تقرير المرصد حول انتهاكات حرية الاعلام في مصر أغسطس \آب 2018

التصديق على قوانين قمع الإعلام وتسريح العشرات يتقدمهم إعلاميون بارزون وحبس 3 صحفيين جدد

لندن – 6 سبتمبر \ أيلول 2018
شهد شهر أغسطس أب تصاعد حملة السلطات المصرية ضد الصحافة والإعلام، عبر العديد من الاجراءات المناهضة للدستور والقانون وحقوق الإنسان، تقدمها التصديق على ثلاثة قوانين عرفت في مصر اعلاميا بقوانين “اعدام الصحافة والاعلام”.
واستمرارا لخطة الهيمنة التامة على الاعلام واعادة توجيهه بعيدا عن القضايا العامة والوطنية والسياسية، أبعدت السلطات المصرية عددا من أبرز الإعلاميين، كمقدمي البرامج تامر عبد المنعم، وتامر أمين، بالتزامن مع استبعاد اذاعة القران الكريم 6 من المذيعين بدون مبررات واضحة.
وشهد الشهر المنصرم كذلك توقيف 3 صحفيين دفعة واحدة (أحدهم مختفٍ قسرياً)، ولم يُقابَل هذا بإخلاء سبيل أي صحفي خلال الشهر، على عكس ما اعتاد النظام من مقابلة الاعتقالات الجديدة بالإفراج عن آخرين، ليرتفع عدد الصحفيين هذا الشهر إلى 100 صحفي رهن الاختفاء القسرى والتوقيف التعسفي والمحاكمات المعيبة.
وتصاعد الاهمال الطبي بالسجون وبرز في الشهر المنصرم حالتا المصور الصحفي اسلام جمعة، والصحفي معتز ودنان، ومع استمرار وتيرة الانتهاكات الخاصة بالمحاكم والتي برز فيها استمرار مساعدة القضاء للجناة المتورطين في مذبحتي رابعة العدوية والنهضة والذين شاركوا في قتل 4 من الصحفيين والمصورين في الافلات من العقاب رغم مرور 5 سنوات على المذبحة.
وشهد شهر أغسطس اشهر واقعة تحرش لفظي وبدني بالصحفية في اليوم السابع مي الشيمي على يد رئيس التحرير التنفيذي المدعوم من السلطة دندراوي الهواري، وقد تقدمت الزميلة بشكوى للشرطة واستمعت النيابة لاقوالها، ولكن حسب روايات كثيرة فغنها تتعرض لضغوط للتنازل عن شكواها.
وارتفع عدد الانتهاكات وفق ما تمكنا من رصده في شهر أغسطس إلى (33 انتهاكاً) بعدما كان في شهر يوليو\ تموز “22 انتهاكا” ، وتصدر الانتهاكات من حيث العدد : “انتهاكات المحاكم” (11 انتهاكات)، تليها “قيود العمل” (8 انتهاكات)، ثم “انتهاكات السجون” (6 انتهاكات)، وبعدها القوانين والتشريعات المعيبة” (4 انتهاكات )، ثم “الاعتقال والاحتجاز” (3 انتهاكات)، وأخيرا “القرارات الإدارية التعسفية” (واحد).
وإلى التفاصيل:

أولاً: الحبس والاحتجاز (3 انتهاكات):

1- بتاريخ 3 أغسطس؛ تم اعتقال الصحفي “محمود محمد خليل عاشور” – سكرتير تحرير جريدة “الأحرار” سابقاً – من منزله بمدينة “الحرفيين”، واقتياده لجهة غير معلومة وإخفائه قسرياً حتى وقت كتابة هذا التقرير.
وأرجع زملاء “خليل” سبب اعتقاله إلى معارضته وكتاباته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” والتي ينتقد فيها السيسي وحكومته، والتي كان آخرها منشور ينتقد مؤتمر الشباب الذي عقد مؤخراً تحت رعاية السيسي.
2- بتاريخ 11 أغسطس؛ تم اختطاف الصحفي “محمود محمد عبد اللطيف” وتكسير محتويات شقته وتم اقتياده لمكان مجهول، حسب ما ذكرت زوجته “منار صبري” عبر صفحتها على “فيس بوك”.
3- في 17 أغسطس؛ تم اختطاف “زينب أبو عونة” – مصورة صحفية بجريدة “الوطن” – من مطار القاهرة أثناء استعدادها للسفر إلى لبنان في مهمة تابعة لعملها، وقامت بإخفائها قرابة يومين، وظهرت بعدها أمام نيابة أمن الدولة التي قررت حبسها 15 يوماً على ذمة القضية 441 لسنة 2018.

ثانياً: انتهاكات المحاكم (11 انتهاكات):

1- كان يوم 4 أغسطس حافلاً بالقرارات المعيبة من المحاكم المصرية المسيسة، حيث تم تجديد حبس الصحفيين “أحمد عبد العزيز” و”حسام السويفي” في القضية رقم 977 لسنة 2017.
2- كما جددت نفس الدائرة برئاسة المستشار “معتز خفاجي” حبس الصحفيين “أحمد نجيب زهران” و”مصطفى عامر” في القضية رقم 761 لسنة 2016.
3- وكذلك جدد “خفاجي” التدابير الاحترازية للصحفي “حسن القباني” في القضية رقم 718 لسنة 2014.
4- بتاريخ 5 أغسطس؛ جددت نيابة أمن الدولة حبس الصحفي والمدون “وائل عباس” على ذمة القضية 441 لسنة 2018.
5- في 6 أغسطس؛ جددت نيابة أمن الدولة حبس الصحفي “محمد عز” (جريدة المصير اليوم) 15 يوماً على ذمة التحقيقات في القضية المعروفة إعلامياً بـ “مكملين 1”.
وكان “عز” قد جرى اعتقاله منتصف يوليو الماضي بأمر ضبط وإحضار صادر منذ 3 سنوات أي وقت بدء التحقيقات في القضية، ورغم أن جميع المتهمين في القضية تم إخلاء سبيلهم، إلا أن النيابة قامت بحبسه متجاهلةً هذا الأمر.
6- بتاريخ 6 أغسطس؛ رفضت النيابة طلب الصحفي المحبوس “عادل صبري” – رئيس تحرير موقع “مصر العربية” – حضور عزاء شقيقته، وقامت بتجديد حبسه.
7- في 6 أغسطس؛ تم تجديد حبس المصورة الصحفية “شروق أمجد” ١٥ يوماً على ذمة القضية ٤٤١ لسنة ٢٠١٨، وتم نقلها لسجن “القناطر”.
8- بتاريخ 12 أغسطس؛ جددت الدائرة “23 شمال” برئاسة المستشار “حسين قنديل” حبس 4 صحفيين دفعة واحدة وهم: “أحمد أبو زيد” و”أحمد بيومي” و”محمد الجرف” و”محمود داوود”.
9- في 19 أغسطس؛ قررت النيابة تجديد حبس المصورة الصحفية “ميرفت الحسيني” 15 يوماً أخرى، على ذمة اتهامها بالانضمام لجماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة، في نفس القضية 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا طوارئ.
10- في 29 أغسطس؛ جددت الدائرة “21 شمال” حبس الصحفي “معتز ودنان” ٤٥ يوماً على ذمة نفس القضية ٤٤١ لسنة ٢٠١٨ حصر أمن دولة.
11- حلت الذكرى الخامسة لمذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في مصر، في 14 اغسطس \ آب 2013، دون ملاحقة للجناة وانصاف لذوي الضحايا الذين ارتقوا خاصة من الصحفيين والاعلاميين.
وقضى 4 من الصحفيين في هذا اليوم المأساوي وهم يمارسون عملهم، وهم الصحفي أحمد عبد الجواد (جريدة أخبار اليوم) وحبيبة أحمد عبد العزيز مراسلة صحيفة “جلف نيوز” الإماراتية، والمصور الصحفي مصعب الشامي (شبكة رصد) والمصور مايك دين- سكاى نيوز.
وقد سبقهم ولحق بهم كل من الصحفيين “(أحمد محمود – الأهرام)، 28 يناير 2011، (الحسينى أبو ضيف – الفجر)، ديسمبر 2013، (أحمد عاصم – الحرية والعدالة)، 8 يوليو 2013، (تامر عبد الرؤوف – الأهرام) ،20 أغسطس 2013، (ميادة أشرف – الدستور)،28 مارس 2014”. وكلا من المصورين محمد حلمي ومصطفى الدوح 25 يناير 2015.
ورغم مرور هذه السنوات على قتلهم إلا أن يد العدالة لم تصل إلى قتلتهم حتى الآن، بل إنهم لا زالوا طلقاء يتمتعون بحماية خاصة.

