حق التسرب من الكتلة الإنتخابية

بقلم : عبد الهادي كاظم الحميري

إعتاد أبو حمزة (السيد أياد علاوي ) صاحب القائمة الوطنية العابرة للطائفية أن يخرج من الإنتخابات العراقية مُتَرَيّشاً بعدد لا يستهان به من النواب بلغ في ذروته عام 2006 (91 ) نائباً مقابل (89) نائباً لمنافسه السيد المالكي صاحب دولة القانون وبينما كان الجدال على أشده بين أحقية الكتلة الفائزة في التكليف لرئاسة الوزارة والكتلة النيابية الأكبر كانت عملية نتف ريش أبو حمزة وتجريده من نوابه مستمرة وراء الكواليس بطريقة أو بأخرى من وسائل نتف الريش المعروفة في المهنة السياسية وكاد أبو حمزة أن يخرج ” لحيمي ” تماماً وهو “لا يدري ” لولا بقاء بضعة من الحواريين الجادّين في عبور الطائفية معه .

في الإنتخابات الأخيرة تكررت سابقة نتف ريش أبو حمزة ولكن على نطاق أوسع غير مسبوق حيث أضيف إليها نتف ريش زعماء آخرين مفتحين باللبن في ظروف تنازع إيراني أمريكي شرس ومصيري لسياسات تلك الدولتين .

إن الدفع بأن أداء القسم يعفي ضمير النائب عن الولاء لمبادئه التي من المفروض أنه رشح في الكتلة لتحقيقها وأخلاقيا عن الولاء لمنتخبيه الذين حتى وإن جزئياً رشحوه لإعتقادهم بأن تلك الكتلة تخدم مبادئهم وتطلعاتهم وقانونيا عن إستخدامه لإمكانيات الكتلة ولربما لفائض من أصوات رئيس الكتلة حسب النظام الإنتخابي يعكس نقصاً غير مقبول في التشريع وأمور أخرى .

إن إستخدام عضوية البرلمان كغطاء لمخالفة العدالة والإنصاف كما هو واضح في الحيثيات أعلاه يشبه إستغلال المفسدين من المساهمين والمديرين في الشركات الخاصة المحدودة (ذ.م.م ) لغطاء الشخصية القانونية الذي تكتسبه الشركة بعد تسجيلها كغطاء لتجاوز العدالة والإنصاف في تعاملاتها .

في القضاء الإنكليزي يرفع القاضي غطاء الشخصية القانونية للشركة إذا تحقق من تجاوز العدالة من قبل مساهميها ومديريها ويصبح المساهم والمدير مسؤول مباشرة عن ديون الشركة وأفعالها .

في أكبر ديمقراطيات العالم الهند يتم إلغاء عضوية النائب إذا غير الحزب الذي كان على قائمته عند الفوز في الإنتخابات الى حزب آخر بعد الفوز في الانتخابات بموجب قانون تحت إسم ِAnti- Defection Law عام 1985 و تعديل مرفق بالدستور في حينه .

وفي أعرق ديمقراطيات العالم بريطانيا حصلت في الماضي حالات قليلة من تغيير الحزب من قبل أعضاء في البرلمان وكان آخرها إنتقال النائب كوينتن ديفيس في 2007 من حزب المحافظين الى العمال وأثار إنتقاله الكثير من الجدل في حينه ومن الطريف ذكره أن الحكومة التي إنتقل ديفيس الى جانبها فشلت مما تسبب في التَنَدَّر بوصفه ( أول فأر على الإطلاق يصعد الى سفينة غارقة )

(The first rat to ever join a sinking ship ) لأنه في العادة يكون الفأر أول من ينزل من السفينة الغارقة .

بعد تلك الحالات النادرة أصبح العرف الآن في بريطانيا أن يقوم النائب بالإستقالة من البرلمان وإعلان نيته الدخول في حزب آخر ومن ثم يعاد الإنتخاب في دائرته الإنتخابية التي فاز فيها سابقا حيث يتنافس بإنتمائه الجديد على عضوية البرلمان وهذا هو عين ِالفروسية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here