لماذا يتفرج العراقيون على ذبح البصرة

جمال حسين مسلم
منذ سقوط النظام الدكتاتوري في العراق عام 2003م وإلى يومنا هذا لم يحفلْ العراق بمظاهرات مدنية يقودها الشباب العراقي بعيدا عن دسائس الاحزاب المساهمة في الحكومة وعن أجنداتها من خلال مشاركاتها في عديد المظاهرات السابقة ماعدا بضعة وقفات احتجاجية ولاسيما من أنصار اليسار العراقي , ويضاف إليها من حيث النقاء والنبل في الاهداف , احتجاجات أهل البصرة في تاريخ كتابة هذه السطور ,فهي مظاهرات طاهرة من مكر المؤسسات الحاكمة وأحزابها ولاسيما المتأسلمة منها؛ ولهذا كان عديدها قليل وافتقرت في كثير من الأحيان إلى الزخم الجماهيري على مستوى مدن العراق, الزخم الذي شهدته مدن عراقية عدة في مناسبات سابقة وبعيدا عن مناقشة الأسباب التي أججت الصراع داخل البصرة وجعلت الصدور تغلي وبعيدا عن مشاهد الكذب والخداع الذي تمارسه الدولة إن وجدت كدولة! اتجاه ابناء العراق عامة والبصرة خاصة وبعيدا عن المسؤول البصري , ممن سرق كل خيرات البصرة …فقد تخلى العراق بجميع أطيافه عن مطالب أهل البصرة وشهداء البصرة ,ممن سقطوا بدمائهم الزكية دفاعا عن العراق في معركة داعش وأخوات داعش أو من الذين سقطوا على أرصفة البصرة وهم يحلمون بقطرة ماء نقية من السموم والروائح النتنة …سقطوا برصاص جيش ابناء العراق والأوامر قد خرجت من ابناء جلدتهم .. بعد هذا يمكن القول بأن كردستان قد تخلت عن قضية البصرة وكأنها لاتعنيها وكأن نفط البصرة لم يعرف الطريق إلى جيبها من قبل ومن بعد …وتخلت حواضر المحافظات العربية السنية العراقية وبصريح العبارة ؛ وكأنها تقول كنا بالأمس واليوم أنتم ..وسكتت أطياف المحافظات الشيعية العراقية وكأن الأمر لايعنيها ؛ لإن سماحته لم يأمرْ حتى اللحظة أتباعه بالنزول إلى الساحات العامة لمشاركة أهل البصرة وجماهير أخرى أغلقت عينيها ؛لانها تنتظر فتوى بذلك وأما وقع المشهد الاكاديمي العراقي فهو أشد مرارة من أي مشهد أخر , فلم أر جامعة واحدة أو كلية أو قسم في كلية أو صف واحد خارج حدود البصرة , يقف وقفة احتجاجية مناصرة لأهل البصرة ويترحم على شهدائها , وهذا عيب في تعريف الأكاديمي العراقي و حدود تفكيره . والعشائر التي تصول وتجول في معاركها الباطلة في كل مدن العراق وبأسلحة ما أنزل الله بها من سلطان ,لاتعرف ابناء عمومتها من أهل البصرة وقد ادارتْ ظهرها لهم…ولا أوامر تصدر من دول الجوار لمناصريها ! لنصرة أهل البصرة…والمشهد الاعلامي العراقي مشهد خجول ولايتناسب مع الحدث..وغاب عن الذكر المسؤول البصري ممن استوطن المنطقة الخضراء ؛لأسباب تتعلق بترفيات المنطقة الخضراء…هذه هي الترجمة الحقيقية للمشهد السياسي العراقي باستثناء قلة من الاعلامين والكتاب الشرفاء ممن وقفوا بالضد من التيار الجارف والأموال السحت وبالضد من حلقات الساسة وممن يدور في فلكهم ,فقد كان لهم موقفا يشهد له بالشجاعة وإن صدق القول عليهم بأن لا أمر لمن لايطاع..
http://jamalleksumery.blogspot.com

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here