ثالثاً: انتهاكات السجون (6 انتهاكات):

1- بتاريخ 4 أغسطس ذكرت شقيقة الصحفي “معتز ودنان” أنها ذهبت مع زوجته في محاولة لزيارته بسجن (طرة – شديد الحراسة ٢) الشهير بـ “العقرب”، وتم رفض دخولهم الزيارة تماماً.
2- بتاريخ 6 أغسطس وللمرة الثالثة؛ إدارة سجن (طرة – شديد الحراسة ٢) ترفض تنفيذ قرار نيابة أمن الدولة وتمنع أسرة الصحفي “معتز ودنان” من زيارته.
3- في 9 أغسطس؛ ذكر “ياسر” شقيق المصور الصحفي “خالد سحلوب” أن أخيه عاود الإضراب عن الطعام؛ احتجاجاً على منع إدارة سجن “العقرب” عنه العلاج والكشف الطبي، رغم ما به من أمراض نزلت به خلال أكثر من خمسين شهراً من الاعتقال، بالإضافة إلى منع الزيارة منذ أكثر من سنة، دون كشف طبي أو علاج.
يذكر أن “سحلوب” معتقل منذ 2 يناير 2014.
4- بتاريخ 11 أغسطس؛ ذكرت “رشا” شقيقة الصحفي والمُدوّن “وائل عباس” أن حالته الصحية تدهورت، وأن إدارة السجن تجاهلت للمرة الرابعة عرضه على طبيب مستشفى السجن رغم صدور قرار من النيابة.
ويعاني “عباس” من هبوط في “الصمام الميترالي” بالقلب مما يتسبَّب له بضيق تنفس.
5- بتاريخ 19 أغسطس؛ تم نقل المصورة الصحفية “ميرفت الحسيني”، لمستشفى سجن “القناطر”؛ بسبب تدهور حالتها الصحية.
وتعاني “الحسيني” من أمراض السكر والضغط والكبد، وتم نقلها من قبل بعد الاشتباه في إصابتها بالجلطة، وأُجريت لها الفحوصات الطبية اللازمة وتم إعادتها لمحبسها من جديد.
6- بتاريخ 29 أغسطس؛ ذكرت مصادر حقوقية أن “إسلام جمعة” – مصور صحفي بقناة “مصر 25” سابقـاً – والذي يقضي عقوبة المؤبد على ذمة القضية رقم138 لسنة 2015 جنايات، المعروفة إعلامياً بـ “خلية أبناء الشاطر”، يعاني من الإهمال الطبي المتعمد بحقه وحرمانه من العلاج، حيث إنه أُصيب بنزيف حاد دون توقف، وأخبره طبيب سجن استقبال “طره” بضرورة عمل منظار لاشتباهه في إصابته بقرحة في المعدة، ولكن تجاهلت إدارة السجن ذلك ورفضت علاجه وتم ترحيله إلى سجن “وادي النطرون” وأيضاً رفضوا السماح له بالعلاج.
وذكرت المصادر أنه تم ترحيله إلى سجن “ليمان طره”، ورفض طبيب السجن فحصه؛ بدعوى أن إدارة السجن لم ترحله كمريض وإنما هو طالب بكلية الإعلام حضر لأداء الامتحان وفقط، ما أدى إلى حدوث مضاعفات بالقلب نتيجة استمرار النزيف وتدهور حالته الصحية حتى الآن.

رابعاً: فصل أو وقف عن العمل (7 انتهاكات):

