يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب إردوغان على هامش القمة الثلاثية حول سوريا التي «يتمّ تحضيرها في طهران»، وفق ما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمعة. فيما أعلنت تركيا رسمياً الجمعة تصنيف «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على غالبية محافظة إدلب السورية، منظمة «إرهابية» في حين تبدو دمشق عازمة على شن هجوم وشيك على المنطقة. وفسر مراقبون الموقف التركي بالضوء الاخضر لاجتياح الرئيس السوري ادلب واستعادتها من الفصائل . واضاف مراقبون ان تركيا لبت الشروط الروسية لحضور قمة ايران الوشيكة .
ووفقًا لعدد الجريدة الرسمية الصادر الجمعة، فقد أضافت الحكومة التركية هذه المجموعة الى قائمتها الخاصة بـ»الأسماء الأخرى المستخدمة» من جانب «جبهة النصرة»، الفرع السابق للقاعدة في سوريا والتنظيم نفسه المصنّف على أنه «إرهابي» من قبل أنقرة.
وغيّرت «جبهة النصرة» اسمها عام 2016 إلى جبهة «فتح الشام» المجموعة التي تمّ حلّها العام الماضي وقام أنصارها فضلاً عن منظّمات أخرى، بتشكيل «هيئة تحرير الشام».
وتسيطر هذه الهيئة حالياً على 60% من محافظة إدلب.
وتجري حالياً مفاوضات مكثّفة بين أنقرة وموسكو.
لكن من غير الواضح ما اذا كان قرار تركيا تصنيف «هيئة تحرير الشام» مجموعة إرهابية مؤشرا الى دعم هجوم تتعرض له إدلب. فيما أكد اردوغان الجمعة حاجة بلاده إلى منظومة اس-400 الروسية للدفاع الجوي التي ستتزود بها قريباً في وقت تشهد العلاقات توتراً بين أنقرة وواشنطن التي تعارض حيازتها لها وتهدد بوقف تسليمها طائرات اف-35.
وقال اردوغان خلال حفل تخريج ضباط صف في باليكسير في غرب البلاد، إن «تركيا بحاجة إلى صواريخ اس-400. الاتفاق بهذا الشأن تم وبمشيئة الله سنحصل عليها في القريب العاجل».
وتؤكد تركيا وروسيا ابرام الاتفاق بشأن هذه الأسلحة وتقول أنقرة إنها ستحصل على المنظومة التي تضاهي صواريخ باتريوت الأميركية العام المقبل.
أما واشنطن فترى أن حيازة صواريخ اس-400 تطرح من جهة مشكلة مواءمتها مع أنظمة الحلف الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا ومن جهة ثانية حماية الأسرار التكنولوجية لطائرة أف-35 الأميركية التي يفترض أنها قادرة على الإفلات من منظومة اس-400 وترغب تركيا في الحصول عليها.
وأضاف اردوغان أن تركيا «تحتاج كذلك إلى اف-35. هل سيسلمونها لنا أم لن يسلموها (..) لا أعرف. إذا سلموها سيبرهنون أنهم يفون بالتزاماتهم».
وذكرت وسائل إعلام تركية أنه من المتوقع عقد قمة بين إيران وروسيا وتركيا، الدول الثلاث التي ترعى مفاوضات أستانة للسلام حول سوريا، في السابع من أيلول/سبتمبر في إيران.
وصرّح بيسكوف أمام الصحافة «أبلِغنا من الطرف الإيراني أنهم عادوا إلى خيار طهران. لذلك يتمّ تحضير القمة الثلاثية في طهران». وكانت قناة «ان تي في» التركية الخاصة أعلنت الإثنين أن القمة ستُعقد في تبريز (شمال).
وأضاف المتحدث «بالتالي، من الطبيعي توقع أن يغتنم بوتين وإردوغان هذا اللقاء الثلاثي لمتابعة محادثاتهما الثنائية».
عُقد الاجتماع الأخير من هذا النوع بين الرؤساء الروسي والتركي والإيراني في أنقرة في نيسان/أبريل وقبل ذلك في سوتشي في روسيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وتأتي التحضيرات للقمة الجديدة في حين يبدو وشيكاً الهجوم على إدلب في شمال غرب سوريا، آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).
ويسيطر تنظيم «هيئة تحرير الشام» على نحو 60% من إدلب، بينما تسيطر فصائل معارضة متناحرة أخرى على باقي المحافظة.
لكن بحسب خبراء، يتوقف شنّ النظام هجوماً على هذه المنطقة الواقعة على الحدود مع تركيا، على الاتفاق بين موسكو حليفة دمشق الرئيسية، وأنقرة التي تدعم المعارضة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط