أنهم يشرَّبون أهالي البصرة ماء مسموما ومسوّدا بلون نفطهم

بقلم مهدي قاسم

كتبنا منذ سنوات طويلة مقالات عديدة في كل سنة مقالة أو اثنتين ــ مثلما كتب غيرنا أيضا ــ محذرين من مغبة إهمال أزمة المياه المتفاقمة يوما بعد يوم في محافظات جنوب العراق ، وخاصة في البصرة من حيث الشحة و التلوث  والملوحة الزاحفة ، وكل ذلك يجري و يتم على حساب الأضرار بصحة المواطنين وتعرضهم لشتى أمراض معدية بحكم كون المياه الشحيحة والجارية عبر مواصير الإسالة ليست ملوثة فقط إنما من المحتمل الكبير أن تكون مسمومة أيضا بسبب مخلفات المياه الثقيلة القادمة من بعض  المستنقعات و الروافد الإيرانية ..

ولكن عبثا وهباء ما كتبناه و قلناه ..

إذ فما من مسؤول أو سياسي متنفذ أخذ ما كتبناه من تحذيرات بنظر الاعتبار أو السعي الجدي لاتخاذ الخطوات و الإجراءات الضرورية واللازمة لدرء المصيبة  القادمة ، عندما الوقت كان لا زال متسعا و ممكنا لفعل أشياء كثيرة من أجل وقف درجة التدهور و تحسين نوعية المياه لتصبح صالحة للاستهلاك البشري .

وها هي حالات تسمم  تصيب كثيرا من المواطنين البصريين بعدما اشتدت نسبة التلوث و التوحل* في المياه المخصصة للاستهلاك البشري  وذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من جراثيم وبكتريا وسموم كيماويات قد تسمم حتى الجوميس الضخمة تهلكها صرعا !.

فكيف الأمر ببشر محرومين من أبسط مقومات الحياة العصرية ؟ ..

علما أنه بفضل هؤلاء المواطنين المساكين ” من الجمع العقائدي ” وتحديدا بفضل أصواتهم الانتخابية وصل هؤلاء الساسة والمسؤولون إلى السلطة و مواقع النفوذ والامتيازات الملكية..

و كان ردهم  بالجميل هو التسبب في تزايد نسبة الفقر والبطالة و كذلك الحرمان حتى من مياه صالحة للشرب و التي تحصل عليها حتى الحيوانات في البراري و الغابات ..

كيف يمكن يا ترى أن ينعدم ضمير هؤلاء الساسة والمسؤولين كلياو إلى هذه الدرجة  من الانحطاط المريع من عدم اكتراث ولا مبالاة إزاء أقرانهم  من بشر ومواطنين مثلهم ــ وفوق ذلك و تحديدا ـــ من أبناء جلدتهم مثلما يزعمون ويدعون ..

ألا يستحق هؤلاء الساسة والمسؤولون عقوبة حبس مشددة ولمدة طويلة ؟ ، و أن كانت عقوبة شنقهم في ساحات البصرة تعتبر أكثر استحقاقا و عدلا و بمستوى جرائمهم السياسية الشنيعة ؟ ..

حقيقة ………

حتى إسرائيل لم تجرأ أن تفعل ذلك مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ، بينما فعله ساسة أحزاب إسلامية ابتداء من حزب الدعوة و الفضيلة و المجلس الأعلى ـــ سابقا و تيار الحكمة حاليا ــ و غيرهم ممن تناوبوا على التحكم بمصير محافظة البصرة ، إهمالا من جهة و سرقة ولصوصية من جهة أخرى ، بحيث جعلوا من هذه المحافظة الراقية والمتحضرة والمتقدمة حضاريا و ثقافيا و فنيا والتي كانت معروفة لزمن طويل بثغرة العراق الخلابة و  المزدهرة لينتهي مصيرها الآن أي بعد خمس عشرة سنة إلى بلدة خَرِبة ورثّة لا تصلح إلا للموت ..

و مع ذلك فلا زال هؤلاء  الساسة المجرمون باقين في مواقعهم وهم في غمرة صراع  و تناكب و تدافع ليحصلوا على مناصب مخملية لفترة أخرى سواء في الحكومة الجديدة أو مجلس النواب ..

وكأن شيئا لم يكن ! ..

بينما ثمة مئات  من البصريين يتم نقلهم إلى مستشفيات وهم في حالات تسمم خطيرة يضطربون  ويتنازعون بين ضفة حياة و أشداق موت محتمل ..

روابط فيديو ذات صلة بالموضوع  كيف تجري مياه موحلة سوداء من حنفيات الإسالة :

 

https://www.facebook.com/100007987843968/videos/2173044162971824/?t=57

****

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10211845730005223&set=a.4336957748682&type=3&theater

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here