العراق كله بصرة والبصرة هي العراق والحل ليس الترقيع وعلى المرجعية الدينية مسؤولية

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

هناك ثلاثة مدن عراقية سبقت المدن الأخرى بجامعاتها العريقة وعطائها الادبي والفني والعلمي وهي بغداد والبصرة والموصل. فقد تخرج من جامعاتها ومؤسساتها العلمية والأدبية والفنية فطاحل وأساتذة وعلماء رفدوا الرصيد العلمي والادبي والفني العالمي والوطني بما نحتاج الى موسوعات لتعداده. ولاشك ان البصرة ثغر العراق الذي كان باسماً وصار حزينا منذ عام ٢٠٠٣ تمتاز بميزات لا توجد في غيرها من المدن العراقية. فهي ام النفط وام النخيل وام الغاز وام شط العرب ومفتاح العراق على الخليج العربي وهي عاصمة العراق الاقتصادية. هذه المدن الثلاثة بعد ان كانت مصدر اشعاع علمي وادبي وفني تم تدميرها بعد عام ٢٠٠٣ بشكل ممنهج ومقصود خاصة بعد حكم حزب الدعوة ومن لف لفه من الكتل الفاسدة الشيعية والسنية والكردية. فالموصل قد دمرت تماماً وبغداد أصبحت وكراً لعصابات المافيا السلطوية القابعة خلف اسوار المنطقة الخضراء. اما البصرة فقد اريد لأهلها ان يذعنوا تحت وطأة الاختناق الحزبي لعشرات الأحزاب الدكتاتورية و ميليشياتها المسلحة بينما يتم نهب نفطها لكي يقسم بين مافيات السلطة العراقية في المنطقة الخضراء.

ان مشكلة البصرة هي ليس الماء والكهرباء وتفشي امراض الجهاز الهضمي بسبب تلوث المياه فقط بل هي مشكلة بلد اسمه العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه بكافة اطيافه. انه من الخطأ القاتل ان تقتصر المشكلة على البصرة لأنها مشكلة وطن واسبابها هي طبيعة الحكم الذي يقوم على أسس طائفية ومذهبية وعرقية في العراق. انها مشكلة وضعها الاحتلال الأمريكي على أساس فرق تسد وتمت تغذيتها من قبل ايران وعملائها لنفس الاغراض الامريكية وهي الهيمنة على هذا البلد ومقدراته الاقتصادية والتحكم فيه بواسطة عملاء وميليشيات وسماسرة فاشلون. الترقيعات والتصريحات والدعوة لتظاهرات مليونيه سوف لن تصحح وضع البصرة او غيرها من مدن العراق ان لم تكن غايتها تصحيح وضع نظام الحكم في بغداد.

اليوم البصرة اتشحت بالدم فصار لسان حالها يقول فاذا وقع السيف بيننا اصبحتم امة واصبحنا امة ! حيدر العبادي هو اضعف رئيس وزراء ليس على مستوى العراق فحسب بل في العالم فهو لا ينفك يكذب ثم يكذب بانه لم يعطي أوامر اطلاق نار على اهل البصرة العطشى (عطش الحسين) وان هناك مندسين وسيارات تجوب الشوارع لقتل الناس وهكذا هو وقائد قواته في البصرة … هذا التدليس والكذب لم يعد ينطلي على احد خاصة مع وجود المقاطع المصورة العديدة التي تثبت العكس … وحتى لو سلمنا ان ذلك صحيح اليس من واجب العبادي وقادته في الميدان في وزارة الداخلية والدفاع ان يقوموا بحماية المدنيين من ذلك ! انه فقط الكذب والتدليس وعدم القدرة على حل المشاكل المستعصية بسبب السرقات النفطية والعقود الكاذبة ونهب مخصصات المشاريع الوهمية وغياب ابسط المشاريع الخدمية والاقتصادية.

ان الحل في البصرة لا يكمن في البصرة وحدها لأنه سيكون ترقيعي لا ينفع …. الحل هو تغيير الوجوه الفاسدة في مافيات السلطة العراقية وتتحمل المرجعية الدينية المسؤولية الى جانب الشعب والا فأنها سوف تفقد ثقة الشعب بها وقد بدأنا نلاحظ ذلك بشكل واضح. ان وجود وكيل للمرجعية الدينية في البصرة سوف لن يستطيع ان يمد يده بشكل سحري ليجري الماء العذب وتعود الكهرباء تعمل على مدار الساعة فالزمن ليس زمن معجزات خارقة … المطلوب هو ان تكون المرجعية واضحة ولا تخاف لومة لائم الا الله ولا نتمنى لها ان تكون في خانة والشعب في خانة وكأنها تميل الى خانة الخونة والعملاء والفاشلين والفاسدين … عليها واجب تستمده من علي بن ابي طالب الذي عندما طلب منه أخيه عقيل البعض من المال وضع في يديه قطعة من الحديد الحار … عليها ان تسمي المسميات بمسمياتها فيما يخص مافيات الفساد والفشل والعمالة والخيانة والظلم … الوحوش الكاسرة من اكلة الفطائس والجيف ال Scavengers الذين دمروا البلاد ولازالوا هم انفسهم انفسهم … وعليها مسؤولية فرضها عليها الحسين بن علي بتسمية الظالمين والفاشلين والفاسدين الذين يتنافسون كالجوارح الكاسرة على تلك الفطيسة التي تمثلها المنطقة الخضراء …. والحليم تكفيه الإشارة …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here