بالصور: مدينة دوين في ارمينيا.. مدينة أجداد صلاح الدين الايوبي

تقع مدينة دوين على طول ضفاف نهر متسامور على بعد نحو ٣٥ كم من مدينة يرفان “أران” الارمينية. يُعدّ موقع المدينة حاليًا ليس أكثر من تلة كبيرة محصورة بين قرية هنابيرد وقرية فييرين دوين الحديثة في أرمينيا بالقرب من الحدود الاذربيجانية.

كانت دوين مدينة صراع وحروب بين الرومان والساسانيين الفرس للسيطرة عليها بسبب إزدهارها التجاري إلى ان تمكنَت القوات الإسلامية من فتحها بأمر من الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ١٩ هجرية/٦٤٠ إفرنجية، بينما تشير المراجع الغربية إلى ان المسلمين العرب سيطروا على مدينة دوين بالكامل سنة ٢١ هجرية/٦٤٢ إفرنجية، وأطلقوا عليها تسمية “دبيل” بدلًا من “دوين”، والتي تعني بالعربية التل. وتشير المراجع الغربية أيضًا إلى (إزدهار المدينة خلال الخلافة الإسلامية على الرغم من تحولها إلى ساحة معركة بين القوات الإسلامية والقوات البيزنطية لأكثر من ٢٠٠ عام).

ضربَ المدينة زلزال عنيف في سنة ٢٧٩ هجرية/٨٩٣ إفرنجية مما أدى إلى تدميرها بالكامل ومصرع نحو ٧٠ ألف من سكانها. حاولَ الديلم، وهم إحدى المجموعات الإيرانية التي عاشت في شمال الهضبة الإيرانية، السيطرة على المدينة في سنة ٤١١ هجرية/ ١٠٢١ إفرنجية، الا ان الشداديون، وهم من القبائل الكوردية، وأصحاب الإمارة الاذربيجانية المعروفة بإسم الإمارة الشدادية، تمكنوا من طردهم وبسطوا سيطرتهم على المدينة بالكامل.

تعرضت المدينة إلى ثلاث هجمات بيزنطية خلال سنة ٤٣١ هجرية/ ١٠٤٠ إفرنجية، وتمكنَ الشداديون من صدهم والدفاع عن المدينة بنجاح كما تشير المصادر الغربية. وتمكن السلاجقة، وهم من القبائل التركية وأصحاب الدولة السلجوقيَّة، من السيطرة على المدينة سنة ٤٥٦ هجرية/ ١٠٦٤ إفرنجية، وخدمَ كبار جنرالات الكورد المولودين في دبيل “دوين” في جيش السلاجقة، وكان بينهم نجم الدين أيوب، وهو والد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وكذلك عمه أسد الدين شيركوه بن شاذي. واستطاعَ ملك جورجيا جورج الثالث في سنة ٥٦٨ هجرية/ ١١٧٣ إفرنجية من إحتلال المدينة وضمها إلى مملكة جورجيا الصليبية، فلم يبقى فيها أحد من المسلمين الكورد. وتمكنَ المغول البوذيين في سنة ٦٣٣ هجرية/ ١٢٣٦ إفرنجية من السيطرة على المدينة، وتدميرها بالكامل، ومنذ ذلك الحين لم يعد للمدينة المدمرة ذكر في مراجع التاريخ.

وحول صلاح الدين الايوبي، يقول الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه سير أعلام النبلاء: (السلطان الكبير، الملك الناصر صلاح الدين، أبو المظفر، يوسف بن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب، الدويني ثم التكريتي المولد. ولد في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة إذ أبوه نجم الدين متولي تكريت نيابة. ودوين: بليدة بطرف أذربيجان من جهة أران والكرج، أهلها أكراد هذبانية). وقال ابن خلكان: (بلغني أن صلاح الدين قدم به أبوه وهو رضيع، فناب أبوه ببعلبك إلى ان آخذها أتابك زنكي وقيل: إنهم خرجوا من تكريت في ليلة مولد صلاح الدين، فتطيروا به، فقال شيركوه أو غيره: لعل فيه الخير وأنتم لا تعلمون. إلى أن قال وكان شيركوه أرفع منزلة عند نور الدين، فإنه كان مقدم جيوشه).

وقد أسرد الإمام الذهبي رحمه الله بالتفصيل، تاريخ عائلة صلاح الدين الايوبي، ومسيرة صلاح الدين الايوبي رحمه الله في فتح مصر، ومن ثم برقة، واليمن، ودمشق، والرملة، وحران، وسروج، والرقة، والرها، وسنجار، والبيرة، وآمد، ونصيبين، وحلب، والموصل، وطبرية، وعسقلان، وعكا ثم بيت المقدس… إلى ان توفى بالحمى الصفراوية بقلعة دمشق يوم الأربعاء السابع والعشرين من صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة هجرية. وقد قاتل صلاح الدين الايوبي رحمه الله نحو ٢٥ سنة: (٢٠ سنة ضد الباطنيين الشيعة وقضى على دولتهم الفاطمية في مصر، و٥ سنوات ضد الصليبيين الأفرنج وفتك بهم وسبا نسائهم وأطفالهم)، فهو رفض مهاجمة الصليبيين قبل الشيعة لانه اعتبر الشيعة خنجر منغروس في ظهر المسلمين يستفاد منهم الصليبيين في كشف عورات المسلمين وتحركاتهم، قال تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، الأحزاب: ٢١.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here