المرجع الخالصي (دام ظله) من النجف الأشرف:المحاولات الجارية للالتفاف على العملية السياسية لإحداث شيء جديد هي محاولات فاشلة.

أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، الاثنين، ان محاولات الالتفاف على العملية السياسية لإحداث شيء جديد هي محاولات فاشلة، وان الاجتماع على الكتلة الأكبر لن يؤدي إلى شيء خاصة مع وجود عناصر فاسدة، مؤكداً على ان هذه الاجتماعات يتم التنافس فيها على النسبة الضئيلة وتركوا الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي التي لم تشارك في الانتخابات، فيما انتقد التدخل الخارجي الأمريكي في العراق، ووصفه بأنه هو الذي فسح المجال وبرر لبقية التدخلات في المنطقة.

وذكّر المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، الاثنين، في لقاء حواري مع طلبة العلوم الدينية والأكاديمية في مكتبه في النجف الاشرف، بتاريخ 23 ذو الحجة 1439هـ الموافق لـ 3 أيلول 2018م، أبناء الأمة بالمناسبات التي تمر عليهم بوجوب قراءتها قراءة تاريخية واعية وعلمية، والاستفادة من هذه المرحلة.

وأضاف سماحته (دام ظله) فقبل هذه المناسبات كان موسم الحج وهي الإشارة إلى العبادة التي تجمع الأمة في كل مكان في الديار المقدسة، وهي ركن من أركان الإسلام الخمسة والتي أديت بحمد الله بحضور المسلمين، كما انه ينبغي الاستفادة منها في هذا التوجه.

وتابع سماحته (دام ظله) قائلا: يوم الغدير ايضاً هي مناسبة كبرى، لأنها من سيرة وسنة رسول الله (ص)، الذي أراد للأمة أن لا تفترق بعد الحج، إلا على طريق الحق، وهكذا كان يوم الغدير وذكرى تنصيب أمير المؤمنين (ع)، وهو حدث مجمعٌ عليه في تاريخ هذه الامة.

وقال سماحته (دام ظله): المباهلة هو يوم عظيم في تاريخ هذه الأمة وذكرى مهمة تدل على كيفية التحاور والحوار الذي ينبغي بين المسلمين وغير المسلمين، وهذا ما جرى بالذات حول قضية صفة عيسى (ع)، ووحدانية الله تعالى وان عيسى عبد لله تعالى، (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (آل عمران:59).

وأشار سماحته (دام ظله) إلى ذكرى الهجرة هي اشارة إلى جهد رسول الله (ص) في الدفاع عن الإسلام وتروجيه، ولما حوصر في مكة نقل مكان وجوده بعد ان هاجر بعض المسلمين إلى الحبشة، ثم انه هاجر إلى المدينة في سبيل ابلاغ الدعوة، فالدفاع عن الإسلام يتطلب كل شيء بما فيه ترك الأوطان في بعض الاحايين في الهجرة.

واكد سماحته (دام ظله) قائلاً: على خطى هجرة رسول الله (ص) جاءت هجرة الحسين (ع)، وهي في مضامينها العامة احياء لهجرة رسول الله (ص) أي احياء للدين والحفاظ على قيمه من ان تضيع بعد حركة القوى المضادة التي ارادوا من خلال بعض الأحداث ان يعودوا إلى الصف الإسلامي ويستلوا على وضع الأمة، مشدداً على أن هذه الذكريات المهمة يجب ان نواظب على إحيائها بالشكل الصحيح بعيداً عن السلبية التي تؤدي إلى اضاعة الذكرى، وعدم أمكانية الاستفادة منها.

أما في الجانب السياسي أكد سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) على الخطوط العامة التي نؤكد عليها وما زالنا نؤكد عليها، وهي بأن العملية السياسية لن يكون لها إفراز خيّر لصالح العراق وقد رأى الشعب العراقي نتائجها لحد الآن، ولا يحتاج إلى أدلة جديدة، فالأزمة المعيشية التي يعيشها العراقيون هي فرع من هذه الأزمة، خصوصاً في البصرة والمحافظات الجنوبية، وهذا ما ينبغي ان يسعى كل مخلص في سبيل تحقيق شيء لهذا الشعب الذي يعاني من الأزمة.

وتابع سماحته (دام ظله) أن محاولات الالتفاف على العملية السياسية أو الاستفادة منها مرة أخرى لإحداث شيء جديد هي محاولات فاشلة ولن تؤدي إلى شيء، ومنها هذه الاصطفافات الأخيرة والخلافات والصراعات الموجودة.

وانتقد سماحته (دام ظله) التدخلات الخارجية خصوصاً التدخل الأمريكي الذي هو علة العلل وأسوأ ما في هذا المشروع، والذي فسح المجال وبرر بقية التدخلات في المنطقة لأن كل بلد يقول: إذا امريكا تتدخل فأنا لماذا لا اتدخل؟! أنا استطيع ان اتدخل وادافع عن وجودي والأمن القومي الخاص بي، والبعض يدّعي ان هذا التدخل دفاعاً عن الشعب العراقي، كما حصل في بعض المراحل وفي بعض الأحيان.

وأما ما يتعلق بمسألة الكتلة الأكبر، فأكد سماحته (دام ظله) ان هذه قضية هي ضمن العملية السياسية الفاسدة التي لن تؤدي إلى شيء، خصوصاً مع وجود عناصر فاسدة، فقيل في فترة الانتخابات: بأن لا تنتخبوا القائمة إذا كان فيها فاسداً، أو إذا كانت القائمة فاسدة!!، فكيف وإذا كانت هذه التكتلات مليئة بالعناصر الفاسدة بإجماع الجميع، هذا فضلاً عن النقطة المهمة والأهم ان الجميع ايضاً قالوا: ان هذه الانتخابات مزورة وجرى فيها تلاعب، وإذا لم تكن مزورة فإن النسبة التي ذهبت لا يمكن ان تمثل الشعب العراقي لأنها نسبة ضئيلة، فهؤلاء يتنافسون على النسبة الضئيلة، وتركوا الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي، فلا يوجد شيء يبشر بخير في هذه العملية.

وختم كلامه سماحته (دام ظله) قائلاً: لا ينبغي للعراقيين ان ينشغلوا بها، بل يجب عليهم ان ينشغلوا بتغير أصل العملية السياسية من خلال العمل بالحفاظ على مصلحة البلد، ووحدة البلد واستقلاله، والتأكيد على القيم والهوية الإسلامية والعربية، وعلى كل القوميات الأخرى الحفاظ على هويتها القومية وتراثها ضمن الانتماء إلى دائرة العراق وتحت راية الإسلام، وغير المسلمين في العراق ايضاً هم مواطنون لهم ما يهم أمر العراق، وعليهم ان يحافظوا على دينهم، وعلى أخلاق دينهم، لا ان يسمحوا للآخرين بالتخريب والافساد في البلاد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here