التوقيع على لحظة عابرة

<center><font size=6>

التوقيع على لحظة عابرة

كواكب الساعدي

في الرواية أعيد بناء الأحلام التي هدمتها الحياة

ماركيز

1

 أيا حنّا القبطان

أطفئ مصابيحك الزرق وارحل

اطوي الشراع ثم أوصد نوافذ

الثلج الذي يدخل من هناك بعد

أن توّقع على آخر سرد لك

للمهمشين المنذورين للشقاء

فقد جف المداد

وقبل أن يزفّ الأوان

نسيت أن أسألك

هل عمّدت بناتك الأربعين

بصخب الموج والبحر الذي تغنيت وعشقت

ارحل بلا رثاء ولا ثياب حداد

(فالذي سيُقال بموتك قد سمعته بالحياة)

ارحل بهدوء فقد شبعت من الدنيا

وكأنك أتيت لتدوّن مُضحكها ومُبكيها

ستشرق الشمس من بعدك وبعد أيام غائمة

وسيأتي سارد آخر غيرك يعشق البحر

ليدوّن حكاية النهاية لرجل شجاع

2

لطلال حيدر أقول

كانت ليلتك صاخبة بعّمان

حلّقت بها القصائد كطيور بسماوات

فكيف إن أسريت راحلتك لبغداد

الذي يمضغ أهلها الشعر كالملح بالزاد

احكي لهم إن وصلت عن حكاية الثلاث

الذين دخلوا (وحدُن) الغابة ناطرين الثلج

ولم يعودوا يا طلال

3

أيها الشاعر بلا أسلاف

أيها المطلّ على الهاوية

بينما الآخرون رحلوا خارج الأسوار

دائماً ما تتملكني الهواجس

حين أكتب عنك

أيها الطفل الذي كان يحلم بدراجة هواء

أيها القديس سِركون

قبل ان يداهمني شغف القصيدة

أردت منك الجواب

كيف نحوّل خساراتنا في الحياة لأرباح؟

وكيف نحذف في المنافي عمر مضاع؟

ونُحررّ قصائد كتبناها هناك من عتمة الأدراج

ايها المُحلّق بسماء المنافي

بينما أقدامك طلت مغروسة هناك

مقيماً بأحشاء كوكب باذخ بالجمال

ومرتحلاً أزلياً لمدينة اسمها أين

أيها الشاهد الميت الحي

الذي رأى القاتل الذي أطلق النار

على باب القصيدة

هل من عودة لأوروك ومنذ الأزل لعين نار

4

زمن

الزمن صحراء جرداء

ما مرها مطر

أكاد أسابق الساعات

ساعة اليد

ساعة الحائط

أجد كل المغريات لا تصنع فرقاً

يمر الوقت بطيئاً

تكاد تلتهمني اللحظات

أقع بشراك الضجر

أراوغه بقصاصات ورق

وحروف مبتّلة بالحنين

كلما أندسّ بين أسطرها

أراها ناقصة بغيابك

شاعرة من العراق

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here