الحب..و(محاولات الإنقلاب)!!

حامد شهاب

لم تقتصر (محاولات الانقلاب) على السياسة ، فممارسات الحب على طول مسار التأريخ الإنساني، شهدت هي الأخرى (محاولات إنقلاب) من هذا النوع، وهي كثيرة ، بالرغم من أن الحب هو أسمى وأغلى قيمة وأكثر طهارة ، وهو الوحيد الذي تبقى صفحاته مشرقة ، بالرغم من كل سماء الغيوم التي تلبد سمائه!!

والحب هو من يوصلك الى أعلى مراحل الإبداع، وهو من يحرك في دواخلك كل عوامل الخير والصعود الى أعالي القمم، وهو من يحملك على مركبة فضائية، ويطوف بك، بعيدا عن متاعب الأرض ، ويحلق بك حيث تسمو القيم الرفيعة والآمال الحالمة، إن توفر (الطير الجميل)، الذي يقبل أن يرافقك في رحلتك الفضائية ،ويداعب أقمار الكون بجماله الساحر الأخاذ، ليزيدها ضياء وتوهجا ونورا سرمديا ، ويقبل السباحة في الأنهر المتدفقة الجريان، ليشعل فيها جذوة التدفق الوجداني والعاطفي، وتروي بمياهها العذبة من عانى من العطش ، ومن يستحق ان يكون هو عنوان البطولة لرحلة حب ، تجوب بحار الكون، ويجد له مرفئا و (ملاذا آمنا) على أحد شواطئها الجميلة!!

والحب الذي أريد التخصيص في الكتابة عنه الآن هو (الحب العاطفي) ، او العلاقة بين المحبين ، في مختلف المراحل العمرية ، فالحب لايقتصر على مرحلة زمنية بعينها، وإن كات مرحلة الشباب هي سفينته الأولى، لكن هناك من الرجال ومنهم كاتب هذه السطور ، من يبقى الحب يغلي في دواخله ، كنهر متدفق الجريان ، وهو يمر بحدائق غناء ، وما يحتاج اليه هو (الوجه الحسن) و(ريم سرمدية) تشكل أحد معالم حياته، وهي من تصعد به الى مراكب الفضاء، ويعانق الكواكب ، ويجد له مكانا فسيحا على أرضها ليعيش أجمل فصول الحب ، ويتم تنصيبه (أميرا) في (مملكة الحب)، وهو يعد (سلطان الزمان) الذي لاينافسه أحد على تلك المكانة، ، والحب من وجهة نظري أيضا لاينحصر بزمان او مكان ، وهو الشعلة التي تبقى تتوهج داخل الانسان، لمن يرغب ان يكون قريبا منه، او يرى فيه انه من يحقق له أجمل أمنياته ورغباته في الحياة!!

والحب .. هو أجمل ما وهبه الخالق لبني البشر ، وهو الكنز الذي لايقدر بثمن ، وهو القيمة الكبرى التي تعلو كل القيم، وبه تصفو النفوس وتطيب الخواطر ، وقد يحدث ان ترافقه أحزان وآلام وهجر وفراق وتباعد وشعور بالخسارة الأليمة، ، لكن الحب يبقى جنة في كل الأحوال، لمن يقدر معنى الحب وقيمه وأصوله، ، ومن لم يعش أي إنسان فصوله الأربعة ، فهو خارج حسابات الزمن ، وتبقى خساراته لاتعد ولا تحصى!!

والحب، وان كان أنواعا، وأشكالا مختلفة من التعبير، لكن بمجرد أن تحب الآخر ، تنغرس حالات من المودة الايجابية تختلف حدة تأثيرها ومفعولها وسحرها من إنسان لآخر، حسب درجة تقييمه هو لتلك الفضيلة الانسانية ومقدرته على تطويعها لصالحه ، وتكون وسيلة للتحابب والمودة بين البشر والأقربين منهم، ومن يتعامل معهم على أرض الواقع يوميا ، على وجه الخصوص!!

لقد شهدت مواسم الحب في أزمان كثيرة (محاولات إنقلاب) عديدة ، بعد ان بنيت علاقات غرامية ، ربما لم يكن هدفها ( الارتباط العاطفي) ولم يصل كثير منها الى نتيجة ، وهي لو (نجحت) فعلا من وجهة نظر (المتلاعبين بالعقول) لأوصلت كثيرين الى مرحلة ( الثنائية الزوجية) وربما أحالت حياة الكثيرين الى جحيم!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here