نكتة الموسم … عبد الكريم قاسم رجل بريطانيا في العراق .

إنتشر مؤخراً فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي لمقدم برنامج كويتي إسمه ( المائدة المستديرة ) ، يشير فيه بأن عبد الكريم قاسم كان رجل بريطانيا في العراق
هذا الكلام تدحضه الوقائع والأحداث حيث أن ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ والتي كان الشهيد عبد الكريم قاسم قائدها قد وضعت حداً للنفوذ الإستعماري في المنطقة وعلى رأسه حلف بغداد المقبور ، ومن غير المنطقي أن بريطانيا التي نصبت العائلة المالكة في العراق ودعمتهم بكل الوسائل لتركيز حكمهم أن تتخلى عنهم بهذه السهولة والإتيان بشخص ( عبد الكريم قاسم ) للإطاحة بهم ، علماً بأن عبد الكريم قاسم درس في بريطانيا وحصل على( شهادة الأركان ) وكان من المتميزين فيها حيث أن عنوان الأطروحة التي حصل عليها بدرجة الأركان كانت ( ضع خطة لإحتلال عاصمة بلدك ) ، وكان الوحيد من بين الضباط الأجانب الذين خالفوا العنوان ووضع خطة لإحتلال ( لندن ) وبها فاز بالدرجة الأولى على أقرانه من الضباط .
من الممكن أن تكون بعض الصور التي أُلتقطت له في بريطانيا في تلك الفترة مع بعض الشخصيات المهمة وفي مناسبات عامة أو خاصة .. فهذا لا يعني سبب لإتهامه بالعمالة لبريطانيا . ( وما أكثر صورنا في نيوزيلندا وفي الخارج عموماً مع شخصيات نيوزيلندية أو أجنبية وفي مناسبات مختلفة .. وهل يعني هذا أننا عملاء لهذه الدولة أو تلك !!.
وقوف عبد الكريم قاسم وثورة ١٤ تموز مع حركة التحرر الوطني في الدول العربية والعالمية ومدها بالمال والسلاح للتخلص من براثن الإستعمار ومن أجل تحررهم الكامل وحياتهم البائسة ، وهل يعقل أن تأتي بريطانيا بشخص يعمل على تقويض مصالحها بالمنطقة !؟.
الكلام الذي جاء في الفيديو على لسان مقدم أحد البرامج الكويتية جاء من باب تخويف الكويتيين وطموحاتهم من أجل فك إرتباطهم بالأنظمة الإستعمارية وإنحيازهم نحو حركة التحرر الوطني العربية .
عشرات ومئات وآلاف الشواهد على إخلاص عبد الكريم قاسم وإنحيازه مع القضايا الوطنية والعالمية ووقوفه ضد مصالح القوى الإستعمارية في المنطقة والعالم أجمع … ساعد ثورة الجزائر والإنتفاضة الفلسطينية وأمدهم بالمال والسلاح . ساعد كل الثورات والإنتفاضات التي حدثت في العالم العربي والعالمي .
على المستوى الداخلي .. تم إنشاء المئات والآلاف من المشاريع الخدمية في كل أنحاء العراق ( مدارس ، كليات ، جامعة بغداد ، مستوصفات ، مستشفيات ، مصانع ، طرق ، جسور ، بيوت سكنية للفقراء ، توزيع الأراضي على الفلاحين ، قانون الأحوال المدنية ، قانون الإصلاح الزراعي ، قانون العمال … إلخ .
وهل يُعقل أن القوى الإستعمارية تأتي بحفار ( لقبرها ) لتنفيذ هذه المهمات !؟ .
العملاء دائماً ما تراهم قد ( إختزنوا ) أموال العباد وسرقوها وحولوها إلى الخارج لتنفعهم في الأيام السود .. لكن عبد الكريم قاسم لم يجدو في جيبه حين إستشهاده ما يسد به رمقه وكان بالأساس قد هيأه لإعطائه إلى أحد المحتاجين في زياراته الخاطفة للأحياء الفقيرة .
لا أريد هنا أن أعيد من الآلف للياء ما قدمه عبد الكريم قاسم وثورة ١٤ تموز الخالدة عام ١٩٥٨ من مآثر وإنجازات لأنها أصبحت معروفة للقاصي والداني ولا يمكن نسيانها لأن ثقوب الغربال لا يمكن أن تسد نور الشمس .
وهل إختلت الموازين عند بريطانيا العظمى بأن تأتي بشخص يحرر ( نفسها من نفسها !! ) .
نعم إنها نكتة الموسم بأن عبد الكريم قاسم ( عميل بريطاني ) .
وأقول للذين ساعدوا على نشر الفيديو المشار إليه ( إتقوا الله ) .
إليكم الفديو .. لتروا الأكاذيب كيف يتم تسويقها .

مشكلتنا نحن العراقيين اننا نستعجل الحلول وينظر البعض منا للامور بسطحية وشاهدوا هذا الفيديو لكي تعرفوا كيف يفكر البريطانيين

Geplaatst door Haida Alamery op Zondag 26 augustus 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here