إيران تحتضن قمة ثلاثية لحسم معركة إدلب.. طهران وروسيا وتركيا يجتمعون غدا لحسم الملف الأخطر في الأزمة السورية

.. موسكو تؤكد مواصلة استهداف الإرهابيين بالمدينة.. والجيش السورى يحشد قواته للمعركة الفاصلة

كتب : أحمد جمعة

تتجه أنظار العالم والدول المعنية بالوضع السورى إلى العاصمة الإيرانية، غد الجمعة، لمتابعة النتائج التى ستخرج بها القمة الرئاسية الثلاثية بين زعماء روسيا وتركيا وإيران، بشأن التوصل لاتفاق نهائى حول مصير مدينة إدلب السورية التى يتواجد بها الالاف الإرهابيين.

روحانى

بدورها بدأت وزارة الخارجية الروسية فى تصعيد لهجتها ضد الجماعات الإرهابية قبل ساعات من قمة طهران، مؤكدة أن روسيا ستستمر فى قتل الإرهابيين فى مدينة إدلب السورية وفى أماكن أخرى لإحلال السلام.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فى تصريحات نشرتها وكالات الانباء الروسية “قتلنا ونقتل وسنقتل الإرهابيين، إن كان فى حلب أو إدلب أو فى أماكن أخرى فى سوريا. يجب أن يعود السلام إلى سوريا”.

بدورها دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تجنب وقوع كارثة إنسانية فى مدينة إدلب السورية فى حالة شنِّ هجوم ضد المعارضة المسلحة التى تسيطر على المنطقة.

وقالت ميركل فى تصريحات تليفزيونية إنه يجب أن يكون الهدف من الهجوم هو محاربة القوى الإسلامية المتطرفة مع حماية السكان المدنيين “وستكون هذه مهمة كبيرة، مشيرة إلى أنها تحدثت بهذا الشأن أيضا مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

بوتين

وتسيطر على مدينة ادلب السورية مجموعة من الفصائل المعارضة وما يقرب من 10 الالاف إرهابى من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، واستهدفت عمليات قصف متفرقة جماعات مسلحة على مشارف ادلب خلال الأيام القليلة الماضية، بينما قصفت المدفعية السورية والطائرات الروسية مناطق جنوب شرق المحافظة الخميس.

ودفعت تلك الهجمات مئات السكان الى الفرار من المحافظة قبل شن هجوم واسع عليها.

بدورها قالت الرئاسة التركية أن أنقرة صنفت هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية وذلك مع استعداد دمشق لهجوم عسكرى فى شمال غرب سوريا حيث تتمتع الهيئة بوجود كبير.

أردوغان

ويتطابق الإخطار الذى نشر في الجريدة الرسمية بتركيا مع قرار الأمم المتحدة فى يونيو الماضى بإضافة هيئة تحرير الشام إلى قائمة الأفراد والمنظمات التي ستجمد أرصدتهم بسبب صلات بتنظيمي القاعدة وداعش.

القرار التركى جاء قبل أيام من هجوم متوقع للجيش السورى بدعم من روسيا على محافظة إدلب بشمال غرب البلاد حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين شخص على الحدود مع تركيا.

وهيئة تحرير الشام كانت تعرف باسم جبهة النصرة وهى مرتبطة بتنظيم القاعدة وتحصل على تمويل مالى مباشر من قطر.

وتشير كافة التحركات العسكرية الأخيرة فى مدينة ادلب السورية ان المعركة الأهم للجيش السورى قد اقترب موعدها، وبدأ الطيران الحربى السورى بتوجيه ضربات جوية ضد مراكز ومخازن السلاح للمجموعات الإرهابية التى ترفض إلقاء السلاح والاستسلام أو التفاوض.

 وكان وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف قد قال إن للجيش السورى أن يحرر كل أراضى الدولة السورية من التنظيمات الإرهابية بما فيها إدلب التي تسيطر عليها جبهة النصرة الإرهابية، كما كان وزير الخارجية السورية وليد المعلم أكد بأن أولوية الجيش السورى هى تحرير إدلب.

الجيش السورى

وأكد مصدر سورى أن الجيش السورى مستعد فى أى لحظة للبدء بمعركة تحرير إدلب من الجماعات الإرهابية، موضحا أن معركة إدلب بدأت منذ أن توجهت قوات الجيش السورى من درعا إلى إدلب بتعزيزات عسكرية كبيرة، وتتعرض الجماعات الإرهابية فى مدينة إدلب لقصف عنيف من طيران الجيش السورى.

وكانت السلطات السورية أكدت مرارا في الفترة الأخيرة، بما في ذلك على لسان الرئيس السورى بشار الأسد ، أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة.

كانت وزارة الخارجية الروسية قد حذرت من استحالة التوصل إلى تسوية في سوريا مع بقاء مشكلة إدلب من دون حل، مؤكدة حرص موسكو على خفض المخاطر المحتملة على المدنيين السوريين إلى حدها الأدنى.

وأشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، إلى أن “شركاءنا الغربيين يدركون تماما أنه لا يمكن ترك هذه المنطقة السورية في قبضة التنظيمات الإرهابية دون تحريرها، كما يدركون جيدا أنه من دون حل هذه المشكلة تستحيل إعادة الأوضاع في سوريا إلى مجراها الطبيعي”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here