قوائم تحالف “الفتح – القانون” تظهر أسماء 30 برلمانيّاً مكرّرة ومن دون تواقيع

بغداد/ وائل نعمة

افتتح مجلس النواب دورته الرابعة بـ”فضيحة” تزوير ودسّ أسماء برلمانيين في قائمة “البناء” (الفتح- دولة القانون) من أجل إعلان الكتلة الأكبر عدداً بحسب ماأعلن عنه عدد من هؤلاء البرلمانيين، وهو ما نفته القائمة جملة وتفصيلا، وقالت إنها ستحتكم الى المحكمة الاتحادية.
وقال نواب جدد عن كتل مختلفة وُجدت أسماؤهم وتواقيعهم في قوائم تحالف “البناء”، إنهم تعرّضوا لـ”ضغوط” من أجل الانضمام الى التحالف، وفيما أكدوا أنّ 9 نواب تم تزوير تواقيعهم، بينوا أن أسماءهم وُضعت في القائمة من دون إذنهم.
وأعلن 3 نواب عن القوى السُنيّة أيضا التزامهم بقرار كتلهم، في إشارة يفهم منها التراجع عن قرار الالتحاق بـ”البناء” أو أنّ أسماءهم قد وضعت من دون اتفاق مسبق، خصوصاً أن أغلب أسماء النواب “السُنّة” التي عرضتها كتلة (الفتح- القانون) كانت من دون تواقيع.

لوائح “البناء”
وبحسب القوائم التي نشرتها كتلة “البناء” وزعمت أنها تظهر تفوقها العددي بـ150 نائباً مدعومة بتواقيع حيّة للنّواب (عن عدد تحالف النواة) فإن هناك 8 نواب قد تكررت أسماؤهم في القوائم، وبينهم من لم يوقّع أمام اسمه، أبرزهم وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، والمرشح لرئاسة البرلمان محمد الحلبوسي وليث الدليمي ونايف الشمري.
وكانت كتلة “البناء” قد أعلنت يوم الإثنين، أنها الكتلة الأكبر وقالت إنها ضمّت الى جانب “الفتح” و”دولة القانون”، 21 نائباً من تحالف النصر، و9 من الوطنية، و11 من القرار، بالاضافة الى 23 من تحالف القوى، الى جانب كتلة حنان الفتلاوي (إرادة)، ومقعد من كوتا الشبك وآخر من قائمة تجمع رجال العراق، بالاضافة الى نواب من كتلة صلاح الدين هويتنا وأطراف أخرى لم تذكرها الكتلة بالتفصيل في مؤتمرها الذي عقدته عقب الجلسة الافتتاحية للبرلمان.

