عذرا عزيزتي ( سَوفَ )

______________ / ضياء محسن الاسدي
(( بات المواطن العراقي يعيش ويصحوا يوميا على كلمة طالما شَنفتْ اسماعه ودغدغت صيوان أذنيه على مر الزمن من كل الذين عاهدوه لتغير وضعه الحاضر والمستقبل كلمة عقد عليها الآمال الجميلة وبنى بنيانه على أساسها وفي النهاية كانت كجرف هارٍ وهاوٍ أنهار به الى الهاوية . فقد تشدق بها الماضون من السياسيين وزخرفوها بأبها الحلل المنمقة على ألسنتهم وأتضح بعدها أنها أوهاماً وأضغاث أحلام . كانت تتردد دائماً في اللغة العربية وكنا نمر بها مر الكرام ونعربها على عجل لأنها لا تشكل لنا أي شيء في حياتنا اليومية . أما الان باتت تطل علينا بي الحين والحين وخصوصا على ألسن الذين منحناهم ثقتنا على أمل تحسين واقعنا المرير أسوة بالأخرين أنها كلمة ( سَوفَ ) ما أجملها عندما تكون على لسان أحد المسؤولين وهو يتبجح وينطقها مرارا وتكرارا وهو يبتسم بكل ثقة سوف يحقق لنا كذا وكذا لتكون ( سوف ) سلما نعرج وتعرج بنا الى السماء والرفاهية والمجد والتقدم على الشعوب الأخرى ونكون شعب الذُرى حتى تطال هاماتنا وأيدينا عنان السماء ونحط على سطح القمر .
فسوف هذه جعلت الماضين من الساسة يجعلوها جسراً للعبور نحو المستقبل لكن مع الاسف كان الجسر قد عبثت به الأيادي الآثمة فأنهار بنا في مستنقع الفساد والتخبط السياسي والفوضى في كل شيء ومتاهات لا نعرف الوصول الى نهايتها أو بدايتها للخلاص والخروج ومن كثرت استعمال ( سوف ) والتعايش معها فقد صمت آذاننا وأصبحت كلمة بغيضة نتعقد منها وتشمئز منها نفوسنا المتطلعة نحو الفعل والتنفيذ لا الى الكذب والتسويف .أصبح العراقي كمواطن حالم بالمستقبل الجميل أن يرى مسؤول وقف على مشروع حقيقي قد أكتمل بنائه لا عندما يوضع الحجر الاساس له أو عندما يكون المشروع من الدمى محاطا باطار زجاجي واحتفالية رائعة من المسؤولين حول الخرائط والتصاميم الورقية أو ارض بور وتقفز هنا وهناك سوف نقوم بأنشاء او تطوير لكن متى وكيف لا نعرف قد يكون من رجل الاعمال الراحل عمنا ( دبش ) الذي يتذكره موتانا رحمهم الله . وهنا اطلالات من بعض المسؤولين علينا ليقدموا برامجهم كسوف نجعل الكهرباء (24) ساعة ويصدر الفائض منها الى دول العالم او المريخ ونخزن الباقي في حاويات للمستقبل وسوف نقوم بالنهوض بالواقع الزراعي في البلاد على اساس تقنيات حديثة مستوردة من احدث الامم لا نعرف كيف ومتى ونحن نستورد الالبان والمواد الزراعية من البلدان المجاورة ولا ندري قد نستعين أبقار صديقة لنا من الدول الصديقة بنية الاعارة المؤقتة ودفع اجورها من نفطنا الذي ينهب امام عيننا لحين عطف مسؤولينا بالرئفة لأبقارنا التي أصابها الضعف والوهن وفقر الدم وكلها لهفة للماضي وحنينا له . أو ( سوف ) نبني المجمعات السكنية والدور الحديثة وتوزع على المواطنين والفقراء واذا زاد منها سوف نوزعها على الاغنياء واحتمال الباقي نوزعه على النازحين من سكان القمر لكونهم متضررين لا هواء لهم فقد حمل العراقي جبالا من ( سوف ) على ظهره وكاهله . عفوا عزيزي القارئ الكريم لا أريد ان اطيل عليك كثيرا وأصدع رأسك المهموم المثقل مثلي التي قفل عليها عقلي .وفي الختام هناك كلمة جميلة جدا طالما نرددها على ثقة كبيرة من راعيها وايمانا به بالقلب واللسان وهي كلمة ان شاء الله فأملنا بالله تعالى كبيرا ويقينا لأننا نضع امرنا وحياتنا ومشيئتنا كلها بيد الله عز وجل لأنه سائق عربة القطار التي يضعها على السكة الصحيحة من دربنا وهو الادرى بنا كونه مجريها ومرسيها لانه لا يترك عبده وحده فمن توكل عليه فهو حسبه ونعم الوكيل ))

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here