هل زمننا هو زمن الامام علي ام لا

هناك من يقول ان زمننا هو زمن الامام علي وهناك من يقول زمن الامام علي لم يأت حتى الآن نعم هناك بوادر هناك صيحات هنا وهناك وحتى خارج نطاق ما يطلق عليهم الشيعة
لا شك ان الامام علي جاء في زمن غير زمانه وفي مكان غير مكانه لهذا كفر ثم لعن ثم ذبح لم يفهمه الا قلة قليلة جدا الا اصحاب العقول الراجحة النيرة المتحررة حيث كان يرى الحياة علم وعمل ويرى في الخلافة في الحكم في الدين اقامة العدل وازالة الظلم والا لا يساوي فردة حذاء ممزقة
هذا هو شعار الامام علي وهذا هو هدفه نهجه وهذا هو السبب الذي دفع اعداء الله اعداء الحياة والانسان الى تكفيره ولعنه وذبحه باسم الاسلام مهمة الدين الخلافة ازالة الظلم واقامة العدل والا لا قيمة للدين ولا للخلافة ولا للأمامة
الا ان القوم رؤوا في الدين في الله وسيلة لتضليل الناس وخداعهم وسرقة اموالهم واسر نسائهم بحجة انهم لم يرددوا عبارة لا اله الا الله وهكذا حولوا دعوة رحمة للعالمين الى وسيلة لذبح الرجال واسر النساء واغتصابهن ونهب اموالهم وما يملكون وهذه التصرفات مرفوضة من قبل الامام علي بل اعلن الحرب عليها وعلى من يدعوا اليها كما انه يرى الجهاد صرخة حق بوجه الحاكم الظالم الجائر وليس غزو العالم واكراههم على الاقرار بحكمهم فكان يرى الكفر هو الفقر الجهل الظلم والكافر من يدعوا الى ذلك
فالله لا يريد من الناس ان يعترفوا به بالقوة مهما كانت لا بالترهيب ولا بالترغيب الله خلق البشر جميعا وقال لهم انتم ابنائي احبابي خلقتكم من روحي لستم عبيدا لي بل انتم ابنائي فكيف تكونوا عبيدا للآخرين
لهذا كانت صرخة الامام علي وهو مخاطبا كل انسان على الارض لا تكن عبدا لغيرك فكانت الخطوة الاولى هي تحرير الانسان من العبودية تحرير عقل الانسان من كل القيود والاغلال لهذا كان الامام علي يهتم بعقل الانسان اهتماما كبيرا حتى انه يستغرب من الذين يهتمون ببطونهم من خلال تقديم افخر الاطعمة والاشربة لكنهم لا يهتمون بعقولهم فالعقول تحتاج الى طعام وشراب وهو الاطلاع على عقول الآخرين اي ما ينتجه عقولهم حتى انه قال اعقل الناس من شارك عقول الناس اي من اطلع على افكار واراء عقول الآخرين
بصراحة نحن الى الآن بعد اكثر من 1400 عاما دون مستوى هذه الافكار هذا النهج هذا التوجه يا ترى متى نرتفع الى هذا المستوى حقا انها مصيبة وكارثة نحن الى الآن لم نفهم لم نعرف الامام علي الفهم الصحيح والمعرفة الصحيحة لهذا اختلف الناس في فهمه في معرفته هناك من قدسه وقال انه الله وهناك من كفره وقال انه شيطان وهناك فئة قليلة حاولت التقرب من فهمه من معرفته الا ان هذه الفئة أتهمت بالزندقة والمروق عن الدين واعلن الحرب عليها حرب ابادة لوجودهم ولفكرهم من قبل الفئتين اي فئة التي قدسته والتي كفرته وهكذا اصبح الامام علي بين خصمين احدهم يعتبره شيطان رجيم والآخر يعتبره رحمن رحيم والخصمان يسيئان اليه ويصورانه غير صورته الحقيقية لهذا ظهرت حركات فكرية عديدة كلها جعلت من الامام علي القائد والمرشد والرمز والمعلم فلا تجد صرخة ضد الطغيان الا وشعارها ياعلي
وهكذا اصبح الامام علي صرخة المعارضة صرخة كل مظلوم بوجه الظالم منذ وفاة الرسول وحتى عصرنا بغض النظر عن صدق تلك الصرخة او عدم صدقها
من هذا يمكننا القول ان افكار ونهج الامام علي اعلى من مستويات عقول الناس اي الناس دون مستوى تلك الافكار وذلك النهج اضافة للحملة الظلامية التجهيلية التي قامت بها الجهات المعادية للامام علي حيث حجبت أفكاره وآراءه وافعاله بكل وسائل التضليل والخداع واستخدمت كل وسائل الضغط سواء الترغيب او الترهيب حتى انها امرت بذبح واغتصاب زوجته بنته امامه ثم ذبحه امام زوجته بنته هذه السنة التي لا تزال مستخدمة من قبل احفادهم وامتداهم ال سعود وكلابهم الداعشية الوهابية
ومع ذلك بقي الامام علي قمرا يزداد تألقا وسموا بمرور الزمن لا سيوف اعداء الله واعداء الحياة والانسان سواء كانوا ال سفيان وامتدادهم ال سعود ولا اكاذيبهم وافتراءاتهم ان ينالوا من عظمة الامام ويحجبوا نوره ويخمدوا شعاعه وهذا يعني مهما بلغ اعداء الله اعداء الحياة والانسان اعداء الامام علي من وحشية من قسوة وهمجية لم ولن ينالوا من روحه فروحه بقيت خالدة تزداد قوة ونورا
لكني اخشى على الامام علي من الذين يتاجرون بأسمه ويسرقون باسمه والذين يتظاهرون بحبه لكنهم يتصرفون تصرف اعدائه فهؤلاء هم الذين يقتلون روحه ويخمدون نوره
واخيرا اقول هل جاء زمن الامام علي ام لم يأت
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here