ألمُحاصصة رغماً على الفقراء:

ستستمّر المحاصصة ؛ لكن بغطاء وتأييد أمريكي – سعودي وإسلوب أسوء و أقبح ممّا كان عليه .. و بأيّ ثمن حتى لو كان بدفع الرشوة و المال الحرام الذي تمّ جمعه خلال السنوات الـ15 العجاف التي مرّت و كأنّ العراق كان يعيش في عالم آخر خارج مدار الزمن حيث لم نجد أي تغيير أو بناء أو تحضر سوى المزيد من الفساد و السرقة و الكذب و الدجل كنهج ثقافي للأحزاب التي حكمت بلا حياء و ضمير و وجدان.

أتذكر جيّداً كيف أنّ الأحزاب العراقية الفاسدة الـ 300 و في مقدمتها الأحزاب الخمسة الكبيرة بسبب الأعضاء الجهلاء الذين إنتموا لأجل المال و المصالح قد تحاصصت علناً و بإصرار على مدى ثلاث دورات؛ قد ملأت الدّنيا صراخاً معلنةَ قُبيل الانتخابات الأخيرة التي جرت بداية هذه السنة؛ بأنها ستنبذ و تنهي إسلوب المحاصصة و الأئتلافات و التوافقات و المشاركات لأجل تقسيم (الكعكة) فيما بينهم من جديد بمجرّد إنتخابها و للأبد, و ستشكل حكومة الأكثرية من قبل الحزب الفائز بشكل مباشر بعيدا عن المحاصصة و الأئتلافات التي دمرت العراق و أنهكت إقتصاده و خرّبت أخلاق العراقيين بآلمعكوس بحيث صار المنكر معروفا و المعروف منكراً وتشكل الأحزاب الخاسرة جبهة المعارضة!

لكن الواقع المؤسف قد أثبت و للمرة الثالثة بأن الحيتان الكبيرة في تلك الأحزاب التي تتسابق على العمالة و النذالة لا و لن تعمل لصالح العراق و العراقيين لأن همّها الأول هو إرضاء المستكبرين, لتحقيق الهدف المركزي لها وهو البقاء في السلطة بأيّ عنوان أو شكل أو صيغة لضمان رواتبهم و حصّـهم وحصة من يتملّق و ينافق لهم ليحصل على راتب منهم.

فقد ذكرت صحيفة خليجية، يوم أمس، ان هناك عمليات ابتزاز للسُّنة والكرد بشأن تشكيل الكتلة الاكبر، فيما كشف مصدر سياسي؛ ان احد الائتلافات يعرض مبلغ 250 مليون دينار لكل نائب ينضم له.

وقالت صحيفة (العربي الجديد) في تقرير لها، ان “الكتل السُّنيّة والكرديّة تتعرّض لضغوط وإغراآت وابتزاز بشأن تشكيل الكتلة الاكبر، من خلال التلويح بإعادة تشكيل “تحالف شيعي جديد”، مبينة ان “مراقبين حذروا من هذا الامر لما له من تبعات سلبية على العراق”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله ان “التوافق بين المحورين السنّي والكردي، اللذين أصبحا بيضة القبان بتشكيل هذه الكتلة وسط كتلتين كبيرتين للشيعة، قد عقّد مشهد الحوارات لتشكيل الكتلة الأكبر”.

واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بآلأضافة إلى مصادر خليجية، ان “احد الائتلافات لجأ إلى أسلوب منح الأموال الكثيرة، حيث يقدم مبلغ يصل الى 250 مليون دينار، لكل نائب ينشق باتجاهه”.

وتشهد الساحة السياسية حراكاً واسعاً بين القوى الفائزة بالانتخابات التي جرت في (12 ايار 2018) لتشكيل الكتلة الأكبر تمهيداً لتكليفها بتشكيل الحكومة المقبلة, و السؤآل الأهم بعد كل هذه المأساة التي لم نشهدها في أية دولة في العالم, هو:
منأين تمّ جمع كل هذه المليارات التي تعطى للنواب الآخرين من أجل كسبهم لتحقيق الكتلة الأكبر؟
أ ليست تلك الأموال المليارية هي من حقوق الفقراء المظلومين التي تمّ سرقتها بآلسّر و العلن و الخداع و المكر باسم الدعوة و الأسلام و الصدر و الوطن و العراق .. و لعنة الله عليكم جميعاً إلى يوم الدين, و لا يسعني سوى الدعاء:
[أللهم عجّل في فرج وليك القائم ليقتصّ من 250 حكومة ظالمة تتحكم بمقدرات الشعوب من أجل المنظمة الأقتصادية العالمية وسط شعوب لا يفقه مثقّفيها أبجديات الفكر و الفقه و الفلسفة و الغاية من الوجود بسبب التربية و التعليم و الدين القشري و الأخلاق العشائرية و الحزبية المقيتة التي علّمت الناس على العمالة و بيع الأوطان و الأنسان.

الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here