انه العراق وشعبه وهما اكبر من الجميع

قد لايختلف اثنان من كل العالم بان العراق هو رائد الحضارة الانسانية منذ الخليقة وانه باب الحضارات الاول وانه معلم الدنيا وهو بموقعه الرائد مركز استقطاب العالم القديم والجديد وان الله عز وجل وهبه من نعمائه مايفوق ماعند غيره من الامم وتعرض نتيجة لذلك للكثير من الويلات والحروب والمطامع من قبل الذين يكنون العداء لنجاحه الذين حاولوا جاهدين اطفاء نوره واسكات صوته وضياعه,ولكن هل يقف ابناء العراق مكتوفي الايدي وهم يشاهدون تراثهم نهبا وحضارتهم دمارا ام يقفون يتصدون بقوة لكل مايجري لهم ,نعم انتفض ابناء العراق عبر التاريخ ضد ظالميهم وجلاديهم ولم يتعض ممن اتى وتسلم دفة حكم العراق ولاوقات عديدة من دروس التاريخ المجانية فكان ان كانت نهايته كاسلافه الموت والهلاك ويبقى العراق.

اليوم العراق يعاني من وجع خاص جدا لم يتسبب به احد من خارجه بل من ابناءه الذين يقودونه الى مراحل تنبىء بنهاية حقبه البيضاء وتحولها الى غبراء صفراء قاسية جدا , وهذا الوجع ارهقه واتعبه وجعله يئن من جراحة ويسمع صوته للعالم الذي ابتسم قسم منه لما اصابه تشفيا به وانتقاما من نجاحه وهنا جاء دور الغير ليصب الزيت على النارويتحايل على اصحاب النفوس المريضة من ابناءه ويطمعهم بما لايستحقونه من وطنهم فتحالفوا معه بصورة خيانية قاسية لوطنهم فاجج مابقي منه عله يحصل على مراده وهو دمار وفناء العراق .

اخوتي نحن ومنذ فترة ليست بالقصيرة كتبنا وحذرنا من شيء اسمه نسيان العراق وجعله ضحيه بيد الغريب وهو مايحصل اليوم وقلنا في تسبيب قولنا ان الغريب يطمع دائما الى ان يجعلنا ضيعة من ضياعه وغرفة في ركن من منزله وان ياخذ منا مانملكه بالقهر والقوة وبمساعدة الخونة من ابناءه ,واليوم ووقتنا هذا الذي كنا ننشد منه تنشق عبير الحرية بعد زوال الظالم الدكتاتور نرى ان امورنا تسير الى الاسوء وليس هناك بصيص من امل لاسعاد العراق واهله بل هناك تفنن في ايذاءنا وتشريدنا من بلدنا بل وتوصيل حالنا الى اننا نرغب في مغادرة وطننا لنحصل على قسط من الراحة والامان بعد التعب والمعاناة .

نعم استبيحت الاخلاق بعد ابتعادنا عن عوائلنا باهمالنا لها واهتمامنا بانفسنا فقط وفنيت المبادىء التي عشنا لاجل ترسيخها في النسيج الوطني العراق وجعله قويا متماسكا بوجه الطامعين به وسحقت بالارجل والاحذية كل روابطنا المجتمعية والاسرية فاصبح الابن لايسمع الاب ولايخشاه بمجرد ان يقوى عوده ويعتمد على نفسه واصبح الاخ لايذكر اخاه الا عندما يموت ليرثه واصبح الجار عدوا والمحلة دار استراحة لانتواجد بها لنتعرف على اهلها الا نادرا فضاعت الوشيجة والاصرة الاجتماعية واصبحنا كما يقول المثل (حاج مايدري بحاج ) نعم اتكلم بمرارة والم وحسرة بان اكشف غسيلنا امام الغير ولكني متاكد ومتيقن ا ن اهل الخير والبركة والاصلاح لابد لهم في يوم من الايام ان يعيدوا الامور الى نصابها ويرجع صوت العراق عاليا مسموعا على مستوى الانسانية وان ترجع العلوم والمعارف والتقاليد لتنطلق من ارض الرافدين كما كانت ,انه العراق الازلي الذي يبقى ببقاء التاريخ ولايهمه وجود الهزات والازمات فسيتغنى على جراحه ويداويها وسينهض ليقول للجميع انه الباقي وانه الدائم وان كل من يحاول ايذائه سيكون مصيره النهاية القاسية المريرة والموت الزؤام .

اتوجه بقلب موجوع الى بارىء الكون ان يمن علينا جميعا بقادة مخلصين مؤثرين على انفسهم ليس لهم من هم سوى الوطن وناسه والارتقاء بهم الى اعلى مراتب التقدم والازدهار وان يسوق لنا الامان والمحبة والود والسعادة والهناء لننعم بعيش كريم .

قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here