ابتسامة “غير سعيدة” من رئيس مجلس الوزراء

ذوالفقار علي

هناك العديد من الابتسامات وواحدة من انواعها هي الابتسامة “غير السعيدة” فهي ليست تعبيراً عن السعادة بقدر ما هي إشارة يريد أن يبثها شخص للآخرين, لم تغب هذه الابتسامة عن رئيس مجلس الوزراء طوال جلسة البرلمان التي عقدت حول احداث البصرة , محاولاً عن طريقها اضاعة الاحراج الذي وقع فيه.

فماشاهدناه في جلسة البرلمان يبين حجم عدم الاهتمام الذي يمارسه رئيس مجلس الوزراء وعدد من وزراء حكومته , وقد كشف نواب البصرة ومحافظها اسعد العيداني ماهو مستور , و اوضحوا امام الملأ كيف ان رئيس الوزراء حينما يتم ابلاغه بفساد بعض القادة في المحافظة لم يأخذ اي اجراء ولم يعير اهتمام .

كما عرفنا ان كل قرارات مجلس الوزراء والوعود الصادرة من تقديم 10 اللاف درجة لاهل البصرة او صرف مبالغ كبيرة لحل مشكلات الماء و الكهرباء والمجاري وباقي الخدمات الضرورية ؛لم تكن سوى حبر على الورق , فهي لاتنفذ وتعطل من دون معرفة السبب حتى ازداد الوضع سوءاً ووصل الى هذا الحال.

وقد اتضح لنا من خلال الجلسة ان القضية المالية لم تكن هي العائق في تقديم الخدمات, فاسعار النفط اعلى من الاسعار المخمنة في الموازنة , وايرادات المنافذ والبترودولار لم تصرف رغم انها قوانين وقرارات واجبة التنفيذ , وهذه كلها ايرادات كان من الممكن ان تحل الكثير من الازمة المستفقمة .

ولهذا فحتى كتلة (سائرون ) الذين دخلوا مع العبادي في تحالفات برلمانية لاجل تشكيل الحكومة الجديدة قد تخلوا عنه واقروا بفشله كرئيس مجلس وزراء وطالبوه بالاستقالة , ويقال ان الحكمة تتجه ايضاً في رفضها للولاية الجديدة للعبادي , الامر الذي جعل العبادي يصدر بيان يتأسف لما جرى في الجلسة البرلمانية .

وهذا يعني ان خارطة التحالفات قد تتغير وتختلف , كما يعني ان النسبة المتدنية لبقاء العبادي رئيس للحكومة قد الغيت واصبح من المؤكد ان هناك رئيس مجلس وزراء جديد , وهذا يعطي القوة لمحور الفتح الرافض منذ البداية لولاية العبادي الجديدة ,والذي شكل مع كتل اخرى (تحالف البناء) لتشكيل الحكومة.

وفي ظل كل هذه الاحداث وثبات المقصر من وزراء ورئيس الحكومة يبقى ينتظر الشارع البصري الملتهب الحلول , وهو الامر الذي يتطلب تشكيل حكومة جديدة باسرع وقت , واختيار رئيس الوزراء على المعايير الصحيحة التي حددتها المرجعية الدينية , لينفذ خطة انقاذ واسعة ويحافظ على ما تبقى فالامور لاتحتمل التأخير .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here