسِ منها شيئاً! ولذلكَ نلحظ الطَّبقيَّة واضحةً للعيانِ حتَّى يبدو الأَمرَ وكأَنَّ النَّاس على قِسمَين؛ سادةٌ يتمتَّعونَ بكلِّ شَيْءٍ وعبيدٌ لا يتمتَّعونَ في شَيْءٍ!.
أَمَّا سُلطة الدَّولة فمعيارُها كما قَالَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {وَلَوْ شِئْتُ لاَهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ، إِلَى مُصَفَّى هذَا الْعَسَلِ، وَلُبَابِ هذَا الْقَمْحِ، وَنَسَائِجِ هذَا الْقَزِّ، وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الاَْطْعِمَةِ ـ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ بِالْـيَمَامَةِ مَنْ لاَطَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ ـ أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى}.
ويُضيفُ (ع) {أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ، كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا، تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا، وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا، أَوْ أُتْرَكَ سُدىً، أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلاَلَةِ، أَوْ أَعْتَسِفَ طَرِيقَ الْمَتَاهَةِ!}.
٤/ وهي سُلطة القانُون، أَمَّا الثَّانية فهي سُلطة المِزاج والقرار!.
يَقُولُ تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}.
ففي سُلطة الدَّولة يخضعُ الجميع للقانون بلا تمييزٍ، أَمَّا في سُلطة العِصابة فالقانونُ هراوةً بيَدِ [الزَّعيم] يهوي بها متى يشاء على رأسِ مَن يشاء!.
في سُلطة الدَّولة إِذا تعرَّض المُواطن للظُّلم فإِنَّ الحاكمَ لا ينامُ الليلَ حتى يُنصفهُ من ظالمهِ لأَنَّ السُّلطة التي لا تُنصف المظلوم قيمتها أَقلَّ من عفطةِ عنزٍ!.
يَقُولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالاُْخْرَى المُعَاهَدَةِ، فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا، وَرِعَاثَهَا، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ، وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً}.
ويقولُ (ع) {وَايْمُ اللهِ، لاََبْقُرَنَّ الْبَاطِلَ حَتَّى أُخْرِجَ الْحَقَّ مِنْ خَاصِرَتِهِ!}.
*يتبع..
١٩ آب ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here