الدورة البرلمانية الجديدة اكثر خطرا وفسادا

اي نظر موضوعية عقلانية للدورة البرلمانية الجديدة يتضح لنا بشكل واضح وجلي انها من أسوء الدورات السابقة واكثرها فساد وأشدها خطرا على العراق والعراقيين لاسباب عديدة حيث أثيرت حولها الشبهات ووجهت لها اتهامات خطيرة وكبيرة وانتابتها الكثير من الاحداث المؤسفة ابتدأت بمقاطعة الانتخابات ونسبة المصوتين المتدنية وحالات التزوير التي اثيرت حولها والحرائق التي أحرقت الكثير من صناديق الانتخابات ثم الدعوة الى اعادة الانتخابات واعادة الفرز اليدوي وتشكيل هيئة قضائية للاشراف على ذلك بعد ان عزلت المفوضية المستقلة للانتخابات رغم ان اعادة الفرز اليدوي لم يغير شي في نتيجة الانتخابات الا ان الكثير من المواطنين غير مقتنعين بنتائج الانتخابات ولا يزال الكثير يرى في البرلمان القادم برلمان مزور والحكومة التي ستنشأ حكومة مزورة لانهما نتاج انتخابات مزورة
وهذه السلبيات انعكست على الكتل الانتخابية فأدت الى انقسام هذه الكتل الى مجموعات اثارت نزاعات وصراعات حادة بين الكتل نفسها شيعية شيعية وسنية سنية وكردية كردية
فالشيعة انقسموا الى كتلتين متصارعتين كتلة سائرون وكتلة الفتح وكل كتلة تقول انا الكتلة الاكبر ورئاسة الحكومة من حصتي والحقيقة لم تحصل اي كتلة من هاتين الكتلتين على العدد المطلوب ولا يمكن لاي منهما تحقيق ذلك في الوقت القريب ربما يطول الوقت وهذا ما جعل الكتلة السنية والكتلة الكردية يتوحدا ويستغلا الخلاف والصراع بين الكتلتين سائرون وفتح ليفرضوا مطالبهم واجندتهم الخاصة والمعادية للعراق والعراقيين على اي منهما على من يلبي اعلى المطالب ومن الطبيعي سيتسابقان هاتان الكتلتان على الموافقة على اي طلب مهما كان حتى لو قسم العراق واعادة غزو داعش لهذا نرى مطالب الكرد والسنة تأخذ في الارتفاع هذه ناحية ومن ناحية اخرى نرى عناصر كتلتي الفتح وسائرون غير ثابتة فانها متحركة ومتنقلة بين هذه الكتلة وتلك الكتلة فنرى عناصر من سائرون تنسحب وتنضم الى كتلة فتح وبالعكس كما بدأت ظاهرة جديدة كانت غير موجودة في الدورات السابقة وهي شراء اصوات النواب عرفنا ظاهرة شراء الاصوات في الانتخابات الا ان ظاهرة بيع اصوات اعضاء النواب لم نكن نتوقعها لكنها باتت ظاهرة واضحة وعلنية حيث بدأ الكثير منهم يعرض نفسه في المزاد من يدفع اكثر نكون معه فهذه غير موجودة في العالم الا في العراق وفي هذه الدورة بالذات لهذا نرى اعضاء البرلمان كعاهرة رخيصة كقرد جائع كل من يشير اليه بشي تسرع لترتمي بحضنه او يقفز اليه وهذه حالة سلبية ومؤلمة فهؤلاء ليس نواب يمثلون الشعب الذي اختارهم ليخدموه ليحموا ثروته وكرامته للأسف هؤلاء مهمتهم سرقة اموال الشعب واهانة الشعب
المؤسف ان الطبقة السياسية اعضاء البرلمان لا يملكون مشروع واضح ولا خطة واضحة ولا برنامج معين كل ما يريدونه ويبتغونه هو المنصب الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا
فلو كان هناك خطة وبرنامج ومشروع للطبقة السياسية لما حدث هذا القفز من كتلة الى كتلة كلما لاح له سعر اعلى
كما ان تدخل ال سعود وال ثاني في دفع الاموال وكل جهة تريد ان يكون لها الدور الاكبر فمثلا قسمت السنة الى قسمين ال سعود يريدون اسامة النجيفي رئيسا للبرلمان وال ثاني يريدون الحلبوصي رئيسا للبرلمان العراقي وهكذا بدأ صراع بين مؤيدي ال سعود ومؤيدي ال ثاني وبدأ التنافس بين ال سعود وال ثاني في دفع الاموال على شراء النواب وبما ان النواب لا يملكون شرف ولا كرامة ولا يهمهم امر العراقيين ولا السنة بل يهمهم المال الذي يقدمه ال سعود وال ثاني فاذا قدم ال سعود مليون دولار لصوت النائب رفع ال ثاني السعر الى مليوني دولار وبدأ المزاد يرتفع حتى وصل صوت النائب الى عشرة ملايين دولار وهذا السعر مستمر في الارتفاع لا ندري الى اي مبلغ يصل حتى انعقاد دورة البرلمان والويل للعراق والعراقيين اذا تأجل انعقاد الدورة يعني سيسقط الجميع في الخيانة
لهذا على كتلتي سائرون والفتح ان يتوحدا ويعلنا الكتلة الاكبر وفق خطة واضحة وبرنامج واضح لا غموض فيه ولا يحتاج الى تفسير ولا تأويل و تشكيل حكومة عراقية هدفها خدمة العراقيين
تحدد راتب عضو البرلمان لا يزيد عن مليون دينار لا امتيازات ولا مكاسب ولا تقاعد 99 بالمائة من الذين رشحوا انفسهم هدفهم الرواتب والامتيازات والمكاسب والنفوذ والقوة فقط لا يهمهم شعب ولا وطن
محاربة الفساد والفاسدين محاربة فعلية كل من زادت ثروته خلال تحمله المسئولية فهو لص ويجب اعدامه ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة بقوة وبشكل علني وبدون اي تردد
هذا اذا كان هدفهم خدمة الشعب وبناء الوطن والا على العراق الفاتحة
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here