المحقق الصرخي ..ابتعد المسلمون عن حقيقة الإسلام، ومكارم الأخلاق!!

احمد الركابي
إن الإسلام دين الحق والاعتدال والسماحة والسلام، والسمو والرقيِّ، وكل ما صادم هذه المبادئ، واصطبغ بأضدادها، عُدَّ خارجاً عن الإسلام•
وبذلك كانت الإنسانية إحدى خصائص الإسلام الكبرى، إنها تشغل حيزاً كبيراً في منطلقاته النظرية، وفي تطبيقاته العملية، وقد ربطت بعقائده وشعائره ومنهجه وآدابه ربطاً محكماً فالإنسانية في الإسلام ليست مجرد أُمْنية شاعرية تهفو إليها بعضُ النفوس، وليست فكرة مثاليةً تتخيَّلها بعضُ الرؤوس، وليست حِبراً على ورق سطّرته بعضُ الأقلام، إنها ركنٌ عقدي وواقع تطبيقي، وثمار يانعة.

وإن الميزة الاساسية التي ميّز الله تعالى بها هذه الامة عن باقي الامم هي ميزة «الوسطية والاعتدال» فان تخلت عنها الأمة تخلت عن أبرز معالمها، وعن اجمل صورها، وقد مدح الله تعالى هذه الأمة بقوله: «وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا». فالدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال فلا اسراف ولا تقتير، ولا بخل و لا تبذير، ولا تطرف ولا غلو، ولا افراط ولا تفريط

حيث ان الأخلاق الإسلامية تقنع العقلَ وتُرضي القلب لأنّها من تنزيل من خَلَقَ العقل والقلب، وخُلُق الإنسان ذكره المولى عزّ وجلّ وأشاد به
وبهذا كان الإيمان هو أقوى محرك للأخلاق الكريمة والسلوك الصحيح القويم فالرحمة، والمودة، والمروءة، والنجدة، والصدق، والعفة والتسامح، والتكافل، والوفاء، والتواضع، والصبر كل ذلك عنوان صدق على صدق الإيمان في النفس الإنسانية، وبدون صدق الإيمان تصبح الأخلاق لفظاً لا مفهوم له. فعلينا أن نساهم جميعاً في الدعوة إلى التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.. ولنبدأ من أنفسنا أولاً ثم أولادنا وإخواننا فالجيران..
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى أن نستدعي الإسلام الحقيقي مهما كلفنا الثمن، لأننا على يقين تام بأن الإسلام الذي يروج له السياسي والحزبي وحتى بعض الأنظمة الإسلامية ليس هو الإسلام الذي قضى في سبيل انتشاره ملايين الشهداء عبر التاريخ، بل هو إسلام لا علاقة له بالإسلام، وإنما هو عبارة عن مجموعة من القوانين الخالية من القيم والأخلاق يقومون بالترويج لها باعتبارها هي الإسلام، وهي ليست سوى مصالح لأفراد وجماعات ودول.

ومن خلال ذلك فقد بين المحقق الاستاذ الصرخي الابتعاد عن حقيقة الاسلام المحمدي الاصيل واخلاقه السامية ، وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :

((ابتعد المسلمون عن حقيقة الإسلام، ومكارم الأخلاق، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من فتن وضلال وقبح وانحطاط وفساد، بل قد غرقنا في مضلات الفتن وأقبح القبح وأفسد الفساد؛ لأنّ ذلك وقع ويقع زيفًا وكذبًا ونفاقًا باسم الطائفة والمذهب والسنة والقرآن والدين والإسلام، وفساد المنهج الفرعوني في الاستخفاف وتكبيل العقول وتجميدها وتحجيرها أدى إلى أنْ ضاعت المقاييس والموازين فصار المعروف منكرًا والمنكر معروفًا.))
قبسات توعوية من المنهج الرسالي للمحقق الأستاذ الصرخي

إن الإسلام جاء لبناء المجتمع الصحيح والحقيقي من خلال تماسك الأفراد وتراحمهم فكما صورهم القرآن بنياناً مرصوصاً وكما وصفهم الحديث كالجسد الواحد، وإن غاية الرسالة كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم كانت في إتمام مكارم الأخلاق، بل وقد جعل علو المنزلة في الجنة والقرب من النبي فيها بالأحسن خلقاً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here