المسابقات الشعرية- قاهر الشعر!

في سلسلة مقالات لماء الذهب ، مقالات فاصلة ، آراء خطيرة :
بقلم – رحيم الشاهر – عضو اتحاد أدباء ادباء العراق (1)
انا اكتب ، اذن انا كلكامش( مقولة الشاهر) (2)
من فضل ربي مااقول واكتبُ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ( بيت الشاهر)
مقالتي حمالة النثر القديم ،ورافعة النثر الجديد! ( مقولة الشاهر)
في زمن تفاهة الكلام ، المتكلم مجنون ، والساكت عاقل !( مقولة الشاهر)
المسابقات الشعرية ، اكبر ضلالة أفسدت علينا العقول ، وبلدت عندنا الآراء، وشتت الأذواق ، وانهكت الضمائر ، وأرهقت الأحاسيس، وعكرتْ صفو المكارم! ، وجرّتْ الشاعر المحترم من مملكته وإمارته المهابة ، وألقت به هينا ، اما تحديات تجاوزها منذ ألف عام إبداعي ، او يزيد على ذلك!، وهي كلمة حق يراد بها باطل ، او بالعكس ، وقلما تنتهي إلى إصابة الحق ، لأن متاهات الشعر متاهات عنكبوتية لايمكن لأي خبير ان ينصف بها ، ويضع نقاط التحكيم على حروفه وضعا محكما ، فلابد من مظلمة ، وضحية ، وصيحة هنا ، وصيحة هناك ، ولعنة هنا ، ولعنة هناك!، فلا يتفق الهدف مع الوسيلة ، مع الغاية ، في قضية الشعر ؛ لأن الشعر اكبر من ان يقاس بمقياس ثابت ، الشعر ليس علما صرفا ، إنما هو علم من علوم الذوق والجمال ، فهو علم متحرر يحاكي الأحاسيس والعواطف والمشاعر، ويغازل الأفكار ، وفي قضية الشعر تظهر عدسة الجمال التي تحتوي على اكثر من عدسة أفقية ورأسية ، ومقعرة ومحدبة ، لذلك اقتضى التحكيم في الشعر وجود فارس بارع في القياس النسبي ، بمعنى ان النقطة الوسطية لطرفين متساويين هي النقطة الأعلى ؛ لأنها تجمع ملتقى الطرفين البعيدين00 اننا في المسابقات الشعرية نركن الى القياس الاطلاقي ، فنقول بالأرقام الإحصائية : هذا الفائز رقم (1) وهذا الفائز رقم(2) وو00 الخ ، وهذا امر يتنافى مع المعيار ، الشعر الهام لامحدود ، ومن اراد اختباره ، أراد حده ، وهذا تناقض بحد ذاته 0
اما كيفية قياس الشعر ، فهذا يحتاج إلى عباقرة كي يجودوا عليك برأي خالص ينتهي به الصداع ، وتزول به الأوجاع، وكذلك يحتاج إلى عباقرة التنظير 0 المسابقات الشعرية ، أحدثت كثيرا من المشاكل والظلامات ، والصدمات ؛ لأن الشعر تم اختزاله من معناه ، وإفراغه في معنى آخر كيفي ، وربما حتى امي!، فتم قهر الشعر وبعثرة أوراقه، ونفي صوره ومعانيه الى جزيرة نائية 0 المسابقات الشعرية ، تحتاج الى دليل واضح ، ولا دليل واضح في مقياس الشعر ؛ لأن الشعر يخضع للجمال والقبح ، ومآخذ الجمال والقبح مثل مآخذ الحق والباطل ، الا ترى ان كثيرا من صور الحق مغيبة عن أذهاننا حتى هذه اللحظة مع ان أصحابها يعيشون معنا ؟! ومثل هذا فإنك قد تشهد ولأي سبب من الأسباب ان تغيب حقائق الجمال عنك ، وهذا باب ذكي من أبواب التهميش والإقصاء تعمل عليه ادوات ومنظومات ضخمة ، اقول انك في درس المسابقة الشعرية تحتاج إلى ان تدخل في العقل الباطن للشاعر طولا وعرضا ، كي تفاجئك المفاجآت ، والا فأنت تطلق أحكامك جزافا، وظلما، وجورا00 المسابقات الشعرية مثار جدل بزنطي لاينتهي ، فأنت إزاء متقاربين متماثلين من أنداد الشعر ، لايمكن لك ان تغلب احدهما على الآخر ، الا اذا أدخلت نفسك في معمعة الاتهام والانحياز ، ففي الشعر زيف كاذب وآخر صادق ، وفيه أصالة صادقة ، وأصالة كاذبة ، وفيه شبهات ودسائس ، وحقائق ، وفيه شيطان ، ومكائد ومطبات ، فحيثما ضربت بعصاك ، انبجست أمامك عين ماء صافية وأخرى راكدة ، واخرى عكرة وفي خبطها ام العجائب والدرر والصدف والمحار، انك بحاجة إلى معيار ، قبل حاجتك الى التحكيم بين قصائد ، اخفت عليك كثيرا من وجوه الجمال!، ثم عادت00
23/8/ 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here