في البصرة مجرّد “حادث”!

إنتبهوا يا أهل الثورة من مجلس بصرتكم!؟
لعنة الله على كل ظالم سفاك أثيم من قابيل و إلى آخر ظالم على الأرض خصوصا على أرض العراق الدامي المنحوس ..
لعن الله كل من شارك في الجيش العراقي قديمه وحديثه لضرب الشعب, حيث أثبت في جميع حروبه دفاعه عن الباطل ..
لعن الله كل من شارك و دعم وزارات صدام و مؤسساته و دوائره و مقرّاته المدنية و العسكرية و حماياته و مرتزقته ..
لعن الله كل شرطيّ أمن و مخابرات و إستخبارات و قوات الحرس وقف مع صدام و دافع عنه مستميتاً لأدامة الفساد..
لعن الله كل من تطوع في الجيش الشعبي و النظامي و خدم الجندية للدفاع عن صدام و حروبه العبثية حتى آخر طلقة ثم رفع يديه على حدود السعودية و صفوان و البصرة مستسلماً وهو يدعي الجهاد و المعارضة ضد صدام بعد إعلان أمريكا عزمه على تغييره .. و ليس هذا فقد بل أصبح المرفرحين (مرتزقة صدام كما فدائي صدام) دعوجية ووطنيين و حركيين .. لكن هذه المرة لضرب المجاهدين الذين تغربوا وتشردوا لنصف قرن في بلاد الأرض لإخراجهم من الساحة, من ساحة تكتضّ بآلمنافقين كانوا يعملون كحرس و شرطة و أمن و خدام في وزارات صدام و لمجرد ما عرفوا بنهايته الحتمية لينقلبوا إلى معارضة.

في هذا الوسط المأزوم المنافق المشتعل بنار الثورة و الرفض .. لم أستغرب على تصريح البعثي الداعية (أحمد عبد الحسين) عضو محافظة البصرة بكون الثورة العراقية القائمة مجرّد “حادث” خطط له الأمريكان لتغيير النظام بأسره في العراق!

لم أستغرب و لا يستغرب كل ذي لب و كلّ من له شيئ من الشرف وآلأيمان و المنطق وهو يقرأ مقالي هذا كما مقالاتي السابقة بشأن الثورة و يعرف و يؤمن بتلك الحقائق المريرة التي عشنا تفاصيلها سنوات العذاب و آلهجر و الجمر و نحن نواجه ليس نظاما دكتاتوريا فحسب .. بل في الحقيقة كنا نواجه الملايين من الشعب العراقي الذي كان يدافع عن صدام حتى الموت و يكتب التقارير على الناس حتى على والديه و اليوم نفس هذا العراقي يُدافع عن حلفائه و خلفائه في الأحزاب المتحاصصة لكونه بكل بساطة؛ شعب لا يفقه الحياة و لا فلسفة الوجود ولا الخوف من الله و لا يعرف حتى معنى الدّين رغم إن بعضهم يلبس العمامة.
|
ليس العراقي الشريف بل كل شريف في العالم يعرف تأريخ العراق والعراقيين لا يستغرب لأنهم معروفين و كما وصفهم سياسي إنكليزي بأنهم شعب ولد في لحظة غضب و غطرسة .. أو كما وصفتهم في مقال سابق بعد عودتي الأولى للعراق عام 2003م بآلقول: [ما رأيت في العراق إلا شرطيا غضبانا و تاجرا ولهانا و عالما متهتكاً و أحزابا متملقة ووو….إلخ].

لقد كذّب البعثي الدعووي البصراوي (أحمد عبد الحسين) .. بقوله عن ورود معلومات – من دون ذكر المصدر و لا حتى الأشارة له من بعيد – و حتى لو كان أشار – بوجود مخطط أميركي لإعلان حكومة طوارئ بالعراق تبدأ بأحداث البصرة؛ فمن يصدقهُ، إن هذا التصريح ليس فقط كذبا محضا؛ بل أهان حتى حزبه (حزب الدعوة) حين بيّن ان تصعيد (الحادث) [وكأنه حادث سير] ليس وليد صدفة وإنما مخطط له من قبل الأمريكان و نسى بأن الأمريكان هم أنفسهم من أتوا به و بحزبه للسلطة, و لكي يغطي على هذا الكذب الصريح أشار إلى أن (التظاهرات حقّ) بسبب الفشل الحكومي في الأدارة, لكنه سرعان ما أكد على ان “التصعيد الذي يجري ليس من قبل المتظاهرين وإنما هناك مخططات مسبقة والموضوع ليس وليدة الصدفة لإدخال المحافظة بفوضى عارمة تمهيدا لمخطط أميركي كبير بالعراق”، مشيرا الى ان “معلومات وصلت عن نيّة الاميركان اعلان حكومة طوارئ بالعراق بعد افتعال الاحداث في البصرة لأنقاذ البلاد” داعياً القوى السياسية الى “الرد على تلك المخططات من خلال عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء في المحافظة وإيجاد حلول لمشاكلها والإسراع بتشكيل حكومة لمنع انزلاق الوضع الى المخطط الأميركي!

