علم الخنادق !! الطريق الى تقسبم العراق

بقلم : د . خالد القره غولي
العراق مهد الحضارات ومنبع العلوم الإنسانية ، وحضارة وادي الرافدين يجمع المؤرخون على أنها بطاقة دخول الإنسان إلى الأرض وهويته بين ربوعها.. وأغلب العلماء كانوا في العراق، علموا الإنسانية القراءة والكتابة منذ آلاف السنين.. وهاهم العراقيون يكتشفون علما عجيبا آخر لم تعرفه البشرية من قبل وهو علم الخنادق !! فبينما تعاني مدن العراق جميعا من مشاكل خدمية في الماء الصالح للشرب والكهرباء والمواصلات والإتصالات والمجاري وتوقف عجلة الإنتاج الصناعي وإنحسار وتقلص المساحات الزراعية وشحة مياه الري وزيادة نسبة التلوث في أغلب المدن العراقية وبخاصة في جنوبنا الحبيب وظهور أمراض وأوبئة لم يعرفها العراقيون من قبل..مئات العراقيين الأبرياء سقطوا ضحية الإهمالات المتلاحقة في طرق المرور السريع في جميع محافظات العراق، البلد يشكو من شبه إفلاس وضائقة مالية وحرب ضروس لتحرير المناطق المحتلة من الدواعش ومصاعب كثيرة ومشاكل تعصف بكل كيانات ومنظومة البلاد ومؤسساته ووزاراته ودوائره والمتضرر الأول منها هم المواطنون العاديون وأغلبهم من العاطلين عن العمل والكسبة وأصحاب المهن المتوقفة.. بعد كل هذه الكوارث يخرج لنا بضع محافظين كي يكتشفوا علما جديدا وهو علم الخنادق! إذ لايكاد يمر يوم إلا ونسمع عن قيام أحد المحافظين أو المسؤولين بشق خندق يطوق به محافظته خلال ساعات وينجح في تطبيقه عمليا بعد حضوره للدروس النظرية لدقائق معدودات في إجتماع سريع أو تصويت لمجلس محافظته ! عمق هذه الخنادق لا يقل عن مترين وعرضها لايقل عن عشرة أمتار وبمسافة تزيد أحيانا على ١٥٠ كيلومترا.. حماية المدن من الإرهاب واجب كبير ومسؤولية مشرفة لمن يحسن عملها فعمل الخنادق لايعد حماية لهذه المدن لأنه يقتصر على جهة واحدة وهي الأنبار وهذا خطأ ستراتيجي واضح لأن الإرهابيين لديهم قدرة كييرة على المناورة والدخول الى المدن المستهدفة أما هذه الخنادق فهي إهانة للجيرة بين محافظاتنا وأهلنا الساكنين فيها فضلا عن فسح المجال لعناصر الإرهاب كي يبحثوا عن منافذ وفرص أخرى.. الخنادق وعلمها الفاشل ليست حلا.. الحل الوحيد يكمن في تأمين حدود العراق أولا وتنظيف المنظومات الأمنية من حالات الفساد فيها والعمل الجاد والمتواصل في تطوير عمل الأجهزة الأمنية العاملة داخل المحافظات ووضع خطة أمنية وطنية محكمة وموحدة بالتعاون والتشاور والإتفاق بين كل محافظات العراق.. أما تقسيم كل محافظة بما يتوافق مع أهداف محافظها أو مجلسها في شمال العراق ووسطه وجنوبه فهو إشارة واضحة لاتقبل الشك بان مخطط تقسيم العراق بدأ تنفيذه فعلا ومن قام بتنفيذ أول خطواته من وافق وإشترك وساهم في مؤامرة الخنادق..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here