أحمد عداي
الطفيليات، كائنات حية أحادية أو متعددة الخلايا، لا تستطيع العيش بمفردها، دون استغلال كائن حي آخر (المضيف) يوفر الغذاء والمأوى.
هناك صفات مشتركة، بين الطفيليات وبعض من يسمون أنفسهم، مفكرين وباحثين في الشأن السياسي، فهم يحصلون على لقمة عيشهم، من بعض الجهات المستفيدة مِن كلامهم التافه، الذي يلقونه في وسائل الإعلام، والذي لا يختلف كثيراً، عن الفضلات التي يلقيها الطفيلي، في جسم المضيف، فكلامهم يضر مموليهم، من حيث يُراد به أن ينفعهم، فلا يجنون منه، سوى سمعة أسوء، و صورة أكثر تشوهاً.
حصر عدد الطفيليين، يكاد يكون مستحيلاً، لأنهم يزدادون بإستمرار، فيتخرج من مدارسهم، أشخاص جدد يحملون نفس الهدف، وربما تتضارب المصالح، فيهاجمون بعضهم بعض، بالضبط كما تتوالد الطفيليات وتنتج أجيال جديدة تزاحمها على الغذاء، وعلى البقاء في بعض الحالات.
نذكر هنا، عينة من الطفيليين، لوجود علامات تطور في سلوكهم الطفيلي، فنجدهم يدافعون بشراسة، عن مضيفهم، وهذه ميزة لم ندرسها عن الطفيليات، أيام دراستنا الجامعية.
غالب الشابندر، أحد هذه الطفيليات، ويعتبر من النوع المخضرم، الذي يحاول البقاء، رغم انقراض جيله، فيستخدم كل أسلحته من أجل إثبات جدارته بالبقاء، فيتخبط بالتصريحات، ويهاجم الكل بدون إستثناء، كي يظهر على أكبر عدد ممكن من القنوات الفضائية، محاولاً إبتزاز بعض الجهات، بإمتلاكه معلومات تفضحهم، حتى لو كانت هذه المعلومات، من نسج خياله الخرف، فيطلق التهم الباطلة، على شخصيات لم يجرؤ أحد أن ينعتها، إلا بصفات التعظيم، والاعتراف بوطنيتها ودورها في محاربة أعداء الوطن والدين.
علي سنبة، أو ما يطلق عليه في التصنيف الجديد لعالم الطفيليات ب(سليم الحسني)، نوع آخر يتصف بشراسته وعدوانيته، فهو يهاجم بدون تردد، كل من يهدد أسباب بقاءه، فيرميه بأبشع التهم، ويؤلف القصص الطويلة، ذات الحبكات الصعبة والمعقدة، لدرجة لا يعرف أحد ما هي بدايتها، ولا إلى أين و كيف تنتهي، فيتهم الرموز الوطنية بالعمالة، ويضع فرضيات، و يبث فيها الحياة ( والعياذ بالله) فيعتبرها أمر واقع، دون أدلة تثبت صحة إدعاءاته.
النوع الثالث، صنف يتميز بالتزييف، حيث يبدل غلافه الخارجي بإستمرار، محاولاً خداع المناعة، يتمثل في شخص (نجاح محمد علي)، المتقلب، الذي تتغير تصريحاته، بتغير مصالحه، والضروف المحيطة به، فيتهم هذا و ذاك، بتهم هو أقرب وأنسب لها منهم، لتاريخه الملطخ ببقع الكذب، و إنكار الأفضال، وردها بأبشع صور الخيانة.
درسنا في علم الأحياء الطبي، أن تخلص المضيف من الطفيليات، يتم بمجازفته بتناول بعض السموم، التي قد تفتك بحياته إذا زادت جرعتها، بسبب خطورة هذه المخلوقات؛ لكن في عالم السياسة، نجد المضيف، مصرَّاً على إطعام طفيلياته، مع وضوح علامات مرضه بسببها، و ليس من المعقول أن المضيف قد تراجع في مستوى تطوره، فلا يفرق بين من ينفعه ومن يفيده، فهل هذه محاولة لقتل نفسه بأيدي غيره، لأن الإنتحار حرام؟!
Read our Privacy Policy by clicking here