السيد علي الحسيني السيستاني المحترم .. الطفل الرضيع لا تسكته القبلات

د . خالد القره غولي ..

بينما يتراكضُ أهلي في البصرة .. وهم يحملونَ فوق رؤوسهم عتاد البقاء وما تبقى من تاريخ ٍ طويل كعذابنا في الحقائب .. وهحرة ٍ أغرقتها خيالات الكذابين الصامدين في الفنادق في مدن اوربا والخليج .. المُعطرين بسجال النفاق وسحت الرياء .. بينما يتسابقُ أهلُ البصرة نحو التراب وهم يلتفتون خوفاً من رصاص ٍ حائر يبحثُ عن رأسٍ ٍ أو قلب ٍ يتدفأ به .. بينما تتشقق الأرجل .. وتنهمك العقول بحثاً عن مأوى .. عن مأمن .. عن ماء ٍ نظيف ٍ .. عن فراش ٍ تطرز بالدعاء ..

يخرجُ جنودٌ وشرطةٌ ومسلحون للتصدي للعجائز لأنهن يحملنَ أخطر سلاح ٍ جلكنات الماء الفارغة للرضع لأنهم يُخبئونَ قناني حليب أبيض وللحوامل وهنَّ ينقلنَ مسافرين بلا جواز .. وللمرضى ولموتنا المعلن وغير المعلن ونحنُ أهل الرُمادي الكلُّ يتصدى لنا .. حتى التراب .. قليلاً من الحياء ومزيداً من الخجل نقولها للواقفين على الطرقات والسيطرات ومداخل المحافظات ومراكزها ووزارات الدولة ودوائرها جميعاً .. عليكم بالتنحي جانباً واركضوا جميعاً وتسابقوا لمساعدة أهل البصرة .. فأهل البصرة سماءٌ من طيب .. وأرضٌ تغذت بالكرامة .. طوقوهم بالأمل وإمسحوا العذاب عنهم لا أن يتصدى لهم بضع جنود ٍ ومسلحون يتهامسون ويؤشرون بعضهم للبعض الآخر وكأنَّ هؤلاء من كوكبٍ آخر .. نقولها ولسنا آسفين أنَّ كثيراً من الأمور توضحت وتبين من هو الأخ ومن هو ابن العم ومن هو الوفي الذي واسانا في هذه المحنة وهذا البلاء .. وصدقوني والتاريخ كله يشهد أنَّ الأمر لن يدوم ولن يطول لكننا عرفنا من هم أحباؤنا ومن هم أبناؤنا ومن بكى لبكائنا لا أن تشمّت بدموعنا .. من هم الّذين لم يناموا الليل بحثاً عن مأوى لأبناء البصرة ومن هم أغلقوا أبوابهم منعاً للشيوخ والطفال والعجائز كي يستريحوا من هذا الطريق القاتل .. نقولها أبداً .. الحمد لله .. الحمد لله الذي لايحمد على مكروه ٍ سواه .. والحمد الذي عرّفنا في هذه المحنة من هم دعاة الصدق ومتتبعو الفضيلة .. ومن هم أعداء الحق وأعداء الإنسانية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here