المحقق الصرخي ..الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية

أحمد الركابي
الشعائر جمع شعيرة والشعيرة من الشعور نقول شعر بالشيء أي علم به بإجماع اللغوين وأهل اللسان فقولنا ليت شعري يعني ليت علمي والشعيرة بناء على ذلك علامة والشعائر عند العلماء في الاصطلاح عند الفقهاء والمفسرين العلامات التي أمر الله بتعظيمها لقوله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج 32
إذن الشعائر التي حث القرآن على تعظيمها بالإيمان بها، والالتزام بأحكامها، والتأدب بآدابها طاعةٌ, وأمتثال لأوامر الله، وبذلك تكون وسيلة؛ لترسيخ التقوى في القلوب، فالغاية إذن من هذا التعظيم بناء الشخصية المتقية؛ لأنَّ التقوى هي الغاية الأساسية من الالتزام بالفرائض، والأحكام الشرعية، وفائدتها تعود للإنسان ذاته؛ لأنَّ الله لا تنفعه طاعة من أطاعه، ولا تضره معصية من عصاه .

إن المجالس الحسينية الواعية تبعث روح التغير وروح الإصلاح في نفوس مستمعيه, وهو ما أشار إليه الحسين (ع) بقوله : ( إني لم أخرج أشراً ولا بطراً , ولا مفسداً, ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي(ص) )(25).
وكما خرج الحسين (ع) لأجل الإصلاح لابد, وأن تكون المجالس المعقودة باسمه مجالس إصلاح؛ لتغيير الواقع الفاسد إلى واقع سليم

فالبراءة من الظالمين وعدم الركون إليهم ومقاطعتهم فكرياً ونفسياً وعدم التبرير لأعمالهم ، وعدم الإنسياق خلف أطروحاتهم ، كل ذلك من الشعائر الحسينية المهمة التي يجب أن لا يتركها المجتمع أبداً ، وإذا تركها المجتمع فسوف يسلط الله عليه من لا يرحمه ومن لا يقوده الى الهدى والصلاح ، وسوف تنتشر المآثم في الأرض ، فأول الخير والصلاح والسلامة والإستقامة في دين الله هي البراءة من الظلم والظالمين ، والبراءة على مستوى القلب مهمة وإن لم يتمكن الإنسان على مستوى الفعل أو القول إعلان ذلك ، لكن المهم أن يقيم في قلبه هذه الشعيرة المقدسة
ومن هذا المنظار الواقعي الحيوي فقد اشار المحقق الاستاذ الصرخي الى اهمية الشعائر الحسينية ودورها في اصلاح الامة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :

((لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نُثبت فيها ومنها وعليها صدقًا وعدلًا الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار .))
شذرات من كلام المرجع المعلم

goo.gl/e5S6FG

شعائر الله هي (التي تمثل العلامات البارزة في الخط الطويل الذي رسمه الله للإنسان في مسيرته إليه، وحدد له فيه مفردات العبادة، والمعاملة، والعلاقة، والانتماء، فقد جعل الله في كل موقع من مواقع الحياة علامة على أوامره ونواهيه، في ما يصلح أمر الإنسان أو يبعده عن الفساد؛ ليكون التزامه بتلك الأوامر والنواهي دليلاً على طاعة الله، حيث يلتقي الإنسان به عند كل حكم من أحكامه، في مظهر حي من مظاهر الطاعة التي تتجسد في تعظيم الشعائر الدينية، تعظيماً لله)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here