سراب يتحول الى حقيقة

اية سعدي الربيعي

هل ترون سراب يلوح في الافق؟
ربما تعتيم الحياة على انظاركم، هو من يجعلكم تتجنبون رؤية ذلك السراب الذي يلوح افقه اعلى ملامح وجهي، وربما ايضا تتسائلون الان عن شخصية تلك الفتاة التي تحولت من سراب الى حقيقة في صدفة لم تكن تترقب حدوثها، فأنا تلك الفتاة التي كانت تبحث عن الوقوف على قدميها من جديد في كل لحظة سقوط، ولكن السهم الموجه الى قلبي، كان يتعمد اصابتي واسقاطي لاكثر من مرة، ليجعلني ادين بالكثير لذلك الطيف الذي يتلقى السهم بجسده في كل مرة، ليحوله إلى وردة تمسكها يداه التي بدورها تقدمها لي بلا اي مقابل، ويثبت لي في كل مرة، بانه وسط كل عاصفة هناك هدوء، ووسط كل انكسار هناك من يقف إلى جانبك لجمع اشلائك، وبين الحب والغدر يولد هذا الطيف من اللامكان، ليكون محل صدفة وسعادة.
كيف كان السقوط!
لم يحدث السقوط صوتا في الارجاء، لان الروح سقطت لا الجسد، وكل ما كان يدور في فلك عالمي المظلم، هو عبارة عن تجارب اخذت ما اخذت من الوهج في داخلي لتستبدله بالعتمة، تجارب جعلتني اخوض في غمار الاسئلة العميقة، ترى ما هو السبب الواضح والصريح الذي يجعلني اسقط هكذا في كل مرة؟ هل لانني لا اختار الاشخاص بالشكل الصحيح، ام ان كلمة الفشل جاءت ملاصقة لاسمي عند ولادتي، وانني كلما اردت طي الصفحة السوداء من حياتي تنبثق اخرى لا تقلها سوادا.
كيف نهضت بقوة!
من يؤمن بالامكانيات التي تكمن في داخله، سيذيب المصاعب ولا يجد شيئا مستحيل، فالتجارب السلبية لم ولن تكون الا مصدر قوة في كل مرة نخوض غمارها، والاهم من تلك القوة هو الاشخاص الذين نستمد منهم تلك القوة، وليس بالضرورة ان يكونوا ابطالا في تلك التجربة، بقدر ما قد يكونوا ممثلين ثانوين، لا نختار دخولهم الى حياتنا بعض الاحيان ما يختار القدر ذلك، فالله لم يخلق الداء الا ووضع له الدواء المناسب في الزمكانية المناسبة، قارورة الدواء تلك قد تأتي على هيئة حديث بعد منتصف الليل، يجعلك تغض عينيك على الماضي وتغط في الحاضر، لتنهض مبكرا في المستقبل، او يكون على هيئة روح تأتي لزرع الامل في داخلك، وتحيي الحياة في جسدك بعدما سلبها الماضي، نهضت بقوة بعدما رأيت قصص نجاح تلك الروح التي زرعت بداخلي وهي تتغلغل كالادرينالين بجسد المصارع، نهضت ولن اسقط مرة اخرى لانني أؤمن بما امتلك، ولا اتخلى عن احلامي الممكنة التحقيق، ما يميز تلك الروح انها عندما التمست الخطأ عندي لم تفشيه، بقدر ما وضعت الحلول له، لم تطل الحديث عنه، بل وضعت الحلول المناسبة منهجا وبرنامجا، ولم تغص في عالم الاحاديث والتفاصيل، فوحده الذي يقومك، له الحق في ان يقيمك.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here