موقف جديد قد يؤدي لانهيار تحالف النصر وجهود العبادي للولاية الثانية

اعلن قيادات في تحالف النصر الذي يترأسه حيدر العبادي دعم تشكيل تكتل واسع من الاطراف السياسية بعيدا عما يتصدر المشهد السياسي بمعسكرين شيعيين يسعيان لتكوين الكتلة الاكبر التي سيقع على عاتقها تشكيل الحكومة العراقية.
وذكر بيان حمل توقيع قيادات في نصر لم يشر لاسمائهم، “تاكيداً لمواقفنا السابقة والمعلنة، نعلن مرةً اخرى اننا مع أوسع تمثيل للقوى السياسية وبتركيبة وطنية توفر الفرص للحكومة القادمة للنجاح وتحقيق الأهداف المنشودة والابتعاد عن الاستقطابات السلبية”.
واضاف “نظراً لتجاوز إدارة قائمة ائتلاف النصر رأي أغلبية أعضائها في تشكيل الكتلة الأكبر نعلن عن موقفنا المغاير لإدارة القائمة المنسجم مع السياقات الدستورية في الجلسة الاولى لمجلس النواب”.
ويبدو ان الرأي الاخير مرتبطا بموقف قيادات من تحالف نصر التي اعلنت ترشيح فالح الفياض لرئاسة الحكومة، وهو امر مغاير لتوجه التحالف الذي اعلن ان لديه مرشح وحيد وهو حيدر العبادي.
وبيّنت مصادر أن العبادي سيخسر نحو 30 مقعداً من ائتلافه، في حال انسحاب جماعي، بقيادة فالح الفياض والذي يترأس تكتل “عطاء” المنضوي في قائمة النصر، إضافة إلى نواب ينتمون لحزب الفضيلة وآخرين.
من المقرر أن يعقد البرلمان العراقي الجديد، يوم غد الإثنين، جلسته الأولى برئاسة أكبر الأعضاء سناً، محمد علي زيني، من أجل انتخاب رئيس جديد للبرلمان، وتكليف مرشح الكتلة الكبرى في مجلس النواب بتشكيل الحكومة الجديدة خلال شهر واحد.
وهذا الأمر يضع الكتل السياسية أمام الفرصة الأخيرة لحسم الأغلبية البرلمانية التي يستوجب على الكتلة الكبرى الحصول عليها (نصف عدد أعضاء البرلمان زائد واحد)، أي ما يعادل 165 نائباً من مجموع النواب البالغ عددهم 329، فضلا عن أغلبية الثلثين التي يتطلبها انتخاب الرئيس العراقي الجديد.
ويتصدر معسكران شيعيان المشهد لتكوين الكتلة الاكبر، الاول نوري المالكي (ائتلاف دولة القانون) وزعيم منظمة بدر هادي العامري (يتزعم أيضاً ائتلاف الفتح)، بينما المعسكر الشيعي الثاني وأبرز رموزه، حيدر العبادي وعمار الحكيم ومقتدى الصدر وإياد علاوي.
وحتى الآن، تمكّن المعسكر الأول من جمع أقل من 100 مقعد، ويضم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي (26 مقعداً)، والفتح بزعامة هادي العامري (48 مقعداً)، وإرادة بزعامة حنان الفتلاوي (3 مقاعد)، وكفاءات بزعامة هيثم الجبوري (مقعدين)، إضافة إلى كتل صغيرة حققت مقعداً أو مقعدين في جنوب العراق، فضلاً عن آخرين قال قياديون في هذا المعسكر إنهم “خلعوا بيعتهم للعبادي والحكيم وتعهدوا بأن يكونوا معنا”.
في المقابل، نجح الفريق الثاني في جمع نحو 130 مقعداً، ويضم سائرون بزعامة مقتدى الصدر (54 مقعداً)، والوطنية بزعامة إياد علاوي (21 مقعداً)، والحكمة بزعامة عمار الحكيم (19 مقعداً)، والنصر بزعامة حيدر العبادي (42 مقعداً)، إلى جانب قوائم أقليات تركمانية ومسيحية، قال مسؤولون في هذا الفريق، “إنهم أخذوا وعوداً شفوية، الأحد الماضي، منهم باللحاق بالتحالف، كونه أكثر عراقية من الأول”.
وتحولت الكتل السنية، وأبرزها “المحور الوطني” (53 مقعداً)، والكوردية، وأبرزها الحزب الديمقراطي والاتحاد الكوردستاني (43 مقعداً)، إلى بيضة القبان، إذ أن قبول هذه الكتل في التحالف مع أحد المعسكرين الشيعيين سيحسم المنافسة لصالح طرف على الآخر، وهو ما تعمل عليه الولايات المتحدة، عبر مبعوثها الذي خصص أكثر من طائرة بين بغداد وأربيل لحركة قيادات وزعامات سنية وكوردية عراقية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here