الفرق بين دين الليبرالية ودين الإسلام بحكم القرآن الكريم

إيهاب المقبل

الليبرالية فلسفة سياسية واجتماعية وثقافية نشأت في إنجلترا ولكن التطور الحقيقي لها كان في فرنسا خلال القرن الثامن عشر إفرنجي، وتركز على ما تسميه حرية التعبير، وحرية الصحافة، والحرية الدينية، والسوق الحر، والمجتمعات الديمقراطية، والحكومات العلمانية وهلم جره. وتُعتبر الليبرالية دين يختلف عن دين الإسلام جملة وتفصيلًا، ولذلك حاولَ ويحاول المشركون الجدد إشراكها مع أحكام الإسلام تحت مسمى الليبرالية الإٍسلامية، ومن أمثلة هؤلاء المشركون طه حسين وسعد زغلول وأحمد القبانجي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وجمال البنا واياد جمال الدين وهلم جره، قال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، البقرة: 217.

وبما ان دين الليبرالية يترنح اليوم في اوروبا وامريكا جراء الفجوة الإقتصادية التي نشأت بسببه في المجتمعات الغربية، فلا رقيب ولا حسيب للتجارة والربا والمقامرة، لذلك للإختصار سأسرد فقط فرقين رئيسيين بين دين الليبرالية ودين الإسلام.

اولًا: يزعم دين الليبرالية ان الأصل في الإنسان الصلاح، ولذلك بالإمكان منحه الحرية في مجالات متنوعة في الحياة. وفي المقابل، يؤكد دين الإٍسلام ان الِأصل في الإنسان الفسق والكفر ما لم يثبت العكس، قال تعالى: (وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)، الروم: 8. وقال تعالى: (وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)، المائدة: 49. والفسق شرعًا الخروج عن طاعة الله عز وجل بارتكاب كفرًا مثل إبليس (فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)، الكهف: 50. وقوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) التوبة: 67. وقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ)، البقرة: 99.

ثانيًا: يزعم دين الليبرالية ان الإنسان هو المشرع الوحيد للقوانين. وفي المقابل، يؤكد دين الإسلام ان القرآن الكريم والسنة النبوية هما مصدرا التشريع الوحيدان للإنسان، فالقران الكريم هو كلام الله عز وجل، والسنة النبوية هي كلام النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، قال تعالى: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، المائدة: 44. وقال تعالى: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، المائدة: 45. وقال تعالى: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، المائدة: 47. وقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)، الحشر: 7.

وأخيرًا، أعلم أخي المُسلم/ أختي المُسلمة، انك لو دعيت بالهداية والمغفرة لهؤلاء المشركين الجدد الذين يعتنقون ما يسمى الإٍسلام الليبرالي فان الله عز وجل لن يستجيب لك لانهم قوم منافقين، قال تعالى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)، التوبة: 80، ولذلك (فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)، المائدة: 26.

ملاحظة: الشيخ المنافق محمد عبده هو صاحب المقولة الشهيرة في مؤتمر باريس عام 1881 إفرنجية: (ذهبت للغرب فوجدت إسلامًا ولم أجد مسلمين.. ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكننى لم أجد إسلامًا!!)، فكان هدفه من هذه المقولة الترويج على ان دين الليبرالية هو نفسه الدين الإسلامي.

والله اعلم بالصواب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here