و لا أدري لأي حزب يدعو للوقوف بوجه الأمريكان و رئيس وزرائه يتوسل بل و يعلن عبر وسائل الأعلام صراحةً بأنه حاضر لتنفيذ كل مطالب أمريكا .. و حتى تنفيذ سياسته تجاه محاصرة إيران مقابل البقاء في الحكم!!؟

يبدو أن هذا البعثي – الدعوجي و معه كل دعاة اليوم قد تربوا في أحضان البعث والأنكليز و تعلموا النذالة و الذلة و فعلوا الكثير و قتلوا الكثير كما أشرنا في المقدمة للحصول على المال و المنصب كما يسعون اليوم ؛ وإنه نسى و نسى مَنْ معه من العملاء و المرتزقة الدُّعاة بأنّ سقوط صدام و صعود الأحزاب الأسلاميّة و الوطنية للبرلمان و تسنمهم للمناصب الرفيعة؛ إنما كان بفضل ساداتهم الأمريكان و الأنكليز وعلى رأسهم رؤوساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين و اللاحقين!

ثم أن إمريكا حتى هذه اللحظة لو تخرج من العراق على سبيل الفرض ؛ فأن عراق المتحاصصين سرعان ما يعود للبعثيين الذين أساسا يحكمون في الكثير من مفاصل الدولة بدءا برئاسة الجمهورية و رئاسة الوزراء و القضاء الأعلى و يستلم حتى المتقاعدين منهم كفدائي صدام الرواتب المجزية, لهذا لا غرابة في مثل هذه التصريحات الغبية المغرضة لتمويه الأمور والحيلولة عبثا للوقوف أمام ثورة الشعب العارمة التي أوشكت على القاء القبض عليه و على أقرانه في الحزب وفي محافظة البصرة و صولا لبغداد و المحافظات الأخرى.

إن ثورة شغبية بريئة عارمة قدّمت للآن المئات من الشهداء و الجرحى و المعوقين : لا يمكنها أن تتوقف حتى لمجرد إعادة الماء أو الكهرباء و هي بآلمناسبة شبه مستحيلة في الوقت الحاضر؛ بل ستبقى الثورة مستمرة و قائمة حتى محاسبة المسؤوليين الحيتان في البصرة ثم في بغداد رأس الفساد و في غيرها من مدن العراق, لأعادة ما سرقته الأحزاب و قادتهم من الدولارات التي وصلت لأكثر من ترليون دولار زائداً 150 مليار دولار كديون نقدية بآلأضافة إلى مائة مليار دولار كديون آجلة أبرمتها الوزارات و المؤسسات العراقية عن شراء معدات و أدوات و أدوية وأجهزة و ما إلى ذلك .. ناهيك عن صفقات الفساد التي إشتركت فيها كل الحزبيين الأسلاميين و الوطنيين و من تحالف معهم خصوصا في وزارة الصحة و الدفاع و الصناعة و التجارة و البنك المركزي.

إن هذا الفساد العظيم .. لا يمكن أن يتوقف بعلاجات جانبية أو تصريحات مبتذلة كتصرحات الداعية المجرم أحمد عبد الحسين و تهم باطلة بآلأساس باتت لا تعني شيئا لكل الثائرين و معهم الفقراء, كتهمة العمالة لأمريكا .. بينما أساس و أصل الحكم و نهج الديمقراطية و كل مايتعلق بآلمؤسسات العراقية الحديثة إنما هي بتوجيه و بتخطيط من أمريكا حتى التعينات الصغيرة ..

و في الختام أضيف أيضا بأنّ العراقيين و على رأسهم الرؤوساء خصوصا في الأحزاب و الحيتان الكبيرة في الدولة من فوقهم باتوا يتشرفون بقبولهم كجواسيس لأمريكا و غيرها .. بل يتنافسون اليوم على العمالة و كما نشاهد ذلك في تحركات رئيس الوزراء و البرلمان و الجمهورية و مستشاريهم وكل مسؤول عراقي حد المدراء العامين, لذلك أرى أن يستحي و يخجل و يُعيد كل مسؤول حساباته و هو يريد أطلاق صفة العمالة على ثورة الفقراء و الكادحين و المعذبين بسببهم و بسبب الأحزاب المشاركة في النهب والمحاصصة .. خضوضا إذا كانت المسألة تتعلق بثورة فقراء الشعب التي لا يمكن لأحمد الذي كان بعثياً و كما شهد أقربائه و لا لآلاف مثله و مثل حزبه العميل الحاكم الذي يفتخر بتنفيذه لخطط أمريكا للبقاء في الحكم للتأثير على معنويات المتظاهرين الذين سيطروا تقريبا على الوضع في البصرة و معظم محافظات العراق.

و لا بد من تقديمه و أعضاء مجلس المحافظة و الحزب المنتمي إليه و كل المسؤوليين العملا في العراق إلى محاكمة عادلة, و إن غدا لناظره قريب.
الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here