الحوت، هذا الكائن العجيب ! ح 9

لقد حفز الطلب على مواد الانارة والارباح المرتفعة للأستزادة من صيد الحيتان بعد التغلب على حاجز ايسكار الكبير. وفي القرن السادس عشر قامت الملكة اليزابث الاولى بمنح الشركة الانكليزية الروسية (موسكوفي) للتجار المغامرين حق احتكار صيد الحيتان في كافة البحار مهما كانت. وتم توظيف صيادي الحيتان من الباسك للعمل في السفن البريطانية وتعليم الطواقم كيفية الصيد.

وفي عام 1607 استكشف الربان الانكليزي هنري هدسون القارة القطبية الشمالية لصالح شركة موسكوفي. فابحر على طول ساحل جزيرة جرينلند واكتشف جزيرة جان ماين البركانية. ووصل الى منطق الحيتان الغنية وهي على بعد 600 كيلو متر من النرويج، اي في المحيط المنجمد الشمالي.

كان على صيادي الحيتان معرفة انماط الهجرة والوفرة الموسمية ونقاط قوة وضعف الحيتان، مثلما يتوجب على اي مفترس معرفة فريسته. وقد وصف احد مؤرخي الحيتان الجو الصالح للصيد قائلا :

نقترب بهدوء ولطف ومن الخلف نحو الحيتان الجامحة، عندما تكون الرياح ساكنة والهواء ساكنا والبحر لا يرغي ولا يزبد. انذاك يمكن قتل الحوت باكبر فعالية ممكنة.

ولكن اذا طال الوقت الذي يمضونه في قارب الصيد و طالت الرحلة وازدادت مخاطره وتعلقوا في الجليد. فان الحوت يمكن ان يضيًع نفسه في الجليد فتفوت الفرصة على الصادين من قتله.

لكن اذا تم تجهيز الحربون وقام الصيادون باصابه الحوت قرب اعضائه التناسلية، لانها تؤلم كثيرا بينما اصابته في منطقة حول راسه لا تؤذيه ابدا، لان طبقات الدهن حول الاعضاء التناسلية رقيقة جدا، وهذا امرا تعرفه الحيتان كما نعرفه نحن، ولهذا فان الحوت يمكنه الهروب اذا ما لحقته الاصابة في راسه.

عندما يقتل الحوت، يقوم الصيادون بتقطيع زعانف الذيل، لان بعض السفن تستخدمها كمصدات لتحمي سفنهم من الجليد الحاد. وبعد ان تتم عملية ازالة دهنه من تحت جلده وتترك الجثة، سرعان ما تقترب منها الدببة القطبية وتهبط طيور البحر على البقايا.

لم يعد صيد الحيتان في العصر الحديث متمسكا بتقاليد الاساليب القديمة في الاعتماد على زفير الحوت وانما اصبحت الطائرات المراقبة تحلق الان لتتبع اثار الحيتان التي يتم اصطيادها، وكانت قوارب الالتقاط عالية الفعالية وقد وصف الكابتن الكندي فارلي موات احد هذه القوارب قوله : انه كان بطول 299 قدم ويزن 800 طن عبارة عن آلة قتل كهربائية تعمل على الديزل تحمل مدفع حربون مدمر بسماكة 9 ملم وقد وضع على اعلى مقدمة هذا القارب. الذي قام لحد للان بسلب حياة آلاف الحيتان العظيمة في المياه الجنوبية القطبية للكرة الارضية.

هناك ثمة سجلات لصيادين يطاردون الحيتان بهدف التسلية و الرياضة ومتعة الانتصار فقط . وكان احد هؤلاء يعيش في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وهو صياد شره اصطاد الثيران والفيلة والاسود، انه الملك الاشوري شيغلاث بيايسير الاول الذي اعتبر قتله لحوت عنبر اكبر انجازاته في الصيد.

الحلقة التالية في الاسبوع القادم

* مقتبس من كتاب الحوت التاريخ الطبيعي والثقافي لمؤلفه د. جو رومان، ترجمة ايزميرندا حميدان، ط 1 ، 2913 هيئة ابو ظبي للسياحة والثقافة و(الكلمة).

الحلقة التالية في الاسبوع القادم !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here