1- شهد شهر أغسطس موجة تسريح لإعلاميين، وعلم المرصد العربي لحرية الإعلام أن قناة الحياة استغنت عن عشرات الموظفين (حددها البعض ب 300 موظف) مؤخرا في إطار ترشيد الإنفاق بعد تعرضها لخسائر كبيرة نتيجة انخفاض حجم الإعلانات بنسبة كبيرة، وتشير التوقعات إلى مزيد من التصفيات التي قد تنتهي بغياب القناة ذاتها.
2- إنهاء خدمة مقدم البرامج “تامر عبد المنعم” الذي كان يقدم برنامجاً على قناة “العاصمة”.
3- إنهاء خدمة الاعلامي “تامر أمين” مقدم برامج بقناة “الحياة”.
4- وقف برنامج “العاشرة مساءً” الذي يقدمه الإعلامي “وائل الإبراشي” على قناة “دريم” وصدور قرار من إدارة القناة بمنح العاملين بالبرنامج إجازة مفتوحة، بسبب بث حلقة البرنامج عن قرية “ميت سلسيل” التي تناولت حادثة مقتل طفلين والذي أخذت أبعاد سياسية تتعلق بدور محتمل لقيادات شرطية.
5- في 18 أغسطس؛ تم إلغاء حلقة من برنامج “باب الخلق” الذي يقدمها الإعلامي “محمود سعد” كانت مخصصة للحوار مع الكاتب الصحفي “عمار علي حسن”.
وذكر الكاتب الصحفي عبر صفحته على “تويتر” أن “إلغاء الحلقة جاء لأسباب خارجة عن إرادة مقدم وفريق البرنامج بل وإدارة القناة”، وهو ما يشير بوضوح إلى مقصد الكاتب من أن الإلغاء جاء بأوامر من جهات سيادية عليا.
6- ورد للمرصد العربي لحرية الاعلام أن قناة دريم المملوكة لرجل الاعمال أحمد بهجت قررت وقف النشرات الإخبارية، والاقتصار على المنوعات في برامجها.
7- استبعاد 6 من المذيعين في اذاعة القران الكريم ونقلهم تعسفيا ودون أسباب لأماكن أخرى وسط مخاوف حسب مصادرنا من الاضرار بكفاءات الاذاعة والمؤسسة الأبرز في الشرق الأوسط ، وهم : شحاتة العرابي ، وحمزة المسير ، ووسام البحيري، وعبدالخالق عبدالتواب ، وإبراهيم خلف ، وعلاء العرابي.

خامساً: انتهكات داخل العمل (واحد):

اختتم شهر أغسطس بفضيحة مدوّية لا تزال أصداؤها مستمرة بعد أن تقدمت الصحفية “مي الشامي” بجريدة اليوم السابع ببلاغ إلى النيابة يحتوي على تسجيلات صوتية تتهم فيه الصحفي “دندراوي الهواري” – رئيس التحرير التنفيذي للجريدة – بالتحرش الجسدي واللفظي بها، وبحسب تقارير إعلامية تورط الصحفي “خالد صلاح” – رئيس تحرير “اليوم السابع” – في الضغط على الصحفية للتراجع عن تقديم بلاغها، ورفض طلبها بالحصول على تسجيلات الكاميرات الخاصة بصالة التحرير التي تؤكد وقائع التحرش.

سادساً: قوانين وتشريعات معيبة (4 انتهاكات):

1- بتاريخ 18 أغسطس؛ صادقت المشير عبد الفتاح السيسي على قانون جرائم الانترنت الذي يقضي بتشديد الرقابة على الإنترنت في البلاد، ليصبح ساري المفعول، وذلك بعد موافقة مجلس النواب على القانون الشهر الماضي، دونما اعتبار للانتقادات التي وجهها نشطاء ومختصون.
ويمنح القانون الجديد جهات التحقيق المختصة حق حجب المواقع الإلكترونية إذا ما نشرت مواداً تعد تهديداً “لأمن البلاد أو اقتصادها”.
2- ثلاث انتهاكات في ثلاث أيام متتالية ، جرت مع تصديق السلطات المصرية كذلك خلال الشهر المنصرم علي القوانين المنظمة للصحافة والإعلام ، حيث صدقت على القانون رقم 179 لسنة 2018 الخاص بالهيئة الوطنية للصحافة ، والقانون رقم 180 لسنة 2018، الخاص بتنظيم الصحافة والإعلام، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والقانون رقم 178 لسنة 2018 الخاص بقانون الهيئة الوطنية للإعلام، والذي نشرته الجريدة الرسمية، رغم الرفض الحقوقي والنقابي لما تضمّنته من العديد من النصوص التي تضرب حرية الصحافة والإعلام في مقتل، و”تشرعن” القمع وتكميم الأفواه، وتسحب مكاسب حققها الصحافيون في فترات سابقة سواء قبل أو بعد ثورة يناير/كانون الثاني عام 2011.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here