كندا تحت المجهر …

دأب المهاجرون إلى كندا أن ينتخبوا حزب ( الليبرال ) الكندي لإعتقاد غالبيتهم أن الليبرال هو الأقرب
لرعاية المهاجرين وصون حقوقهم ، وفي الإنتخابات الإخيرة فاز الليبرال فوزاً ساحقاً لكون المرشح كان
إبن رئيس الوزراء السابق ترودو ، الذي كان ناجحاً في قيادة كندا ، لكن رئيس الوزراء الجديد جستن ترودو قاد كندا في طرق وعرة دون أن تكن له نظرة بعيدة ، فقد أجاز بل قنن تدخين الحشيش وخصص
أماكن لشراء هذا المخدر ليدخنه الناس علناً دون مسائلة قانونية ، بل الدولة نفسها تبيعه للمستهلكين ، هذا
من جهة ومن جهة أخرى ، فتح الباب على مصراعيه لكل من هبّ ودب ليدلف إلى كندا عبر الحدود الأمريكية ، وعندما تطرده أميركا تكون كندا في إستقباله قائلين ( مرحباً بك في كندا ) ، وهذا يظهر تحدياً
إلى الجارة اميركا ويظهرها بنظر العالم كدولة غير رحيمة ، فهل تتسامح أميركا مع هكذا تصرّف ؟
ومما زاد في الطين بلّه عند إجتماع قادة الدول الصناعية الكبرى ، عقد جستن ترودو مؤتمراً صحفياً
إنتقد فيه بشدة الرئيس الأمريكي ( ترمب ) وسمع الأخير تصريحات ترودو فردّ عليه ووصفه بالكذّاب
والضعيف ، وهدد بأن كندا ستدفع الثمن غالياً .
والمعروف بأن هناك إتفاقية تجارية حرة بين أميركا وكندا والمكسيك سميت بإتفاقية ( نافتا ) فالغى
ترمب الإتفاقية ودعى إلى إتفاقية جديدة ، ونتيجة ذلك تأخرت كندا ، لكن المكسيك وأميركا أبرمتا إتفاقية
جديدة وإستثنوا منها كندا ، للضغط عليها بالقبول بشروط أمريكية و مكسيكية وهي صاغرة .
ولا يخفى بأن كندا تعتمد بأكثر من 80% من تجارتها على أميركا ، والآن أميركا تضع شروطاً
قاسية على كندا لإبرام إتفاقية جديدة تكون لأميركا حصة الأسد نتيجة تصرفات رئيس الوزراء الكندي
غير الودية مع أميركا ، واعطى ترمب كندا مهلة حتى نهاية أيلول الحالي لإبرام إتفاقية جديدة ، وبعكسه
تكون كندا خارج الإتفاقية ، وسيكون هذا بمثابة الكارثة على الإقتصاد الكندي .
والمحصلة فإن كندا خسرت عشرات الآلاف من الوظائف ، والكثير من الشركات إنتقلت إلى المكسيك
والهند والصين وغيرها من الدول ، نتيجة التصرف غير الحكيم لحكومة ترودو ، بالإضافة إلى إرتفاع
عدد الجرائم في كندا تنيجة دخول غير الشرعي وغير المنظّم من قبل الدولة ، وهذه فقط البداية ، وسيكون
المستقبل مظلما ً إذا إستمر الحال وعدم وضع ضوابط صارمة للهجرة غير الشرعية ، وإنتشار المخدرات
والأسلحة في كندا بشكل مخيف ، مما يفقد كندا مركزها العالمي كأفضل بلد للعيش في العالم ، وقد
أنتخبت كندا سابقاً ولعدة أعوام كأفضل بلد .
ولا يفوتنا أن نذكر بأن السعودية أوقفت كل العلاقات التجارية مع كندا ، وطلبت تحويل طلبتها
الموجودين للدراسة في كندا إلى الدول الأخرى كنتيجة التدخل الكندي في الشؤون الداخلية للسعودية ،
وهذا من الإخطاء الكبيرة والمتعددة للسياسة غير الرشيدة للحكومة الحالية .
الخلاصة : إننا نتألم عندما نرى الإقتصاد الكندي في الإنحدار ، وفقد الدولار الكندي ربع قيمته
تقريباً أمام الدولار الأمريكي ، علماً كان الدولار الكندي أقوى من الأمريكي قبل عدة اعوام ، وعند
سماعنا إزدياد عدد الجرائم ، والشعور بعدم الأمان ، كلها يمكن تفاديها بالسرعة الممكنة إذا أعيد
النظر بسياسة الدولة الخارجية والإقتصادية وضبط الحدود ، وإعادة وطرد كل من له سوابق جرمية
إلى بلده الأم ، وهدفنا هو الصالح العام لشعب كندا وهو الوطن الثاني لكل المهاجرين ، لكي يحبوه
ويفتخروا به .
منصور سناطي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close