تقرير صحفي يكشف خفايا الانشقاقات في اكبر تحالف سني

كشف تقرير صحفي نقلاً عن ماسماه مصدر سياسي مطلع عن ضغط شديد مارسته قطر ضد كتل سنية للانضمام إلى تحالف “البناء” المقرب من إيران، بزعامة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس تحالف الفتح هادي العامري.

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن تحالفات سنية واجهت ضغوطات وابتزازًا من الدوحة للانضمام إلى تحالف المالكي والعامري، لترجيح كفتهما ضد “الكتلة الأكبر” التي شكلت التحالف المناوئ للطائفية بقيادة مقتدى الصدر ورئيس الوزراء حيدر العبادي وعمار الحكيم وإياد علاوي.

وقال المصدر إن جهود الدوحة دفعت النواب المحسوبين على “الإخوان” للانضمام لتحالف المالكي المعروف بممارساته الطائفية التي أوصلت العراق إلى شفى الانهيار.

وكانت الانشقاقات قد ضربت اكبر تحالف سني سياسي عراقي وهو “المحور الوطني” الذي يضم أغلب قادة المكون السني، وذلك ضمن مفاوضات الساعات الأخيرة قبل عقد جسلة البرلمان امس الإثنين.

وكانت قيادات سنية أعلنت تأسيس تحالف “المحور الوطني” بمشاركة جمال الكربولي وأسامة النجيفي وخميس الخنجر وأحمد عبدالله الجبوري وسليم الجبوري وفلاح حسن زيدان.

نواب الإخوان

وبحسب المصدر فإن رشيد العزاوي أبرز نواب الحزب الإسلامي اتخذ القرار بالانضمام إلى محور المالكي – الفتح ، في الساعات الأخيرة ، إذ كان من المقرر بقاء نواب الحزب الـ6 ضمن صفوف تحالف “الإصلاح والبناء” بزعامة مقتدى الصدر والعبادي والحكيم.

وكان الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي إياد السامرائي أكد سابقًا أهمية دعم محور العبادي – الصدر وعدم التفريط بتحالف النصر، قبل أن تتغير الأمور سريعًا بترتيبات جرت خلف الكواليس للانضمام إلى تحالف “البناء” بقيادة المالكي.

بدوره أكد نائب رئيس الوزراء السابق سلام الزوبعي أن إيران والدوحة مارستا ضغوطًا على عدد من النواب داخل البرلمان لتشكيل ميولهم السياسية، مقابل الأموال والمكتسبات التي سيحصلون عليها، مشيرًا إلى أن بعض نواب البرلمان العراقي جاهزون للعمالة والتعاطي مع التدخلات الخارجية ، وفق قوله .

وأضاف الزوبعي في تصريح لموقع ”إرم نيوز” أن هناك نوابًا تم التلاعب بهم عبر المال والمغريات، وهذا خلل في منظومة القيم الأخلاقية لديهم، مشيرًا إلى أن النائب الحقيقي الذي يمثل الشعب لا يمكن ابتزازه من أي قوة خارجية.

وأشار الزوبعي إلى أهمية وقف هذا التلاعب من دول الخارج بكل مفاصل العملية السياسية في العراق، من الانتخابات إلى تشكيل الحكومة.

وعلى مدار الساعات الماضية شهدت العملية السياسية في العراق تشكيل كتلتي “البناء” بزعامة المالكي و”البناء والإصلاح” بزعامة العبادي والصدر، إذ لجأ الفريقان إلى المحكمة الاتحادية للاستفسار بشأن أي منهما ستقدم مرشحها لرئاسة الوزراء.

ولعبت الضغوط الخارجية دورًا كبيرًا في انضمام الكتل إلى أحد المحورين، وخاصة المحور الإيراني الذي تمكن من تجميع نحو 155 نائبًا، فيما أعلن تحالف الصدر انضمام أكثر من 180 نائبًا.

وقال المحلل السياسي باسل الكاظمي إن الساعات الأخيرة شهدت اتصالات ورسائل خارجية واضحة للكتل والأحزاب بضرورة الانضمام إلى أحد المحورين، حسب الدعم الذي تقدمه تلك الدول.

وأضاف الكاظمي في حديث لـ”إرم نيوز” أن نواب الحزب الإسلامي تلقوا أوامر صارمة وواضحة من تركيا وقطر بضرورة الانضمام إلى تحالف المالكي والعامري، مشيرًا إلى أن السياسية القطرية في العراق اتبعت أسلوب العمل خلف الكواليس والاعتماد على التحالف التقليدي مع جماعة الإخوان.

الدوافع القطرية

وعن الدوافع وراء هذا النهج القطري يقول المحلل العراقي سامي الكبيسي لـ”إرم نيوز” إن قطر تأخذ على “العبادي كشفه لتفاصيل صفقة الصيادين العراقيين ومصادرته للأموال القطرية التي كانت موجهة لتضخ في جيوب ميليشيات إرهابية”.

وأضاف أن قطر أيضًا غاضبة جدًا من مقتدى الصدر لتقاربه مع محيطه العربي من بوابتي السعودية والإمارات المقاطعتين للدوحة.

وختم بالقول إن قطر تنزلق إقليميًا ببطء في أتون المحور الإيراني من اليمن، وليس انتهاء بالعراق على حد قوله.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here