مصالح دول الجوار يحققها لهم “العملاء” الخونة من العراقيين أنفسهم

سالم لطيف العنبكي

من المعروف أن كل الدول في العالم تبحث عن مصالحها في كافة المجالات الممكنة مع دول جوارها وغيرها؛ وفيما يتعلق بالدولة العراقية أو حكوماتها ومسئوليها؛ فإنهم آخر ما يفكرون به – إن كانوا يفكرون-! هي مصلحة العراق وشعب العراق؛ وأول ما يهتمون به مصالحهم الشخصية في الكسب غير المشروع في كل مجال يتاح لهم فيه النشاط الذي يحقق لهم المكاسب والمنافع هم والمقربين لهم دون التفكير بمصلحة الشعب العراقي ومستقبله ومصيره.

من بين تلك الدول المجاورة للعراق نأخذ على سبيل المثال “تركيا”.. التي اقتضت مصالحها أن تتدخل في الشأن العراقي بشكل صارخ وصريح المتمثل في احتلالها للأرض العراقية واختراق حدوده الجوية والبرية وبشكل متكرر؛ فهي -من دون الخوض بالتفاصيل- تبحث عن مصالحها وتحاول تأمينها بهذه الأساليب الغير مشروعة المعتمدة على القوة والتحدي والقباحة! ولغرض تأمين المصالح الأخرى؛ التجارية والصناعية وتعبيد الطريق لشركاتها ومؤسساتها للتغلغل في الداخل العراقي فهي تحتاج إلى “عملاء”! يقومون بدور “الوكيل” لتركيا وحكوماتها من خلال أحزاب معينة وجماعات سياسية ظاهرها “وطنية” وحقيقتها عميلة وتبحث عن مصالح خاصة إضافية وكذلك بعض التجارالذين يحضون بالترحيب والإهتمام عند زيارتهم لتركيا!!… هذا نموذج لما تسعى له بالضبط دول الجوار الأخرى ابتداء من الأردن و”عملائها”؛ السعودية و”عملائها”؛ سوريا و”عملائها” وإيران و”عملائها”.. وحتى الكويت لها “عملاء” في الساحة السياسية العراقية يقومون بواجباتهم لخدمة تلك الدول (الشقيقة والصديقة)!! لتأمين مصالحها وتكون لهم ملاذا وملجأً عند الضرورة والتمتع بما “حصدوا” خلال “دورات” حكمهم أو تواجدهم في وزارات العراق وبرلمانه ومؤسساته كافة!! .. وهؤلاء ليس لدى أكثرهم! إي مشاعر وأحاسيس حقيقية أوعلاقة روحية بالوطن وقد تجردوا من كل القيم والأخلاق الوطنية ويعتبرون ما يسمى بالوطن أمرٌ “هراء”! أو مزرعة أو “بقرة” يحلبونها ويتمتعون بخيراتها مقابل حفنة “تمن” يقدموه لها!! وما تبقى من العراق فإن أميركا أيضاً لها مصالحها الأهم؛ النفط وتواجدها في القواعد المنتشرة في غفلة من الزمن وغفوة من المخلصين! وتسعى إلى تمزيق شعبه وتفريقه لتسهل السيطرة عليه باستغلال أولئك “العملاء” حتى لو كانوا “عملاء” لدول الجوار الأخرى!! فالتعاون موجود بين هؤلاء على تدمير العراق وإفقار شعبه والقضاء على أكثره بالفقر والمرض والجوع والعطش والبطالة والحرمان من كل مقومات الحياة المشروعة رغم أن العراق يعتبر من أغنى أقطار المنطقة على الأقل! ومن حق شعبه أن يعيش في أعلى مستويات المعيشة ويتمتع بخيراته المنهوبة من شلة من الفاسدين العملاء التابعين لتلك الدول ويستمدون قوتهم ونفوذهم وتأثيرهم منها وهي التي تضمن لهم “سوء العاقبة”! إذا حان حينها بثورة عارمة تقلع العملاء والخونة من جذورهم ولا تسمح لهم حتى بالهروب إلى أسيادهم .. وإن غد لناظره قريب!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here