ضغوط
بدوره كشف حسن محمد المسعودي، النائب الجديد عن تيار الحكمة في كربلاء، أنه “تم تزوير” توقيعه في تحالف البناء، وأكد في اتصال مع (المدى) أمس أنه تعرّض “لضغوط من أطراف في تحالف الفتح من أجل الانضمام الى الكتلة”.
وبيّن النائب الجديد أنه أبلغ كتلته “الحكمة” بتلك التفاصيل، وبأنه رفض الانضمام الى التحالف. والمسعودي هو أحد الاسماء التي نشرت في كتلة “البناء” وكان يقابله توقيعه ورقم هاتفه. وتابع قائلا: “هناك 9 نواب آخرين قد تم تزوير تواقيعهم في تحالف البناء”، وتحفظ عن ذكر أسمائهم.
وبحسب تسريبات، لم يتسنّ لـ(المدى) التأكد من صحتها، فإن أبرز النواب الذين تم تزوير تواقيعهم، هم فيصل العيساوي ونواف سعود وفلاح عبد الكريم وحسين الفايز، وهم جميعاً من تحالف النصر. وأكد النائب المسعودي أنه سيسلك الطريق القانوني في مقاضاة الجهة التي قامت بتزوير توقيعه.
وكان النائب عن تيار الحكمة، محمود ملا طلال، قد كشف أمس في تصريحات صحفية، عن امتلاكه تسجيلات صوتية لقيادات في تحالف البناء “تبتزّ بالأموال” نوّاباً من الإصلاح والإعمار (سائرون- النصر).
وقبل أقل من أسبوع من انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد، حذر رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، من “الضغط” على النواب من أجل الانضمام الى التحالفات.
من جهته، قال عمانؤيل خوشابا، النائب المسيحي الجديد عن ائتلاف الرافدين، بأنه تفاجأ حين وجد اسمه في قوائم “البناء”، وأوضح في تصريح لـ(المدى) أمس: ” لم أزل في تحالف الإصلاح والإعمار (سائرون-النصر) ولم أنشقّ كما ادّعت بعض الجهات”.وأدرج اسم خوشابا ورقم هاتفه في لوائح كتلة البناء، ولكن بدون توقيع. وتابع النائب: “لا أعتبر هذا تزويراً ولكن ربما هناك صديق أبلغهم بالخطأ بأني معهم”.
في المقابل، نفى عامر الفايز، القيادي في تحالف الفتح، وجود تزوير في القوائم أو تلاعب، وتابع في تصريح لـ(المدى) أمس: “كل الاسماء في القوائم صحيحة ولا يوجد لدينا نائب في كتلة البناء اسمه حسن المسعودي، ولم ينضم إلينا أي شخص من كتلة الحكمة”.
وأكد النائب عن تحالف البناء أن كتلته ستلتزم بقرار المحكمة الاتحادية التي قال إنه تم إرسال أسماء الموقعين على التحالف إليها، وهي ستنظر فيما إذا كان هناك تكرار في الاسماء أو تلاعب في التواقيع.
ولم تكن المرة الاولى في تاريخ البرلمان بعد 2003، التي يثار فيها موضوع “تزوير التواقيع”، ففي عام 2012 قامت جهات مقربة من رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي، بتزوير تواقيع نواب “العراقية” التي كانت تسعى مع قوى سياسية أخرى وقتذاك لإقالة المالكي من منصبه.

حوادث التزوير
وتكرر الأمر في آذار 2015، بسبب محاولة البرلمان استجواب نائب رئيس الوزراء في حينها صالح المطلك بسبب أزمة النازحين، حيث ادعى الاخير بأن هناك أطرافاً قامت بتزوير تواقيع النواب لاستجوابه في البرلمان.
ومرة ثالثة في 2016 تكرر الامر حين حاول بعض النواب إقالة رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، ومرة رابعة في 2017 حين ادّعى سلمان الجميلي وزير التخطيط بأن النائبة عالية نصيف زوّرت تواقيع لاستجوابه في البرلمان.
إلى ذلك قالت أمس وحدة الجميلي ومقدام الجميلي، وهما نائبان عن تحالف القرار، إنهما ملتزمان بقرار كتلهما في الانضمام الى التحالف الأانسب. وظهر اسما النائبين في قوائم تحالف “البناء” مع التوقيع. ولم يشرحا في إعلانهما الذي نشر على صفحتيهما على “فيسبوك” فيما لو كان توقيع كل منهما مزوراً أم أنهما انسحبا من التحالف.
أما النائب كريم أبو سودة، عن تحالف الوطنية، الذي ظهر توقيعه أيضا في قوائم “البناء” فقد نفى صحة ذلك.
وقال 9 نواب يوم السبت الماضي أنهم “انشقّوا” عن الوطنية وانضموا الى كتلة اتحاد القوى بزعامة جمال الكربولي. وكان ضمن المنشقين أبو سودة ووزير الكهرباء الأسبق كريم عفتان الجميلي، وجاسم حسين جبارة، ويحيى غازي المحمدي، ويحيى العيثاوي، وسميعة محمد غلاب، وزيتون الدليمي، ونايف مكيف الشمري، وابتسام محمد درب.
وقبل يومين فقط من الجلسة الاولى للبرلمان، قال حيدر الملا، القيادي في جبهة الحوار بزعامة صالح المطلك في لقاء تلفزيوني، إن “نائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس والجنرال الإيراني قاسم سليماني يديران من مكتب في منطقة الكرادة، وسط بغداد، عملية تهديد النواب السنّة للانضمام إليهم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here