وقفة صراحة : حسنا فعلا العبادي مع الفياض لو لم يتأخر قليلا

بقلم مهدي قاسم

لو إقدم حيدر العبادي على إعفاء مستشار الأمن الوطني و رئيس قوات الحشد الشعبي فالح الفياض قبل الانتخابات عندما شكل هذا الأخير ” حزب العطاء” البطيخي ــ نقول لو أقدم العبادي على إعفاء الفياض من مناصبه لكان قد سجّل موقفا يليق برجل الدولة الحريص و المتمسك بمؤسسات الدولة القانونية والدستورية على صعيد عدم التضارب بين المناصب والمهمات الأمنية والرسمية و بين الفئوية السياسية والحزبية المنحازة والضيقة ، غير أنه تأخر قليلا بعض الشيء منتظرا لحين انضمام الفياض لكتلة ولي نعمته السابق نوري المالكي راكا تحالف النصر طمعا بالمناصب و المغانم ..

حتى بدا إجراء عملية الإعفاء هذه وكأنها بمثابة انتقام سياسي من قبل العبادي أكثر مما هي الحرص على مؤسسات الدولة القانونية ، بالرغم من إيجابيية الخطوة هذه .

إذ يجدر بالذكر إن فالح الفياض ـــ حاله في ذلك حال حنان الفتلاوي وسامي العسكري و العلاق والمعلاكَ والهمام والشمام و غيرهم من المؤمنين المتقين جدا !!ـــ يدينون ب” فضل ” كبير لنوري المالكي عليهم ، فلولاه لكان هؤلاء أصفارا على الشمال ــ مثلما كانوا سابقا ــ أي قبل سقوط النظام السابق ، هذا فضلا عن زيادة النفوذ الإيراني وهيمنته و شدة ضغوطه السياسية الحالية باتجاه تشكيل حكومة عراقية حسب مقاسه وتفصاله والضامن لزيادة نفوذه و سيطرته على صناعة القرار السياسي في العراق عبر ذيوله و عبيده من العراقيين المتخاذين …

فمن هنا كان من الطبيعي والمتوقع أن ينضم فالح الفياض إلى ” المائدة العامرة ” التي يهيئها الطباخ الفاشل نوري المالكي والتي تعد ــ بفضل الضغوط الإيرانية وتهديدات أزلامها في العراق بإسقاط أية حكومة أخرى لا تنال مباركة النظام الإيراني وحده ــ أكثر حظوظا و ضمانا من غيرها من ” موائد ” الكتلة الأكبر الأخرى التي لا زالت في طور تشكيل و تشكيك ، وقد لا ترى نورا إطلاقا !!..

خاصة في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ العراق الشائك والمتعرج والتي تزدحم بمطبات و كمائن سياسية و أمنية وتدخلات أجنبية عديدة التي يمر فيها العراق من أزمات أخلاقية و قيمية و مبدئية ، و تقهقر وخمود ما تبقى من مشاعر وطنية باهتة و هزيلة ..

و حيث في مقابل كل ذلك ، تصدمنا مظاهر التبجح المعلن و المقرف والوضيع بالخيانة بحق العراق و العمالة الصريحة والمستهترة لدول الجوار .

فالعمالة و الخيانة الوطنية نفسها قد أضحت في العراق تحديدا ، مجرد ” وجهات نظر ” فحسب ، ولكن تحت غطاء من مذهبية أو طائفية سافرة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here