شلع قلع

دعوة سماحة السيد مقتدى الصدر للكتل السياسية لعقد جلسة طارئة لمجلس النواب بسبب مشكلة البصرة،لان بقاء الوضع على ما هو عليه ، قد يتدخل البلد في وضع يصعب السيطرة فيما بعد .
ما هو المتوقع من عقد جلسة البرلمان لو انعقدت ، ما هي ابرز قراراتها المتوقعة ، وهل يستطيع المجلس من اتخاذ قرارات مهنية وشجاعة تساعد على حل المشكلة ؟ .
لو رجعنا لعقارب الساعة إلى الوراء ودققنا بأغلب قرارات مجلس النواب خلال الدورات السابقة ، متى استطاع العمل على انه سلطة تشريعية تشرع القوانين وتراقب عمل الحكومة وتحاسب و تستجوب الوزراء وتقيلهم إن استوجب الأمر ذلك ، أو بمعنى أدق أن يعمل ضمن دوره التشريعي بشكل مهني وبعيدا عن حسابات الأحزاب الحاكمة ، التي جعلت البرلمان غطاء شرعي من اجل أقرار التشريعات والقوانين من اجل تحقيق مكاسب سياسية أو من اجل السلطة والنفوذ والدلائل كثيرة على هذا الأمر هذا من جانب .
جانب أخر البرلمان سيعقد جلسته يوم الأحد رغم المشاكل التي تواجهه عمله في أول جلسته التي مازلت مفتوحة ليومنا هذا، وبحضور كل الكتل السياسية مع حضور السيد رئيس الوزراء الذي أعلن استعداده إلى الحضور ، ستكون الجلسة أولا لإلقاء الخطابات الرنانة والتصريحات النارية ورمي التهم على الآخرين ، وما أكثر الإدانات والتعاطف مع الناس ( قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم ) كما جرت العادة في الجلسات السابقة .
أو تشكيل لجنة تقصي حقائق لمحاسبة المقصرين وكشف الفاسدين ، وكم لجنة سابقة شكلت ما هي نتائجها وماذا عملت أو فعلت ، ليكون حالها كحال عشرات اللجان التحقيقية التي شكلت سابقا، لجنة اخطر ملف في تاريخ العراق الحديث نتائج تحقيقها بقيت حبر على ورق ، وأصبحت من الملفات التي لا تذكر ولا تعرف نتائجها لأسباب عدة ومختلفة .
وقد يرم الكرة في ساحة الحكومة الحالية ، لأنها فشلت في حل مشكلة البصرة ، والحكومة من جانبها ستدفع عن نفسها وأول أوراق دفعها حجة قلة التخصيصات المالية و البلد يمر بأزمة مالية صعبة للغاية بسبب انخفاض أسعار النفط عالميا ، والمشكلة لا يمكن حلها بين ليلة وضحاها ، لأنه بحاجة إلى سنوات من العمل ، ومن يتحمل مشكلة البصرة الحكومات السابقة المركزية والمحلية على حد سواء .
هل يستطيع من اتخاذ قرارات مهنية وشجاعة ، لوضع حد لماسة لا تعرف عواقبها لو بقيت الأمور كما هو عليه اليوم،واغلب أعضاء مجلس النواب الحالي من الدورات السابقة ، ومن رحم الأحزاب الحاكمة ومواقفهم ودورهم في الدورات السابقة معروف من الجميع ،وهم يتحملون الجزء الأكبر لما وصل أليه حال البلد من دمار وخراب ، ومنها مدينة البصرة المنكوبة .
يا ابن الصدرين الشهيدين،ما تحتاج البصرة والعراق ليس لجلسة برلمان طارئة لأناس لا رحمة في قلوبهم ولا يرتجى منهم شي مطلقاً ، بل شلع قلع لهم جمعيا ، وأكررها ألف مرة شلع قلع للجميع ، وذهابكم إلى مدينة البصرة لمتابعة والأشراف المباشر الخيار الأفضل والحل الأمثل لوضع حل ممكن لمشكلة الماء،و قضية تدهور الأوضاع الأمنية ، لان المطبلين للفتن قد قرعوا طبولهم ، والبلد لا يتحمل الأزمات ومزيدا من الآهات .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here