مصدر: سليماني في كردستان وبارزاني يمتنع عن لقاء وفد من المحور الوطني

أجرى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والذي تحرك بصفة “مستشار” في العراق، طوال مدة الحرب ضد تنظيم داعش، لقاءات عدة جمعته بسياسيين عراقيين، من بغداد وكردستان، تحضيراً لإطلاق “الكتلة الأكبر” التي ستنبثق عنها الحكومة المقبلة.

وتسعى إيران لضمان حكومة في بغداد، تمنحها، على اقل تقدير، أريحية في التعاملات الاقتصادية، بعد العقوبات التي فرضتها واشنطن عليها، في الوقت الذي تدفع فيه واشنطن بالقوى السياسية العراقية نحو تشكيل حكومة تراعي التوصيات الأميركية بشأن إيران.

وفي غضون ذلك، كشف مصدر مسؤول عن تواجد سليماني في إقليم كردستان، وعقده لقاءات مع قادة في العملية السياسية، من الجانب الكردي، وآخرين من بغداد يتواجدون في الإقليم.

وقال المصدر في حديث إن “سليماني عقد اجتماعاً مع بارزاني، دعاه فيه الى الدخول في الكتلة التي ينوي تحالف الفتح، وائتلاف دولة القانون، تشكيلها”.

وأضاف، أنه “في الاثناء، فإن وفداً من المحور الوطني، على رأسه محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، ومؤسس حزب الحل جمال الكربولي، يتواجد في أربيل، لعقد لقاء مع بارزاني”.

ولفت إلى أن “بارزاني امتنع عن الاجتماع مع القادة السنة من المحور، من أجل عدم قطع أية وعود تلزمه بالدخول معهم في الكتلة التي ينوون تشكيلها”.

وكانت صحيفة “العربي الجديد” أفادت في سياق تقرير نشرته، الثلاثاء (29 آب 2018)، بان المعطيات السياسية تشير الى اقتراب محور “الصدر _ العبادي” من تشكيل الكتلة الأكبر، وسط تحول العراق الى “ساحة معركة” بين واشنطن وطهران التي تسعى كل منهما الى تشكيل حكومة “قريبة منها”، فيما اشارت الى ان “المعسكر الإيراني” بزعامة قاسم سليماني بات يستخدم “كل الأوراق التي يملكها” لاقناع السنة والكرد بالتحالف مع محور “العامري _ المالكي”.

وتقول الصحيفة العربية، إن “المعسكر السياسي المقرب من إيران في العراق بدا خلال الساعات الماضية أكثر اعتماداً على التحركات التي يجريها الوفد الإيراني بزعامة قاسم سليماني مع كتل سياسية كردية وسنية مختلفة”، مبينة ان” اللقاءات المباشرة بين قطبي هذا المعسكر (نوري المالكي ـ هادي العامري) مع الكتل الأخرى بغية إقناعهم بالتحالف معهم، انتهت”.

وأضافت، ان ” هؤلاء يحاولون إقناع تحالف المحور والكرد خاصة بنقطة واحدة وهي الاستجابة للمطالب المقدمة من قبلهم وأبرزها عقدة كركوك وعودة البشمركة إليها، وبالنسبة للكتل السنية الاستجابة لـ 23 مطلباً، أبرزها إعادة النظر ببعض فقرات الدستور والتوازن المكوناتي داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية السيادية العراقية، وإعادة إعمار المدن الشمالية والغربية المدمرة وتعويض ضحايا الإرهاب والأخطاء العسكرية وفتح ملف المختطفين وانتهاكات حقوق الإنسان”.

ونقلت “العربي الجديد” عن مسؤول عراقي قوله، إن “آخر ما وصلت إليه خارطة التحالفات السياسية، هو ان معسكر المالكي-العامري يعول الآن على الضغوط الإيرانية وينتظر نجاح ذلك”، لافتاً إلى أن “الإيرانيين يتحركون الآن بشكل واسع للغاية، ووصل الأمر إلى التحرك على أفراد داخل كتل أخرى لسحبهم ويستخدمون مختلف الأوراق التي لديهم”.

وأضاف، ان “الموضوع تحول وكأنه معركة بين واشنطن وطهران وكل جهة تريد فرض رأيها”، موضحا ان “الاستحقاقات الانتخابية لا وقع لها اليوم سوى أنها باتت لغة أرقام خاضعة للضرب والقسمة والجمع”.

وأشار، الى أن “تحالف المالكي ـ العامري جمع 98 مقعداً فقط حتى الآن مقابل أكثر من 130 لخصمهم العبادي ـ الصدر، الذي يضم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر”، مشيرا الى ان “الزمن المتبقي أمام هذا المعسكر قليل، لذا ترك مهمة الضغط على الأكراد والسنة لإيران، وبعض الكتل السنية بالفعل تراخت في موقفها مقابل مغريات، لكنها ما زالت غير كافية لترجيح هذا التحالف وسيتطلب قبول كتل أخرى للانضمام معها”.

ولفت إلى، ان “اتصالات مستمرة بالمسؤولين الإيرانيين، وخاصة السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، اللذين يجريان اتصالاتهما وضغوطاتهما المؤيدة للمالكي والعامري”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here