صدام طاغية العصر

قيل ان الطاغية المقبور صدام حسين بكى لاول مرة على ابنتيه التي هربتا مع زوجيهما الى عمان فقال اني مشتاق اليهما اني احبهما
انه يبكي على ابنتيه التي هربتا مع زوجيهما ومعهن الاموال الكثيرة التي سرقت من طهام الجياع ودواء المرضى ومن عرق ودماء الشرفاء العراقيين كما استقبلن من قبل عائلة الملك حسين واثرياء الاردن وكان كل شي في خدمتهن ومع ذلك بكى لانه يشتاق اليهما لانه يحبهما
لكنه لم يذرف ولا دمعة واحدة على عشرات الألوف من الذين آمر بدفنهم احياء من نساء واطفال ورجال وشيوخ في مقابر جماعية في كل المدن العراقية حتى اصبح العراق بلد المقابر الجماعية
لم يذرف دمعة واحدة على عشرات الالوف من الذين جعلهم وقودا لنيران حربه المجنونة التي شنها على الشعبين العراقي والايراني واكلت جثثهم ضواري الصحراء المفترسة ليجعل من نفسه قعقاع العصر وحامية البوابة الشرقية كما سماه بعض الابواق الرخيصة المأجورة
لم يذرف دمعة واحدة على عشرات الالوف من الذين وقعوا اسرى خلال قادسية العار قادسية صدام الذل التي كانت مؤامرة دبرتها وخططت لها العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها ال سعود ونفذها الطاغية المقبور صدام وكانت تستهدف ابادة الشيعة في العراق اولا وفي ايران ثانية وتنفيذ شعار لا شيعة بعد اليوم الا ان صمود الشعب الايراني والشعب العراقي افشل المؤامرة وتمكنت ايران من تحرير ارضها كما بدأت روح الانتفاضة تتحرك في عقول العراقيين ضد الطاغية وزمرته الفاشية
لم يذرف دمعة واحدة على عشرات الالوف العراقيين الذي احترقوا بنار غزوه للكويت تلبية لدعوة ال سعود لماذا بكى وذرف الدموع على ابنتيه ماذا اصابهن هل تعرضن للجوع للفقر لا شك انها وسيلة لذبح ازواجهن وفعلا تمكن من خداع وتضليل ازواجهن وعادوا نادمين ولما اصبحوا بين انيابه مزقهم وقيل أكل لحومهم وقال ما اطيب لحوم البشر وكما قال احد المقربين ومنذ ذلك الوقت وهو لا يتناول اي طعام الا لحوم البشر
في احد الندوات تداخل احد الاشخاص ادعى انه اعلامي متحدثا عن حالة قام بها الطاغية وبما ان هذا الاعلامي بدوي غالبة عليه قيم وعادات الصحراء الوحشية معتقدا ان هذه الحالة سترفع من شأن الطاغية ويمكن ان يغير صورته القبيحة لا يدري انه سود كل مسيرته
جاءت امراة لاحد شيوخ تكريت ورمت غطاء رأسها امامه وبنا انه شيخ عشيرة ومقرب من صدام وعائلته قال لها آمري يا بنت الناس
قالت ابني محكوم عليه بالاعدام وغدا ينفذ به الحكم واطلب منك انقاذه وبدون ان يسأل عن سبب اعدامه امر احد خدامه ان يهيئ سيارته وانطلق مسرعا من تكريت الى بغداد والتقى بعدنان خير الله وزير دفاع صدام وبين له الحالة وذهب معا الى السجن واطلق سراح الشخص الذي سينفذ به حكم الاعدام غدا وذهب معهما واذا مدير السجن يطلب منهما ان يكون معهم لانه يخشى ان يقوم صدام باعدامه اذا علم بالامر
فاتصل عدنان خير الله بصدام وشرح له الامر فضحك صدام وقال للشيخ فضل كبير علينا فاذا انت انقذت شخص من الاعدام فلا بد ان اكون اكثر كرما منك فقال له اعطني مدير السجن فقال لمدير السجن كم عدد المحكومين بالاعدام لديك فقال سيدي 435 سجين فقال له اطلق سراحهم جميعا
فقال الاعلامي المتداخل هذه معلومة لا يعرفها رغم سلبيات صدام وجرائمه لكنه لديه ايجابيات وحسنات وهذه الحادثة من الحسنات
قلت له ان هذه الحالة وحدها كافية ان تجعل من حكم صدام واقاربه وشيوخه من اشد الانظمة ظلما ووحشية وذبح الناس وعدم ذبحهم مجرد امزجة الشيخ ورغبة صدام اكثر من 435 انسان محكوم بالاعدام فاذا كان هؤلاء ابرياء فتلك جريمة واذا كانوا مجرمون واطلق سراحهم فالجريمة اكثر بشاعة واكثر وحشية هكذا كان يذبح العراقيون وهكذا كان يطلق سراحهم لا قانون ولا قضاة مجرد حالة نفسية لاحد شيوخ العوجة ورغبة خاصة لاحد المقربين من صدام او صدام تذبح برئ وتطلق سراح مجرم
فهل هناك وحشية وظلم كوحشية وظلم صدام في التاريخ
فهل كنا مبالغين اذا وصفنا صدام بمجرم العصر
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here